تصعيد الاستيطان في القدس... ومستوطنون يقتحمون الأقصى

تصعيد الاستيطان في القدس... ومستوطنون يقتحمون الأقصى

27 فبراير 2014
مستوطنون يقتحمون مسجد قبة الصخرة وباحات المسجد الاقصى
+ الخط -

عاد التوتر من جديد إلى باحات المسجد الأقصى، اليوم الخميس، بعد قيام مجموعة يهودية متطرفة، يقودها الحاخام إيهودا غليك، باقتحام باحات الحرم القدسي، ومحاولة القيام بطقوس تلمودية، قبل أن يتصدى لهم المرابطون هناك.

يأتي هذا الاقتحام الجديد بعد أقل من 48 ساعة على إرجاء الكنيست الإسرائيلي تصويتاً على رفع الوصاية الأردنية عن المقدسات، وما سبق ذلك من اندلاع مواجهات عنيفة بين المصلين الفلسطينيين وقوات كبيرة من شرطة الاحتلال اقتحمت باحات المسجد، وأصابت العشرات من المرابطين بقنابل الصوت والرصاص المطاطي.

في سياق متّصل، دفعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بقوات إلى حي رأس العمود، شرق البلدة القديمة في القدس، مسقط رأس الشهيد جهاد الطويل (46 عاماً)، وهو أب لخمسة أطفال، قضى قبل يومين اختناقاً بالغاز المسيل للدموع داخل غرفته في سجن بئر السبع جنوب اسرائيل.

وكان الحي قد شهد حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم الخميس، مواجهات بين شبان غاضبين وجنود الاحتلال، احتجاجاً على استشهاد الطويل، أعقبت تشييع جثمانه في مقبرة باب الأسباط. أصيب خلال المواجهات أحد الجنود الاسرائيليين في رأسه، وتمكن الشبان من إحراق مركز لشرطة الاحتلال عند المدخل الرئيس لباب الأسباط، وتحطيم كاميرات مراقبة تابعة للشرطة في المكان.

وحمل مسؤولون فلسطينيون، بينهم وزير القدس المهندس عدنان الحسيني، وحركة فتح، إلى جانب عائلة الشهيد، مصلحة السجون الإسرائيلية المسؤولية عن استشهاد المواطن الفلسطيني جهاد الطويل، وقال الحسيني إن "ما حصل جريمة نكراء، وإعدام غير معلن حاولت السلطات الإسرائيلية التنصل منه". وحذّر من استهتار الاحتلال بأرواح الفلسطينيين، فيما أكد شقيق الشهيد جهاد الطويل، شريف، أن العائلة مصممة على مقاضاة سلطات الاحتلال التي قتلت شقيقه بدم بارد.

إلى ذلك، نفذت شرطة الاحتلال حملة اعتقالات في صفوف الشبان المقدسيين داخل البلدة القديمة وفي الأحياء المتاخمة لها، تحسباً من مواجهات تعقب صلاة الجمعة غداً. ومن بين المعتقلين مسعف طبي، اقتحمت القوات الاسرائيلية منزله، واقتادته إلى جهة غير معلومة، كل ذلك بينما تزداد حالة الغليان في صفوف الفلسطينيين المقدسيين إزاء التدنيس اليومي المستمر للمسجد الأقصى، وتواطؤ سلطات الاحتلال مع المستوطنين المتطرفين.

من ناحية أخرى، واصلت جرافات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، تجريف أراض في حي الصوانة إلى الشرق من البلدة القديمة، وعلى بعد نحو 100 متر من المسجد الأقصى، توطئة لإقامة حديقة توراتية أطلق عليها اسم "حديقة المطلة الوسطى" تربط مستوطنة "بيت أوروت" المقامة على اراضي المواطنين الفلسطينيين في جبل الزيتون، في مستوطنة "معاليه هزيتيم"، في حي رأس العمود المجاور، وفي عشرات البؤر الاستيطانية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.

وتعليقاً على هذا التصعيد في الاستيطان، قال خبير الخرائط الفلسطيني، خليل تفكجي، إن المشروع الجديد يندرج في سياق الحزام الاستيطاني الذي تقيمه سلطات الاحتلال حول البلدة القديمة من القدس، وفرض واقع استيطاني وديموغرافي جديد لصالح تعزيز القبضة اليهودية على تلك المنطقة، وعلى حساب حقوق الفلسطينيين المستباحة يومياً من قبل الإسرائيليين.

وتقع الحديقة المقترحة في ما يطلق عليه الإسرائيليون "الحوض المقدس"، وهي منطقة واسعة تحيط بالبلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى من النواحي الشرقية والجنوبية والغربية. وكان الخلاف الفلسطيني في مباحثات كامب ديفيد الثانية عام 2000 حول السيادة الإسرائيلية على هذه المنطقة واحداً من أسباب تفجر تلك المفاوضات آنذاك، ويمكن أن تفجرها الآن.

يُشار إلى أن لجان البناء والاستيطان في "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، طرحت، أمس الأربعاء، مخططاً لبناء 19 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "كفار أدوميم" المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدة عناتا شمال شرق القدس، وهي واحدة من تجمع مستوطنات "غوش أدوميم"، شرق مدينة القدس، أو ما يُعرف بالكتلة الاستيطانية الشرقية التي تصر إسرائيل على الاحتفاظ بها، من بين أربع كتل استيطانية كبرى في الضفة الغربية في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.