ترامب ومعضلة إيران

ترامب ومعضلة إيران

21 نوفمبر 2016
معضلة ترامب تتلخص بعدم وجود بديل من الاتفاق (Getty)
+ الخط -

يصف الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الاتفاق النووي مع إيران أنه "الأسوأ في التاريخ". ويبرر هذا بأمرين: الاتفاق لا يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، لكنه يؤجل هذا لـ 15 سنة، والاتفاق سيؤدي إلى دخول المنطقة في "سباق تسلح نووي" يكون الكيان الصهيوني الخاسر الأبرز فيه.

للخليجيين (باستثناء سلطنة عُمان) موقف آخر من الاتفاق النووي، إذ قبلوه بتحفظ، على الرغم من استبعادهم من مباحثاته. أكد الخليجيون ترحيبهم بالاتفاق، مع رفضهم "تطبيع" السياسات الإيرانية في المنطقة، وتحسن علاقاتها مع المجتمع الدولي في ظل استمرار طهران في سياساتها العدائية الطائفية، والتي عززت الاضطرابات في العراق وسورية واليمن ولبنان. تبدو أسباب "التحفظ" موضوعية، فسياسات إيران في المنطقة كارثية ومدمرة، ونحتاج إلى مواجهتها الآن، والأمر لا يتعلق بما سيحدث بعد 15 سنة.

يؤكد ترامب، أنه سيمزق الاتفاق النووي فور توليه السلطة، ومع احتفاظ الغالبية الجمهورية بمواقعها في الكونغرس، ستكون هذه الخطوة سهلة. وبحسب الأسماء التي اختارها ترامب لإدارته، حتى اللحظة، وشملت مايكل فلين، وستيفن بانون، ومايك بومبايو، فإن تمزيق الاتفاق النووي يبدو في أفق يناير/كانون الثاني المقبل. لكن ما هو البديل أمام إدارة ترامب؟
الرئيس الأميركي المنتخب لا يخفي غضبه الذي يبنيه، إضافة إلى موقفه السياسي المتوافق مع إسرائيل، على أسس تجارية محضة، فالاتفاق النووي سهل على إيران عقد صفقات تجارية مع دول أوروبية وروسيا، بينما تمنع عقوبات واشنطن الشركات الأميركية من عقد صفقات مشابهة. وتمديد الكونغرس، الأسبوع الماضي، العقوبات الأميركية على إيران، يعزز هذا الحظر.

معضلة ترامب في إيران تتلخص في عدم وجود بديل عن الاتفاق النووي، والذي يمكن اعتباره بديلاً عن الحرب، لا أكثر. فلو ألغى ترامب الاتفاق النووي، من دون الدخول في حرب، وتدمير قدرات طهران النووية، فهذا يعني فتح المجال أمامها لتطوير قدراتها النووية من دون قيود دولية، وستكون الخطوة عبثية تماماً، بينما لا يبدو أن هناك ما هو أكثر عبثية من شن حرب تهدف إلى تغيير النظام في إيران، الخطوة التي لا تحتملها المنطقة. هل سيختار ترامب خياراً أكثر عقلانية، يتمثل في إعادة التفاوض مع إيران على شروط أفضل؟ خصوصاً أن الرئيس المنتخب يتحدث عن تعاون مع بشار الأسد وإيران وروسيا في محاربة "الإرهاب".