باربارا والترز تعتزل الصحافة

والترز التي كانت لها الريادة في ادخال المرأة عالم اذاعة الأخبار التلفزيونية، قابلت رؤساء أميركا وزوجاتهم من دون استثناء، منذ عام 1976. من ريتشارد نيكسون إلى الرئيس الحالي باراك أوباما وزوجته ميشيل. إضافة إلى مقابلة الكثير من رؤساء وملوك العالم والمشاهير.

ومن ضمن الرؤساء الذين قابلتهم أنور السادات ومناحم بيغن في مقابلة مشتركة، وصدام حسين، ومعمر القذافي، والحسين بن طلال، وعبدالله بن عبد العزيز، وبشار الأسد، وشاه إيران محمد رضا بهلوي، وفيدل كاسترو الذي صورته لمدة يومين عام 1977، الأمر الذي اعتبر في حينه سبقاً صحفياً في الولايات المتحدة. كما قابلت كلاً من مارغريت تاتشر، وبورس يلتسن، وفلاديمير بوتين والقائمة تطول.

ولم تقتصر مقابلات والترز على عالم السياسة، بل ضم سجلها مشاهير السينما مثل أيقونة السينما الأميركية والعالمية أودري هابورن، والمغني مايكل جاكسون وكذلك شخصيات "إشكالية" في السياق الأميركي مثل إدوار سنودن الذي سرب إلى الصحافة، تفاصيل برنامج تجسس وكالة الاستخبارات الأميركية وغيرهم.

مهنية تصدى لها زملاؤها الرجال

ولدت والتزر في العام 1929 في مدينة بوسطن الأميركية وتنقلت مع عائلتها في مدن عدة من بينها ميامي ونيويورك بسبب عمل والدها في "الشو بزنس" لتستقر في نيويورك وتتخرج من كلية "سارا لورنس" الخاصة بشهادة بكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1951.

عملت كاتبة في مجال الإعلانات إضافة إلى عملها في محطة تلفزيونية وصحف محلية حيث كتبت البيانات الصحفية وعملت في انتاج برنامج للأطفال وفي مجلات وصحف مختلفة كباحثة صحفية، قبل أن تنضم للعمل مع أسرة برنامج Today الصباحي الشهير على محطة NBC في العام 1961.

كانت بدايتها في البرنامج باحثة صحفية وكاتبة، ولكنها سرعان ما أثبتت نفسها وتميزت في تقاريرها لتفرض نفسها وتتمكن من الحصول على موافقة لمرافقة السيدة الأميركية الأولى في حينه، جاكلين كندي، في زيارتها إلى كل من باكستان والهند.

وفي العام 1964 عينت ضمن طاقم الفريق المقدم للبرنامج ولكن ليس كأحد المقدمين الرئيسيين. واشترط مقدم برنامج Today، فرانك ماكغي، بين الأعوام 1971- 1974، أن لا تطرح أي سؤال على ضيوف البرنامج الجديين أو المهمين قبل أن ينهي هو الأسئلة. كما انتقدها الكثير من زملائها الرجال أمام الكاميرا وخلف الكواليس.

اختيرت في العام 1976 لتكون أول امرأة تقدم برنامج المساء الإخباري على محطة ABC إلى جانب هاري ويزنر الذي لم يتقبل وجودها كأمرأة تشاركه البرنامج، وعبر عن ذلك في أكثر من مناسبة على الهواء وكان مجحفاً ومهيناً لها على الهواء وخلف الكواليس.

كما أنه امتعض من حصولها على أجر عال إذ عرضت عليها القناة أجراً قدره مليون دولار في العام، بل شكك في قدراتها الصحفية. وخلال السنتين اللتين قدما بها البرنامج معاً أساء معاملتها، مما انعكس على نسبة المشاهدة التي انخفضت كثيراً.

وعلى الرغم من ذلك تمكنت والترز أن تثبت نفسها وتميزت بمقابلات واسئلة أقل رسمية ولكنها مثيرة ومفاجئة، فصنعت لها اسماً بحيث اختيرت واحدة من بين ثلاث صحفيين رافقوا الرئيس نيكسون في جولتها التاريخية والشهيرة إلى الصين عام 1972.

أكثر من 50 مليون مشاهد

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها والسخرية التي تعرضت لها في الكثير من الأحيان، فقد أصرت على العمل غير مكترثة وحققت نجاحاً تلو الآخر، فعملت في برامج عديدة كمقدمة ومنتجة. ولعل أسلوبها المختلف وعدم اتباعها الطرق التقليدية في طرح الأسئلة هو ما ميزها عن الآخرين. وشاهد مقابلتها مع العشيقة السابقة للرئيس الأميركي بيل كلنتون، مونيكا لوينسكي أكثر من خمسين مليون مشاهد، لتسجل بذلك أعلى نسبة مشاهدة لمقابلة في تاريخ التلفزيون الأميركي.


اعتذار عن فضيحة إعلامية

وشهدت سيرتها فضيحة إعلامية عندما كشفت فصائل من المعارضة السورية، بعد اختراق حساب الإيميل الخاص بها، أنها توسطت لشهرزاد ابنة مبعوث النظام السوري للأمم المتحدة بشار الجعفري لدى زملائها في شبكة سي إن إن، للعمل هناك.

كما اقترحت مساعدتها للدخول إلى جامعة كولومبيا العريقة في نيويورك. وكانت ابنة الجعفري تعمل ضمن الفريق الإعلامي المقرب من بشار الأسد وتعرفت والترز عليها بعد القيام بمقابلة مع بشار الأسد. واعتذرت والترز فيما بعد عن هذه الفضيحة.

يذكر أن والترز أصدرت عدة كتب من بينها سيرتها الذاتية، كما رشحت وحصلت على عدة جوائز مرموقة من ضمنها جائزة إيمي، كأحسن مقدمة برامج في الأعوام 2003 و2009.

ستظهر الصحفية الشهيرة الجمعة في حلقة أخيرة من برنامجها The View الذي تقدمه منذ 18 عاماً على شاشة تلفزيون الـ ABC الذي سوف تتخلله سهرة مطولة لمدة ساعتين تكريماً لها ولمشوارها الإعلامي تظهر فيها شخصيات بارزة على رأسها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون والإعلامية الشهيرة أوبرا واينفري.

كما أن زميلاتها الإحدى عشرة مذيعة ممن عملن في البرنامج على فترات ظهرن أخيرا في حلقة مشتركة للمرة الأولى وهي بينهن، احتفاء بها كونها مؤسسة البرنامج.