تجميل لرجال العراق... تحسين المظهر الخارجي للذكور أيضاً

تجميل لرجال العراق... تحسين المظهر الخارجي ليس حكراً على النساء

09 مارس 2019
يهتم ببشرته (زياد العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

خلال السنوات الأخيرة، زادت نسبة إقبال العراقيين الرجال على عمليات التجميل، سواء لأهداف صحية أو جمالية. وقد شجعهم التطور الكبير في هذا الحقل والكلفة المادية المقبولة. المهم مظهر خارجي أجمل

يوماً بعد آخر، ترتفع نسبة الرجال المقبلين على إجراء عمليات تجميل في العراق. ويمكن لأي متجول في شوارع بلاد الرافدين أن يلاحظ لاصقاً طبياً على الأنف أو ما شابه، ما يدل على إجراء عملية تجميلية. وبعدما كانت عمليات التجميل تجرى لإزالة التشوهات الناجمة عن الحروق والحوادث، في ظل الحروب المستمرة التي تشهدها البلاد منذ نحو أربعة عقود، تحولت اليوم إلى وسيلة لتغيير الشكل نحو الأجمل. ويشجع على إجراء العمليات التطور الكبير والمستمر الحاصل في هذا المجال، فضلاً عن انخفاض كلفتها.




أجرى منعم عبد الستار عمليات تجميل بلغت كلفتها 12 ألف دولار، ليكون مظهره الخارجي مقبولاً لدى النساء. يقول عبد الستار (30 عاماً) لـ "العربي الجديد" إنه لطالما كانت ملامحه سبباً في شعوره بالإحباط. كثيرات رفضنه حين تقدم لخطبتهن، والسبب "شكلي الخارجي". كان يعاني من الوزن الزائد، فأجرى عملية جراحية لتصغير المعدة في العاصمة اللبنانية بيروت، أتبعها بنظام رياضي ما زال يحافظ عليه، حتى بات يتمتع بجسم رياضي متناسق. يضيف: "أجريت عملية تجميل لأنفي الذي كان كبيراً بعض الشيء، وأسناني التي لم تكن متناسقة. واليوم، أشعر بالراحة حين أبتسم أمام المرآة، وقد زادتني وسامة". وما هو أكثر أهمية بالنسبة لعبد الستار أنه على أبواب الزواج، ويؤكد: "لعمليات التجميل فضل كبير في تمكيني من الزواج. لم أكن لأتوقع أن تقبل خطيبتي الارتباط بي لو رأتني بالهيئة التي كنت عليها قبل بدء عمليات التجميل"، مستطرداً: "اليوم أشعر بسعادة كبيرة. جسمي رياضي ووجهي جميل".

وساهمت عمليات التجميل في انتعاش عمل شركات السفر، خصوصاً أن دولاً مجاورة للعراق تشتهر بنجاح هذه العمليات، ومواكبتها للتطورات، إضافة إلى انخفاض كلفتها بالمقارنة بدول أخرى. ويقول فرهاد الدوسكي، وهو مدير في شركة سياحية في بغداد، إن بعض الدول تشتهر في إجراء بعض عمليات التجميل، مشيراً لـ"العربي الجديد" إلى أن عمل الشركات السياحية يتضمن معرفة دقيقة بالتخصصات الطبية الناجحة في الدول التي ترتبط معها بشراكة عمل، كونها من ضمن أسباب نجاح الشركات، وهو ما تطلق عليه "السياحة العلاجية". ويضيف الدوسكي: غالباً، فإن العراقيين يجرون عمليات زراعة الشعر في تركيا، وتجميل الأسنان وعظام الوجه في إيران. أما العمليات المرتبطة بالوزن، فيفضلون إجراءها في لبنان".

الدوسكي يشير إلى أن عمليات التجميل هذه "ترتفع بشكل مستمر"، لافتاً إلى أن العاملين في قطاع السياحة يلاحظون الأمر من خلال "زيادة الحجوزات مع الشركات السياحية، إذ تكون أسعار التذاكر فيها منخفضة". كذلك يقول مؤيد سميسم (42 عاماً)، إنه نجح في الإبقاء على وسامته بعدما أقدم على زرع شعره في مدينة إسطنبول التركية قبل ثلاثة أعوام. يضيف سميسم لـ"العربي الجديد" أن "أكثر ما يميزني هو شعر رأسي، وأفضله أن يكون طويلاً دائماً. خلال السنوات العشر الأخيرة، بدأ يتساقط، فما كان مني إلا اللجوء لزراعة الشعر".

في المقابل، يرفض كثيرون إجراء عمليات التجميل في العراق على الرغم من انتشارها. بهاء الدراجي، الذي رافق أحد أصدقائه لتجميل أسنانه، يصف مثل هذه العمليات بـ "الظاهرة السيئة التي قد تتطور للأسوأ"، موضحاً في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "هناك هوساً بدأ ينتشر ويدعى ابتسامة هوليوود. إنهم ينفقون المال لكي يجملوا أسنانهم. لا أتصور أن هذا أمر ضروري. المهم الحفاظ على صحة الأسنان، وهناك طبيب متخصص يتولى الأمر. لكن هناك رغبة في جعلها بيضاء ولامعة".

كثيرون مثل الدراجي لا يمانعون عمليات التجميل في حال كانت الغاية منها صحية وليست جمالية فقط. في هذا السياق، يقول خبير التجميل حازم صبحي، إنه أجرى الكثير من عمليات التجميل لعسكريّين أصيبوا بتشوهات في الوجه من جراء المعارك خلال الحرب العراقية-الإيرانية بين عامي 1980 و1988. ورأى صبحي في حديث لـ "العربي الجديد" أنّ "الناس كانوا يلجأون لعمليات التجميل لمعالجة أو تجميل التشوهات الناتجة من الحروق والحوادث المختلفة والإصابات في الحروب". يضيف: "نتيجة الحرب، أجريت العديد من عمليات التجميل لأشخاص عانوا من تشوهات في الوجه. وأحياناً، تصير ملامح الشخص أكثر جمالاً نتيجة العملية، خصوصاً إذا كانت هناك عظام ناتئة أو ما شابه". ويوضح صبحي أن هذا القطاع تطور في الكثير من دول العالم، والإقبال عليه لا يرتبط بأسباب صحية فقط. وفي بعض الأحيان، تكون الغاية هي الجمال لا أكثر.

إلى ذلك، يقول الطبيب العراقي المتخصص في الجراحة التجميلية صباح عزيز، إن الحفاظ على نضارة البشرة أمر مهم لأي إنسان، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة والتطور الحاصل في مجال الطب تزيد من فرص نجاح هذه العمليات، وبكلفة مالية قليلة بالمقارنة بالنتائج. عزيز، وهو مدير مركز علاجي في مدينة إسطنبول التركية، يقول إنه يجري الكثير من عمليات التجميل في المركز، وإن كان معظمها لغايات جمالية، منها زراعة الشعر للأشخاص الذين يعانون من الصلع. ويوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أن تقنيات جديدة تدخل هذا العالم يوماً بعد يوم، لافتاً إلى أنه يفضل إجراء "حقن البلازما للشعر، وهي أحدث طريقة للحصول على شعر لمن يعانون من الصلع". يتابع عزيز أن زراعة الشعر بالوسائل المعروفة أكثر كلفة وتتطلب حلاقة الرأس. وتستغرق الجلسة ساعات طويلة. وهناك تعليمات يجب اتباعها. لكن في تقنية حقن البلازما لا يستغرق الأمر سوى وقت قصير جداً يتم خلاله حقن مواضع في فروة الرأس".




ويشير الطبيب نفسه إلى أن نجاح هذه التقنية يتطلب ثلاث جلسات علاجية لحقن البلازما، مؤكداً عدم وجود أي أضرار جانبية لهذه التقنية. ويوضح أن التجاعيد تظهر على الوجه بحسب نوع البشرة، حتى ولو كان الشخص يتناول كمية جيدة من المياه. لكنه يشير إلى أنه يمكن التخلص من الترهلات والتجاعيد وغيرها بإجراءات بسيطة وبكلفة قليلة. يتابع أنه أجرى تحسينات في الشكل لعدد كبير من الرجال العراقيين، من خلال "البوتوكس والفيلر والبلازما وغيرها"، مشيراً إلى أن كل هذه "التقنيات تساهم في إخفاء العيوب التي تظهر في الوجه، حتى يحافظ الشخص على وجهه نضراً وصحياً".