وحسب دراسة نشرها المركز، اليوم، فإن ضمان "التفوق الجوي" الإسرائيلي في العقد القريب بات مرتبطاً بالمزايا التكنولوجية التي تمنحها طائرة "إف 35"، التي تعد أهم طائرات هذا الجيل، ومدى نجاح تل أبيب في منع دول المنطقة الأخرى من التزود بهذه الطائرة.
وأشارت الدراسة، التي أعدها الباحث شمعون عراد، ونشرها المركز اليوم الإثنين على موقعه، إلى أنه "يتوجب على الحكومة الإسرائيلية ممارسة كل روافع الضغط الممكنة على الإدارة الأميركية لمنعها من السماح باقتناء دول المنطقة الأخرى "إف 35"، مبرزة أن صناع القرار في تل أبيب مطالبون بإقناع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بألا تتحول الحاجة الأميركية إلى مشاركة بعض الدول العربية في مواجهة إيران إلى مسوغ لتزويد العرب بهذه الطائرات.
وأوضحت الدراسة أن "الحرص على ضمان حفاظ سلاح الجو الإسرائيلي على تفوقه مقارنة مع أسلحة جو جميع دول المنطقة ينبع من دوره الحاسم في الحفاظ على قوة الردع الإسرائيلية، ناهيك عن اضطلاعه بالدور الرئيس في توفير ردود عسكرية ميدانية على عدة جبهات في آن، إلى جانب إسهامه في إحباط مخاطر استراتيجية في مناطق قريبة وبعيدة، وتنفيذه عمليات انتقام رداً على هجمات تتعرض لها إسرائيل".
وأشارت الدراسة إلى أن "مستوى التفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي مقارنة بالجيوش العربية تراجع في السنوات الأخيرة، بسبب التطور الكبير الذي طرأ على فاعلية منظومات الدفاع الجوي التي تمتلكها الدول العربية، إلى جانب حرص هذه الدول على شراء طائرات حربية متطورة".
وحسب الدراسة، فإن ضمان احتفاظ سلاح الجو الإسرائيلي "بتفوق إقليمي" يتطلب عدم السماح بتسرب طائرات الجيل الخامس، لاسيما "إف 35" للدول العربية.
وعلى الرغم من احتفاء القيادات الإسرائيلية بعمق التقارب بين تل أبيب وعدد من الدول الخليجية، لاسيما السعودية والإمارات، فإن الدراسة تدعو إلى "التدخل العاجل لدى إدارة ترامب وحثها على عدم السماح تزويد هاتين الدولتين بطائرات الجيل الخامس".
وشددت على ضرورة أن تحتاط إسرائيل لتحولات دراماتيكية في الإقليم، وعدم استبعاد أن تصعد للحكم في الدول الخليجية المعتدلة، لاسيما السعودية والإمارات، أنظمة أخرى تكون معادية لإسرائيل، مشددة على وجوب أن تضمن القيادة الإسرائيلية أن يتمتع سلاح الجو الإسرائيلي بالقدرة على العمل في المجالات الجوية في هذه الدول إذا تطلب الأمر ذلك.
ودعت الدراسة صناع القرار في تل أبيب إلى "عدم التردد في الاستعانة بأصدقاء إسرائيل في الكونغرس للتدخل لمنع ترامب من تزويد الدول العربية بطائرات "إف 35""، محذرة من أن سلوك ترامب "كرجل أعمال"، إلى جانب إدراكه للدور الذي تقوم به كل من السعودية والإمارات في خدمة المصالح الأميركية، يمكن أن تدفعه لتزويد هاتين الدولتين بهذه الطائرات.
وذكرت الدراسة أن مواصلة احتفاظ إسرائيل بتفوق سلاح جوها تسمح لها بمواجهة المخاطر التي تمثلها إيران في سورية.
وعلى الرغم من أن الدراسة تشير إلى أن روسيا قد نجحت في تطوير نسختها من طائرات الجيل الخامس، ممثلة في طائرة "SU-57"، إلا أنها تشير إلى أن "هذه الطائرات مازالت في إطار التطوير والتجريب، وتنقصها بعض المزايا التقنية التي تتمتع به "إف 35""، موضحة أن "أهم مزايا طائرات الجيل الخامس تتمثل في أنها قادرة على الكشف عن الطائرات العربية، التي أكثرها تطوراً ينتمي للجيل الرابع، وإسقاطها قبل أن تجتاح الحدود الإسرائيلية، حتى في ظل التطور الذي طرأ على منظومات التسليح المزودة بها الطائرات العربية".
وفي المقابل، فإن الدراسة تحذر من أن "الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستكون أقل كفاءة في مواجهة التحديات الجوية في حال تزودت الدول العربية بطائرات "إف 35"، ولفتت الدراسة الأنظار إلى أن "ما يفاقم خطورة حصول الدول العربية على طائرات الجيل الخامس حقيقة أنها قادرة على المس بمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بحيث يكون بإمكان الطائرات العربية من الجيل الرابع المشاركة في الجولات اللاحقة من الغارات على العمق الإسرائيلي".
وشددت على وجوب تنبيه إدارة ترامب إلى التشريع الذي أصدره الكونغرس عام 2008، والذي نص على وجوب أن تُخضع الولايات المتحدة سياسة مبيعات سلاحها بحيث لا تهدد التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي.