بيونغ يانغ تشنّ هجوماً لاذعاً على واشنطن: "منافقة"

بيونغ يانغ تهاجم واشنطن بذكرى "قمة سنغافورة": "الوعد الفارغ النفاق الأشد"

12 يونيو 2020
قمة سنغافورة التاريخية بين ترامب وكيم (سول لوب/فرانس برس)
+ الخط -
شنّت كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، هجوماً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تزامناً مع الذكرى الثانية للقمة التاريخية التي عقدت في سنغافورة بين ترامب والزعيم كيم جونغ أون.

وهذا الموقف هو الأحدث في سلسلة بيانات منددة من بيونغ يانغ، استهدفت واشنطن وسيول، ويأتي بعد يوم على تهديد كوريا الشمالية ضمنياً بالإخلال بالانتخابات الرئاسية الأميركية إذا لم تتوقف واشنطن عن التدخل في الشؤون الكورية.
وفي الأيام الماضية، قطعت بيونغ يانغ كل الاتصالات الرسمية مع الجنوب على خلفية قيام ناشطين بإرسال منشورات إلى الشمال مناهضة للنظام الشيوعي. والتصريحات الصادرة اليوم تضمنت بعض أقسى الانتقادات من بيونغ يانغ لواشنطن في الأشهر الماضية، وتثير شكوكاً بشأن مستقبل المحادثات حول الملف النووي المجمدة منذ فترة.

واتهم وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سون غوون، اليوم الجمعة، واشنطن بـ"النفاق"، والسعي إلى تغيير النظام، قائلاً، وفق "فرانس برس"، إن آمال عام 2018 "تلاشت" ليحلّ محلها "كابوس مظلم".
وقال ري، في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، إنه "لا نفاق أكثر من إطلاق وعد فارغ". وأضاف أن "الأمل بتحسين العلاقات (بين البلدين) التي كانت مرتفعة جدّاً ومحطّ أنظار العالم بأسره قبل عامين، تحوّل الآن إلى إحباط يتّسم بتدهور متسارع".
وقال الوزير الكوري الشمالي إنّه على الرّغم من أنّ شعبي البلدين يرغبان في السلام، إلّا أنّ واشنطن "عازمة على تأزيم الوضع". وتابع "نتيجة لذلك، أضحت شبه الجزيرة الكوريّة حاليّاً أخطر نقطة ساخنة في العالم"، ويُطاردها "باستمرار شبح الحرب النوويّة". وكتب أنّ رغبة الكوريّين الشماليّين في إنهاء فترة العلاقات "العدائيّة" بين بيونغ يانغ وواشنطن وفي "فتح حقبة جديدة من التعاون والسلام والازدهار" أصبحت "أعمق من أيّ وقت مضى". غير أنّه اعتبر أنّه "حتّى الشعاع الضعيف من التفاؤل بالسّلام والازدهار في شبه الجزيرة الكوريّة" قد تلاشى، تاركاً مكانه "كابوساً مظلماً".
وكان ترامب قد ركّز كثيراً على علاقته الشخصية الجيدة مع كيم التي ظهرت خلال تبادلهما الرسائل. لكن ري قال إنه لم يعد هناك أمل بتحسين العلاقات "عبر مجرد الحفاظ على علاقات جيدة بين زعيمنا الأعلى والرئيس الأميركي". ولم ينتقد المسؤول الكوري الشمالي ترامب بالاسم، لكنه أشار إلى تعليقات "أدلى بها سيد البيت الأبيض"، قائلاً: "لن نقدم بعد الآن أبداً له أي حزمة جديدة يمكن استخدامها من دون تلقي أي مقابل".
واتّهم وزير الخارجية الكوري الشمالي الولايات المتحدة باستخدام ادّعائها بالرّغبة في تحسين العلاقات، من أجل إخفاء رغبتها في "تغيير النظام". كذلك اتّهم ترامب تحديداً بعدم تقديم أيّ عرض جوهريّ على بيونغ يانغ. يأتي ذلك في وقت بلغت فيه المفاوضات طريقاً مسدوداً بين بيونغ يانغ والولايات المتحدة، بعد الانفراج الذي شهدته العلاقات عام 2018.


وكان ترامب وكيم قد عقدا قمة تاريخية في سنغافورة، كانت أول لقاء بين زعيم كوري شمالي ورئيس أميركي يتولى مهامه. وبعد ذلك أعلن ترامب عبر "تويتر" أنه "لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية". لكن لقاءً ثانياً في هانوي السنة الماضية لمتابعة ما أعلن في سنغافورة بشأن "العمل في اتجاه إخلاء كامل لشبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية" انهار، بسبب الخلاف حول التنازلات التي يمكن أن تقدمها كوريا الشمالية مقابل تخفيف العقوبات.

ويؤكد دبلوماسيون أميركيون أنهم يعتقدون أن كيم وعد بالتخلي عن ترسانته من الأسلحة، وهو ما لم تقم بيونغ يانغ بأي خطوة باتجاهه.
ووسط تصاعد التوتر بين بيونغ يانغ وواشنطن، قالت الصين، اليوم الجمعة، إنه يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة مخاوف كوريا الشمالية وسط تصاعد التوتر بين بيونجيانج وواشنطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ للصحافيين، في إفادة يومية أوردت تفاصيلها "رويترز"، إن أحد أسباب تدهور العلاقات الثنائية منذ قمة في سنغافورة عام 2018 هو أن المخاوف المشروعة لكوريا الشمالية لم يتم حلها.

المساهمون