بين إرهاب القاعدة ورعب الحوثيين

بين إرهاب القاعدة ورعب الحوثيين

25 نوفمبر 2014
+ الخط -

شعورٌ بالرعب، وطريق مجهول الأمان. منذ انطلاقنا من محافظة إب (وسط اليمن) إلى العاصمة صنعاء. نقاط تفتيش لمسلحي تنظيم القاعدة، مدججون بأسلحة خفيفة ومتوسطة. ويتخفون بأقنعة سوداء. شعور مؤقت بالنجاة، قبل أن تستوقفنا نقطة تفتيش أخرى لمسلحين آخرين. رشاشات ثقيلة على أطقم عسكرية بالجوار. شعارات الصرخة تكشف وصولنا منطقة نفوذ الحوثيون.
"الخطر الحقيقي يتمثل في أننا، الآن، أمام قوتين رهيبتين، تتمثل الأولى في القاعدة، والثانية في الميليشيات الحوثية المسلحة، ولا بد من أن يدرك الناس أن صراع هاتين القوتين يشكل رافداً للأخرى، وتخلقها بوعي أو بدون وعي، إذ كل طرف يخلق الطرف الآخر ويقويه" يقول رئيس الهيئة العليا للكتاب، الصحافي عبد الباري طاهر، ويضيف "لا يمكن للمليشيات المسلحة أن تحل محل الدولة، وغيابها والجيش يعني أن هذه المليشيات بدل من فرض قوة القانون، ستفرض قانون القوة، لذلك ستظل الحالة الأمنية مهددة، والفكر والكلمة في خطر دائم". أما وزير الثقافة السابق، الدكتور خالد الرويشان، فيرى البلد تحت قبضة الفوضى والانتقام والتفجير والمذهبية "وذلك كله نتاج حكم الصغار" حسب قوله.
جماعات قمع راديكالية. بأيدولوجيا دينية متناقضة، ومتوافقة على عداء ومناهضة للفكر المدني الذي يمثله غالبية الشباب هنا.
تهديدات واعتداءات مختلفة يتعرض لها كل من ينتقد هذه الجماعات التي تستقوي بالسلاح. كان آخرهم تهديد بالتصفية لرئيس لجنة الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار، الناشطة أروى عثمان.
"أعترف بأني اضطررت إلى حذف كثير من منشوراتي النقدية على فيسبوك. أنا خائف على حياتي بالفعل. هذه جماعات همجية، لا تضع لقيمة الإنسان أية اعتبار. وينظرون إلى أتباعهم جثثاً مؤجلة الموت"، بحسب ناشط شاب، اشترط عدم ذكر اسمه.
مسيرات بين حين وآخر؛ ينظمها شباب الجامعات في شوارع صنعاء، يحملون الورود والأعلام الوطنية. يطالبون بالحرية والمدنية. ويرفعون شعارات رافضة جماعات العنف والإرهاب على السواء. وعلى الرغم من تعرض هؤلاء الشباب للإقصاء والتهميش؛ إلاّ أن صوتهم الوطني يظل بريئاً تجاه كيد الساسة هنا.
"لن نتطبع مع العنف والسلاح، سنحافظ على السلمية وسيلة حضارية لتحقيق آمال جميع اليمنيين الذين خرجوا في الحادي عشر من فبراير/ شباط 2011. وحده الشعب سيظل الجهاز المناعي أمام ميليشيات العنف"، يقول الناشط السياسي ماهر منصر.
وبعد وقوع مركز الدولة في قبضة الحوثيين، صار الجميع يحملهم مسؤولية الأمن. فيما يظل الخوف الأكبر من العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة، والتي لا تستثني أحداً.

avata
avata
جابر الغزير (اليمن)
جابر الغزير (اليمن)