انشقاق القوات الأوكرانية بسلافيانسك.. والاطلسي يعزز وجوده

انشقاق القوات الأوكرانية بسلافيانسك.. والاطلسي يعزز وجوده

16 ابريل 2014
محتج أوكراني في دونيتسك (غينيا سافيلوف/Getty)
+ الخط -

دخلت ست عربات جند مدرعة، ترفع إحداها العلم الروسي، وتضم قوات من اللواء "الخامس والعشرين" من القوات الأوكرانية، اليوم الأربعاء، إلى بلدة سلافيانسك في شرق أوكرانيا، الواقعة بالقرب من الحدود مع روسيا، وأعلنت هذه القوات انضمامها إلى المحتجين الموالين لروسيا، فيما عزّز حلف شمال الأطلسي وجوده العسكري في البلقان وبحر البلطيق وشرق المتوسط، وذلك غداة عملية أمنية بدأتها قوات أوكرانية لاستعادة السيطرة على المدن والبلدات الشرقية المتمردة.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن شهود عيان، دخول عربات جند مدرعة ترفع العلم الروسي، إلى بلدة سلافيانسك في شرق أوكرانيا. وقالت "رويترز": جلس عدد من الرجال المسلحين، يرتدون زياً عسكرياً ويبدو أنهم ناشطون موالون لروسيا، على سقف كل ناقلة. ووقفت العربات أمام مجلس المدينة الذي يحتله انفصاليون.

من جهتها، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن أحد الجنود، الذي عرّف نفسه باسم أندريه فقط، قوله إن وحدته جزء من اللواء الخامس والعشرين من القوات الأوكرانية المحمولة جواً وأنهم انضموا الى جانب القوات الموالية لروسيا.
وقوبل دخول العربات، بحسب الوكالة، باستقبال حماسي عند نقاط التفتيش التي أقامها الموالون لروسيا خارج المدينة. ويرتدي جنود هذه العربات زياً مموّها أخضر اللون ويحملون أسلحة وقاذفات قنابل وواحد منهم على الأقل يضع شريط سانت جورج، الذي بات رمزاً للتمرد الموالي لروسيا شرقي أوكرانيا.

وتزامن هذا التحرك مع استمرار سيطرة محتجين، موالين لروسيا، على المباني الإدارية في ثمان مدن في مقاطعة دونيتسك شرق البلاد. وأكدت متحدثة باسم المجلس البلدي لمدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، أن 20 على الأقل من الانفصاليين الموالين لروسيا سيطروا على مبنى البلدية. وأوضحت لـ"رويترز"، أن المحتجين يحملون الأسلحة لكنهم لم يتقدموا بأية مطالب.

بدورها، أفادت وسائل إعلام أوكرانية، بحسب ما ذكر موقع "روسيا اليوم"، أن علم "جمهورية دونيتسك" يرتفع فوق مبنى مجلس مدينة جدانوفكا في المقاطعة، ويعلن المحتجون أن سلطة المدينة تؤيدهم.

وفي السياق، نقلت وكالة "أنترفاكس" الروسية عن عسكريين في مطار كراماتورسك، شرق أوكرانيا، قولهم إن نحو 300 شخص، من الموالين لموسكو، حاصروا المطار، أمس الثلاثاء.

وقال مصدر في المطار، اليوم، إن المحتجين دعوا العسكريين إلى إلقاء السلاح ومغادرة المطار أو الانتقال إلى جانبهم، مضيفاً أن بعض المحتجين حملوا السلاح وحاولوا التسلل إلى المطار. وأكد المصدر أن العسكريين احتفظوا بالسيطرة على المطار وحذروا المحتجين من دخول منطقة المطار، مهددين باستخدام السلاح وفقاً لقواعد نظام الخدمة العسكرية.
وكان الرئيس الأوكراني، المعيّن من قبل البرلمان، ألكسندر تورتشينوف، قد وقّع، الأحد الماضي، مرسوماً لبدء تنفيذ قرار مجلس الأمن والدفاع الوطني بإجراء عملية عسكرية خاصة لاستعادة السيطرة على المدن الشرقية في البلاد.
التطورات الميدانية ترافقت مع تعزيز قوات حلف شمال الأطلسي لوجودها في المنطقة المحاذية لأوكرانيا، لكن من دون أن تشمل البحر الأسود، كي لا تستفز روسيا. وقال الأمين العام للحلف، أندرس فوغ راسموسن، إن "طيران الحلف سينفّذ المزيد من الطلعات الجوية فوق منطقة البلقان، وستقوم قوات الحلفاء بالانتشار في بحر البلطيق وشرق المتوسط وأماكن أخرى عند الضرورة".

وأضاف للصحافيين في بروكسل: "سيكون هناك المزيد من الطائرات في الجو، والمزيد من السفن في المياه، وجاهزية أكثر على البر". لكنه رفض تحديد عدد القوات أو المعدات التي سيتم نشرها، واكتفى بالقول بإن التعزيز سيكون "كافياً" وسينشر المزيد من القوات إذا لزم الأمر.

غير أن الأمين العام لم يأتِ على ذكر نشر قوات في البحر الأسود، الذي قد تراه روسيا عدواناً مباشراً عليها، مع أن عدداً من دول الحلف مثل بلغاريا ورومانيا وتركيا تطل على البحر الأسود أيضاً. وأصر راسموسن على أن "المزيد سيتبع ذلك عند الضرورة".

في غضون ذلك، اتهم رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، اليوم الاربعاء، روسيا بـ"تصدير الإرهاب" إلى أوكرانيا "من خلال استخدامها لقوات مستترة لتنظيم انفصاليين مسلحين" قال إنهم هاجموا القوات الاوكرانية واحتلوا مباني الدولة.

وقال ياتسينيوك، خلال اجتماع لحكومته: "على الحكومة الروسية أن توقف فوراً جماعات الانفصال الاستخبارية وتدين الارهابيين وتطالبهم بإخلاء المباني". وأضاف: "هذا إذا كانت روسيا الاتحادية مهتمة بإعادة الاستقرار إلى الموقف، وهو ما أشكّ فيه كثيراً".

في المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع نظيره الفيتنامي، فام بين مين، أن روسيا ستسعى إلى تهدئة الوضع.
وأوضح، من هانوي، أن موسكو ستصّر على ضرورة إطلاق مفاوضات بين كييف وأنصار فدرلة أوكرانيا في جنوب شرق البلاد، وفق ما نقل موقع "روسيا اليوم".

وفي إطار التحرك الدبلوماسي الروسي إزاء الأزمة الأوكرانية، أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بحثا خلاله تفاقم الأزمة، بعدما شنت كييف عملية عسكرية في جنوب شرق البلاد.

وأشار بوتين، بحسب وكالة "نوفوستي" وموقع "روسيا اليوم"، إلى أن موسكو تنتظر من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إدانة واضحة لتصرفات كييف "الغير دستورية".

من جهتها، أفادت الأمانة العامة للأمم المتحدة، في بيان لها، بأن بان كي مون أعرب لبوتين عن قلقه إزاء اضطراب الأوضاع في شرق أوكرانيا. وحذر بان من أن "أي تفاقم للأزمة من شأنه أن يسبّب أضراراً جسيمة لجميع الأطراف المعنية، وبالتالي يتوجب على الجميع أن يعملوا على وقف تصعيد الوضع".

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس الاربعاء، أن "روسيا يمكنها أن تتوقع المزيد من العقوبات، إذا صعّدت دعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا".

وقال أوباما، في مقابلة مع محطة تلفزيون "سي بي اس"، إن "ما أقوله دوماً إنه في كل مرة تتخذ فيها روسيا مثل هذه الخطوات، التي تهدف الي زعزعة استقرار أوكرانيا، وتنتهك سيادتها، فستكون هناك عواقب".
واعتبر أن "قرارات السيد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ليست فقط سيئة لأوكرانيا، بل  ستكون سيئة لروسيا".

وعبّر عن اعتقاده بأن "روسيا لا تسعى الى مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، التي تتفوّق عليها في القوات العسكرية". وشّدد "لسنا في حاجة إلى حرب".

إلى ذلك، وصل مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى مقاطعة سومسكايا في شرق أوكرانيا، حسبما أعلنت سلطات المقاطعة، اليوم الأربعاء. وكان المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد اتخذ في 21 مارس/ آذار الماضي قراراً بإرسال 100 ـ 500 مراقب إلى أوكرانيا لمدة ستة أشهر.

هذا، وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة باراك أوباما تعمل على إمداد أوكرانيا بمعونات يمكن أن تشمل إمدادات طبية وملابس، ولكنها لن تمتد الى تزويدها بدروع للجنود أو معدات عسكرية أخرى.

المساهمون