في الوقت الذي كشف فيه موقع "والاه" الإسرائيلي، أن التقديرات السنوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، التي يعتزم رئيس أركان الجيش، الجنرال أفيف كوخافي، إعلانها تشير إلى عدم وجود خطر اندلاع حرب ضد إسرائيل على أي من الجبهات، وإلى أن "حزب الله" اللبناني و"حماس" الفلسطينية "مرتدعان"، إلا أن تقديرات في قيادات الجيش نقلها مراسلون عسكريون، في "والاه" و"يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" تشير إلى أن "حزب الله" لا يزال، في المرحلة الحالية على الأقل، مصرا على محاولة تنفيذ عملية تستهدف جنوداً إسرائيليين.
وبحسب هذه التقديرات، فإن الحزب، وبرغم عدم وجود نية لديه لتصعيد عسكري واسع، إلا أنه لم يتنازل بعد عن الانتقام لمقتل عنصر من عناصره، في الهجوم الإسرائيلي على مطار دمشق في يوليو/تموز الماضي.
وفي هذا السياق، أشار عاموس هرئيل في "هآرتس" إلى أن "حزب الله" يصر على نفي أي محاولة من طرفه لتنفيذ عمليات على الحدود، مثل محاولة تسلل خلية من ثلاثة عناصر قال الجيش الإسرائيلي إنه قام في أواخر يوليو/تموز الماضي بإبعادها بنيران مكثفة في مزارع شبعا، وتعمد عدم إصابة أفرادها، ثم لاحقا عندما أطلق قنابل ضوئية وفوسفورية باتجاه الحولا وميس الجبل، وهي رواية غير صحيحة من "حزب الله"، فإن الحزب "صادق في حديثه عن إبقاء الجيش على أهبة الاستعداد في الجليل"، وهو استعداد يشد أعصاب الجيش ويقتطع من هيئة الأركان كثيرا من الوقت والموارد ، أكثر بكثير مما يعتقده المواطنون الإسرائيليون. إذ يواصل الجيش استدعاء ضباط للاحتياط لتعزيز ثكناته ونشر قوات كبيرة نسبيا في الشمال والابتعاد عن السياج الحدودي حتى لا يقدم الأهداف لـ"حزب الله".
وفي هذا السياق نفسه، نبه المراسل العسكري في "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشواع، إلى أنه "نشأ وضع غريب، يتحرك فيه المدنيون على الطرقات في الشمال وعند المناطق الحدودية، فيما يختبئ عناصر الجيش ويبتعدون عن المناطق الحدودية وهو وضع سيكون على الجيش أن يعمل على تغييره".
وأضاف يهوشواع الذي عنون تقريره بـ "50 يوما للتوتر على الجبهة الشمالية والجيش ليس مستعدا للاختباء"، أن "الجيش يستعد لإمكانية قيام "حزب الله" بالعمل مجددا على الحدود الشمالية، لكن ضباطا رفيعي المستوى يدعون أنه في حال وقوع إصابات وفقا لتهديدات نصر الله، ستكون هناك حاجة للرد بقوة تدفع نصر الله ثمنا حتى لو كان هذا الثمن عدة أيام من القتال في الشمال، من أجل تغيير المعادلة التي خطها التنظيم الشيعي".
وبحسب يهوشواع، فإنه على الرغم من الضغوط الداخلية ولا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت، فإن "حزب الله" يواصل محاولات تعقب وترصد جنود إسرائيليين لاستهدافهم.
وعلى غرار ما نقله هرئيل بشأن تعزيز القوات الإسرائيلية على الحدود، قال يهوشواع في "يديعوت أحرونوت" إن الجيش في سياق استعداداته لمواجهة هجوم من قبل "حزب الله"، قد نقل قوات للجليل وقدرات نارية ، ونشر وحدات خاصة مثل "ماجلان" ووحدات للمظليين، في قيادة المنطقة الشمالية كما كثف أيضا نشاط سلاح الجو".