تجمع المهنيين السودانيين يستنكر تصريحات البرهان حول تسليم البشير

تجمع المهنيين السودانيين يستنكر تصريحات البرهان حول تسليم البشير

23 نوفمبر 2019
+ الخط -
استنكر تجمع المهنيين السودانيين، اليوم السبت، التصريحات التي أدلى بها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، بعدم تسليم المعزول عمر البشير للمحكمة الجنائية.

وقال التجمع، في بيان، إن البرهان استبق بتصريحاته تلك، التشاور الجاري حول أفضل السبل "لضمان عقاب المجرم المخلوع عن جرائم نظامه في دارفور"، مشيراً إلى أن "ذلك الاستباق غير مقبول كون مسألة محاكمة البشير على جرائم نظامه في دارفور مناطها أولاً الوصول إلى معادلة ترضي أصحاب الشأن، ضحايا الإبادة العرقية والجرائم ضد الإنسانية في قرى وبلدات ومدن دارفور".

وأضاف البيان أن "قانون المحكمة الجنائية الدولية ينصّ على تدخلها في مثل هذه الحالات، إذا كان القضاء المحلي غير راغب أو غير قادر على ملاحقة ومحاسبة المسؤولين، وهو ما نتطلع لئلا ينطبق بطبيعة الحال على النظام القضائي بعد الثورة، وحال إجراء الإصلاحات وعمليات إعادة البناء اللازمة لمجمل نظامنا القضائي"، مؤكداً أن "ما يتبقى في الاعتبار هو رغبة الضحايا أصحاب الشأن في رؤية البشير منقاداً إلى العدالة الدولية في لاهاي، خزياً له ومن ائتمر بأمره، وشفاءً لصدور المكلومين".

وأوضح التجمع أنه يجري البحث عن صيغة لا ترسل إشارة غير مرغوب بها عن وضع القضاء ما بعد الثورة، ولا تطأ في الوقت ذاته على مشاعر الضحايا، مشيراً إلى أنه ما فات على الفريق أول البرهان، أنّ مصير البشير يقرّره أصحاب الحق، والقرار بشأن محاكمة المخلوع عن جرائم دارفور، لن يكون سوى ترجمةً لما يُرضي ذوي الضحايا وعموم النازحين، ولن يقضيه من ورائهم أو يفرضه عليهم كائناً من كان وما لم يطمئن المتضررون إلى قدرة القضاء السوداني - ولو بصيغةٍ هجينة مع المحكمة الجنائية الدولية - فسيُرسل البشير، مقرناً في الأصفاد، إلى لاهاي، صاغراً ذليلاً تشيّعه اللعنات.

من جهة ثانية، قال بيان تجمع المهنيين السودانيين إن البرهان، أكد في ذات حواره مع قناة "الجزيرة" أنّ السعودية والإمارات ظلتا تدعمان السودان منذ الاستقلال، ووصف التجمع ذلك التصريح بأنه "ذاهل عن واقع الحال ومُستغرَب، لأن تاريخ السودان الطويل في رفد هذه البلدان، دون مَن، بالخبرات والمعينات، معلوم حتى لدى قياداتهم ومواطنيهم، وأن واقع الأمر أن السودان لم يعرف الاستجداء وطلب العون إلحافاً، إلّا في عهد العُتُلِ الزنيم".

ونبه التجمع إلى أن على من يمثِّل سيادة السودانيين ألا يرسل مثل هذه التصريحات المجانية التي يدحضها التاريخ، "فالمفارقة أن تأتي هذه المغالطات ممن يمثل سيادة السودان في مجافاة بيِّنة لمقتضيات الموقع وحقائق التاريخ، وهو ما يجد منا كل شجبٍ واستنكار، فثورة ديسمبر لم تكن إلا طلباً لعزّة هذا الشعب واستعادةً لكرامة مواطنيه".

وأضاف أن "ذاكرة الأمس القريب تحفظ أنّ شعب السودان عبر ثورة ديسمبر الغرّاء، قد انتزع سيادته بيديه، بزكي الدم وعظيم التضحيات، لم يدعمه سوى توقه للانعتاق والتضامن المعنوي من الشعوب ذات الضمير الحي".