انحسار البرد في أميركا وأوروبا يخفض سعر النفط

تدل المؤشرات على تراجع الطلب على العقود الآجلة لخام برنت، ما خفض الأسعار إلى أقل من 109 دولارات يوم الجمعة بسبب توقعات بتباطؤ نمو الطلب مع انحسار البرد الشديد في أميركا وأوروبا، وتوقعات انخفاض حجم الإستهلاك العالمي.

فقد استفادت سوق النفط من موجة برد شديد في الولايات المتحدة وأوروبا وتوقف بعض الإمدادات من الشرق الأوسط في بدايات هذا العام بالرغم من ضعف أسواق الأصول الأخرى التي تنطوي على مخاطر مثل المعادن الصناعية.

لكن مع تحسن حالة الطقس من المتوقع أن تتعرض أسعار الخام لضغوط مع انحسار الطلب على وقود التدفئة. ويبدو أيضاً أن إمدادات النفط العالمية آخذة في الارتفاع، ما يعني أن المعروض سيفوق الطلب، ما سيؤدي الى انخفاض الأسعار.

فقد انخفض سعر خام برنت 17 سنتاً إلى 108.79 دولارات للبرميل اليوم بعد هبوطه 56 سنتاً في الجلسة السابقة. ومن المنتظر أن ينهي عقد برنت هذا الأسبوع منخفضاً واحداً في المئة وهي أكبر خسارة في أربعة أسابيع. وصعد سعر الخام أكثر من اثنين في المئة في فبراير/شباط.

وتراجع سعر الخام الأميركي 38 سنتاً إلى 102.02 دولار للبرميل ومن المنتظر أن ينهي الأسبوع على انخفاض طفيف بعد صعوده على مدى ستة أسابيع متتالية في أطول موجة مكاسب خلال عام. وصعد الخام الأميركي نحو خمسة في المئة في فبراير/ شباط الجاري.

وكان بنك باركليز البريطاني قد أعلن في نهاية العام 2013 أنه خفض توقعاته لأسعار النفط الخام في العام 2014، قائلًا إنهب ين الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى من العام 2014 ستكون على الأرجح أضعف فترة بالنسبة للأسعار، ووضع في الاعتبار احتمال حدوث زيادة كبيرة في الامدادات خلال الأشهر القليلة المقبلة وانخفاض في الطلب على نفط منظمة أوبك.

وتوقع تقرير اقتصادي لبنك سامبا (سعودي - أميركي) الشهر الماضي كذلك انخفاض أسعار النفط إلى 95 دولاراً للبرميل في عام 2015، وذلك مقابل 102 دولار في المتوسط خلال 2014. وأبرز التقرير العديد من العوامل التي من المتوقع أن تسهم في خفض أسعار النفط وفي صدارتها احتمال رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران في منتصف العام الحالي، وذلك بعد الاتفاق المبدئي الذي تم توقيعه بين طهران والدول الغربية إخيراً بشأن سلاحها النووي.

ويضاف الى هذه التقارير الكثير من التوقعات والتحليلات التي تشير الى انخفاض أسعار النفط خلال العام الجاري. إلا أن عدداً من التقارير رجح استقرار أسعار النفط لا انخفاضها، في حين تشير تقارير أخرى إلى امكان ارتفاع سعر النفط في حال لم تتوصل ايران الى اتفاق نهائي مع الدول الغربية في ما يتعلق ببرنامجها النووي.