بولو الأفيال...بين خبرة قيادة الفيل وتسديد الكرة

بولو الأفيال...بين خبرة قيادة الفيل وتسديد الكرة

19 يونيو 2015
لقطات جميلة من بولو الأفيال (العربي الجديد)
+ الخط -
تكشف "العربي الجديد" عن رياضة جديدة لا يسمع عنها الكثيرون، لكنها من بين الرياضات العالمية التي تُمارس في الكثير من البلدان ولها اتحاد عالمي ينظمها ويسنُّ كل قوانينها من الألف إلى الياء.

يقود الفيل على أرض عشبية والتركيز كله ينصبُّ على الكرة التي يريد إيصالها إلى الزميل من أجل إحراز الأهداف. الضغط عليه كبير لأنه يُفكر في كيفية قيادة الفيل ومن جهة أخرى هناك هدف وهو محاولة عدم خسارة الكرة. هي رياضة ليست غريبة لكن أدواتها غريبة بعض الشيء، فعندما يتمُ استعمال حيوان أليف مثل الفيل في عالم الرياضة، فهذا يعني أن الرياضة لها طعم آخر على أرض الملعب، أهلاً وسهلاً بكم في عالم رياضة "بولو الفيلة".

ما هي "بولو الفيلة"؟
"بولو الفيلة" هي رياضة توجد في بلاد آسيوية عديدة مثل النيبال وسريلانكا والهند وتايلاند، بالإضافة إلى إنجلترا واسكتلندا، إذ يمتطي اللاعبون الفيلة ويضربون الكرة بعصا "البولو" الشهيرة، لكن في "بولو الفيلة" هي عصا طويلة يتراوح طولها بين ست وعشر أقدام، من أجل إصابة الكرة من أعلى ظهر الفيل، إذ إن اللاعب عليه ضرب الكرة وتمريرها إلى الزميل وصولاً إلى المرمى لتسجيل الأهداف.

يصل طول ملعب "بولو الفيلة" إلى نحو ثلاثة أرباع ملعب رياضة "البولو" العادية، لأن هناك معايير خاصة متعلقة بأقدام الفيلة وبطء الحركة على أرض الملعب، ويركب الفيل رجل يقوده من الأمام وخلفه اللاعب الذي يحمل العصا ويضرب الكرة ويمررها إلى زملائه على الفيل الآخر، لكن في نفس الوقت تقع على اللاعب مسؤولية مهمة أخرى وهي توجيه الرجل الذي يقود الفيل من أجل السير بالطريق الذي يريده اللاعب بغية توجيه الكرة بالشكل المطلوب.

وتم اكتشاف رياضة "بولو الفيلة" في مدينة "ميغاولي" في النيبال، وتحولت هذه الرياضة إلى رياضة عالمية لها اتحاد رياضي خاص يُعرف بـ"اتحاد بولو الفيلة الدولي"، إذ إن هذا الاتحاد هو المسؤول الأول والأخير عن كل قرار يخصُّ هذه الرياضة وهو الآمر الناهي في كل القرارات وقوانين هذه الرياضة، حتى أصبحت لهذه الرياضة بطولات عالمية يُنظمها الاتحاد الدولي "لبولو الفيلة".

قوانين "بولو الفيلة"
تُقسم كل مباراة من رياضة "بولو الفيلة" بين فريقين، ويوجد في كل فريق أربعة لاعبين وعلى أرض ملعب يتراوح طوله بين 100 و120 متراً وعرضها بين 60 و80 متراً والكرة المستعملة هي كرة "البولو". ويُقسم اللقاء إلى شوطين، ومدة كل شوط هي عشر دقائق، وبالنسبة لقانون الكرة في الملعب، فإنها بخروجها عن الخط تصبح خارج اللعبة مثل كرة القدم، وفي حالة تسجيل الهدف يجب أن تعبر الكرة خط المرمى بشكل كامل.

في المقابل وبالنسبة للاعبين فإن الرجال ملزمون بحمل البولو بيد واحدة، ويجب أن تكون اليد على الجهة اليمنى من الفيل، أما عند النساء فمن الممكن حمل العصا بكلتا اليدين وعلى الجهة اليُمنى من الفيل أيضاً، في حين أن نقل الكرة من جهة إلى أخرى يعتبر أمراً خطيراً، خصوصاً في حال مشاركة لاعبين على كرة واحدة، وفي حال إعلان الحكم عن وجود خطأ كاد أن يسبب بإصابات خطيرة، فإن الفريق المنافس يحصل على الكرة من الفريق الذي ارتكب الخطأ.

وفي تفاصيل "بولو الفيلة" فإن بداية المباراة تنطلق مع رمي الحكم كرة "البولو" في وسط الملعب، وخلال المباراة يجب أن يبقى فيل واحد في منطقة الفريق للدفاع عن المرمى، فمثلاً لو كان الفريق يهاجم مرمى الخصم والكرة رمية تماس في أرض الخصم، فإن عدد الفيلة يجب أن يكون ثلاثة فقط من أصل أربعة، لأن الفيل الرابع سيكون في منطقة الجزاء في وضعية دفاعية.
وفي حال إيقاف المباراة يجب على الفيلة أن تستعيد مراكزها على أرض الملعب والوقوف بالشكل المطلوب في المنطقة الخاصة بالفريق، ومن جهة منطقة الجزاء عند الهجوم، فإن الفريق المهاجم لا يحق له سوى بفيل واحد داخل منطقة الـ "D" أي منطقة الجزاء، والتي يتمُّ تسجيل الأهداف منها خلال المباراة، وأي خرق لهذا القانون يمنح الفريق المدافع ركلة حرة، وفي نفس الوقت هذا لا يعطي أحقية تواجد فيلين داخل منطقة الـ "D" لأنه يعتبر بمثابة خطأ أيضاً، خصوصاً أن هذا الأمر يمنع الخصم من تسجيل الأهداف بسهولة في ظل تواجد فيلين ضخمين أمام المرمى.

وعند تسديد رميات التماس والركلات الحرة، يجب على الفيل أن يكون بعيداً عن الكرة نحو 15 متراً والحكم يتولى مسؤولية مراقبة موقع الفيل أمام الكرة. أما في حال وقوع اللاعب عن الفيل، فإن الحكم يوقف اللعب سريعاً من أجل الصعود مجدداً إلى الفيل، وفي حال الإصابة يتم تبديل اللاعب بزميل له من دكة البدلاء. كما أن على كل لاعب ارتداء خوذة لحماية رأسه من الوقوع بشكل مفاجئ؛ لأن السقطة تكون قوية جداً من أعلى ظهر الفيل.

في المقابل على صعيد نوعية الأخطاء المرتكبة التي يتمُّ محاسبة اللاعبين عليها هي على الشكل التالي؛ ضرب عصا لاعب الخصم واعتراض طريقه، والمرور من أمام الفيل لقطع طريقه ومحاولة خطف الكرة من الأمام، الوقوف على الكرة ومنع اللاعب المنافس من محاولة الحصول عليها، ضرب اللاعب حتى لو كان من دون قصد بالعصا.

أما ركلة الجزاء في "بولو الفيلة"، فهي في حال القيام بأي خطأ في أي منطقة على أرض الملعب، إذ يمنح الحكم ركلة حرة من أي منطقة، ويقف الفيل ولاعبه بعيداً عن الكرة بنحو 15 متراً، في وقت أن الخطأ الذي يكون قريباً من منطقة الجزاء، يمنح الفريق ركلة جزاء يسددها لاعب ويقف فيل واحد مع لاعبه للتصدي للكرة.

اقرأ أيضاً: رياضة كويديتش... رواية هاري بوتر أصبحت حقيقة

دلالات

المساهمون