لليوم الخامس على التوالي، تواصل قوات الأمن العراقية عمليات مطاردة واسعة في محافظة البصرة، تستهدف ناشطين مدنيين ومتظاهرين، تقول إنهم يقفون وراء تنظيم وتنسيق عمليات التظاهر، وتحديد مكان وزمان انطلاقها، وشاركوا في حرق القنصلية الإيرانية ومقرات أحزاب ومليشيات مسلحة داخل المدينة.
وتشير معلومات من داخل قيادة شرطة البصرة، الى أن قائد الشرطة الجديد، الفريق الركن رشيد فيلح، يشرف على عمليات الاعتقال ومطاردة الناشطين في عموم مناطق ومدن البصرة.
وقال ضابط في قيادة شرطة البصرة لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمليات ملاحقة قادة التظاهرات في محافظة البصرة مستمرة، بتهمة إثارة الفوضى وتهديد استقرار وأمن البصرة، وقد تمّ اعتقال عدد منهم خلال الأيام الماضية"، مبيناً أنّ "المعتقلين يخضعون للتحقيق في المراكز الأمنية، بتهمة التجاوز على ممتلكات الدولة وإثارة الشغب، وهناك تهمٌ لهم بالارتباط بأجندات خارجية"، على حدّ قوله.
وكشف الضابط عن "فرار عدد كبير من قادة التظاهرات إلى المحافظات المجاورة وإلى بغداد"، مبيناً أنّ "القيادات الأمنية تعمل للتنسيق مع أمن المحافظات، لتزويدهم بالمعلومات وصور قادة التظاهرات، بهدف اعتقالهم في أي محافظة كانوا".
وقال إنّ "تحقيقاتنا التي أجريت لمعرفة المتسببين بحرق مؤسسات الدولة ومقار الأحزاب، كشفت عن أن هناك من حاول التأثير على سير التظاهرات السلمية، من خلال أعمال الشغب التخريبية والعدائية، وأعمال لا تمت إلى التظاهرات بأي صلة"، مؤكداً "امتلاك معلومات عن وجود عناصر يمتلكون حسابات معينة، وهي تحت طائلة التحقيق حالياً، لمعرفة أسباب حصول هذا الأمر"، مبيناً أنّ "هذه المعلومات أجبرتنا على تغيير تكتيك الخطط الأمنية حفاظاً على أهالي المحافظة ودوائرها".
وقال حسن المنصوري، وهو أحد الناشطين البارزين في التظاهرات لـ"العربي الجديد": "أجبرنا على مغادرة المحافظة، حيث تستمر عمليات ملاحقتنا من قبل الأجهزة الأمنية والحشد (مليشيات الحشد الشعبي)، مبينا أنّ "قيادتنا للتظاهرات تجري حالياً عبر مواقع التواصل، مع الموجودين في البصرة، ويجب ألا تتوقف التظاهرات لحين تحقيق كافة المطالب والحقوق للسكان"، مؤكداً الاستعدادات للخروج بتظاهرة واسعة يوم غد الجمعة، في المحافظة.