امتحانات الثانوية العامة تنطلق في اليمن

امتحانات الثانوية العامة تنطلق في اليمن

16 يونيو 2019
قبيل الامتحانات في صنعاء (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -
ينطلق تلاميذ الثانوية العامة في اليمن، اليوم الأحد، في امتحانات الشهادة العامة للعام الدراسي 2018 - 2019، في ظلّ مخاوف كبيرة من عدم قدرتهم على تحقيق نتائج جيّدة، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من جرّاء عدم استكمالهم المناهج الدراسية وعدم حصول كثيرين منهم على كتبهم المدرسية وتغيّب مدرّسين عن المؤسسات التربوية الحكومية.

يحيى علي من هؤلاء التلاميذ ويتابع تعليمه في مدرسة حكومية في صنعاء، يقول لـ"العربي الجديد": "حاولت الاستعداد جيّداً للامتحانات، إلا أنّني واجهت صعوبات كثيرة في أثناء المذاكرة، لا سيّما في المواد العلمية". يضيف: "نحن لم نكمل دراسة كل مقررات المناهج الدراسية، بسبب تغيّب المدرّسين عن المدارس الحكومية"، شارحاً أنّ "ثمّة دروساً كثيرة لم نتناولها في المدرسة واجتهدنا في فهمها بأنفسنا". ويقول علي أخشى "عدم قدرتي على أداء الامتحانات بالشكل المناسب الذي يمكّنني من الحصول على درجات تضمن دخولي إلى كلية الهندسة التي أطمح إليها".

من جهته، يقول محمد المقطري وهو تلميذ ثانوية عامة من محافظة تعز (جنوب)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "غياب المدرّسين عن المؤسسات التربوية الحكومية أدّى إلى تدهور في العملية التعليمية في البلاد، وأكثر المتضررين هم نحن تلاميذ الثانوية العامة الذين سوف ننتقل إلى التعليم الجامعي". ويشكو من أنّ "المنهج الدراسي غير مفهوم ويحتاج إلى شرح مفصّل من قبل المدرّسين، لذا وجدت صعوبة كبيرة عند المذاكرة، فلجأت إلى أقرباء لي تخرّجوا سابقاً بهدف مساعدتي في المواد العلمية". ويؤكد المقطري: "نحن كتلاميذ بمعظمنا نعيش حالة من الرعب، لعدم جاهزيتنا لأداء الامتحانات بالشكل المطلوب"، متمنياً أن "تراعي وزارة التربية والتعليم في صنعاء التلاميذ لجهة وضع أسئلة واضحة وغير معقّدة، لا سيّما في المواد العلمية، تفهّماً للأوضاع التي عشناها في خلال العام الدراسي".



وفي المقابل، يبدو تلاميذ آخرون من المدارس الحكومية مستعدّين للامتحانات المصيرية، وقد قاموا بجهود فردية للتغلّب على المشكلات التي رافقت العملية التعليمية طيلة العام الدراسي.

محمد الصبري من بين هؤلاء، يقول لـ"العربي الجديد" إنّه "مستعد تماماً لأداء الامتحانات النهائية، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهناها في أيام الدراسة، والناجمة بشكل رئيس عن غياب المدرّسين وعدم توفّر المناهج". بالنسبة إليه، "لا بدّ للجهات المعنية من اعتماد إجراءات وقائية إزاء محاولات بعض التلاميذ للجوء إلى الغشّ وإثارة الفوضى في مراكز الامتحانات، كما هي الحال في كلّ عام". ويؤكد الصبري أنّ "ثمّة تلاميذ يعتمدون على الغشّ في الامتحانات بالتعاون مع بعض المراقبين غير النزيهين، الأمر الذي يؤدّي إلى ظلم غيرهم من التلاميذ الذين بذلوا جهداً في الدراسة".

ويبقى تلاميذ الثانوية العامة من المدارس الخاصة أفضل حالاً من أقرانهم في المدارس الحكومية، بسبب انتظام عملية التعليم فيها. عارف الريمي من هؤلاء التلاميذ يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "العملية التعليمية في المدرسة الخاصة حيث أتابع تعليمي، سارت بطريقة طبيعية"، شارحاً أنّ "المدرّسين كانوا حاضرين دائماً كذلك توفّرت الكتب المدرسية". ويشير الريمي إلى أنّه كان يتابع تعليمه في مدرسة حكومية، "لكنّ والدي قرّر عندما بلغت الصف الثاني ثانوي، نقلي إلى مدرسة خاصة، نتيجة تدهور العملية التعليمية في الحكومية، وذلك على الرغم من
التكاليف الباهظة".

في السياق، يصف المدرّس حسن أحمد العام الدراسي الذي يشارف على نهايته بأنّه "الأسوأ منذ بدء الحرب قبل أكثر من أربعة أعوام"، شارحاً لـ"العربي الجديد" أنّ "السبب الرئيس وراء تدهور العملية التعليمية هو اضطرار مدرّسين كثيرين إلى ترك المؤسسات التربوية للعمل في مهن أخرى، بهدف تلبية متطلبات أسرهم الأساسية بعد انقطاع رواتبهم لأشهر طويلة". يضيف أحمد أنّ "تغيّب المدرّسين دفع عدداً كبيراً من التلاميذ إلى عدم التوجّه إلى المدارس، لا سيّما تلاميذ الثانوية العامة، والاكتفاء بالحضور في أثناء الامتحانات النهائية. وهذا ما أدّى إلى تدنّي مستواهم التعليمي بصورة كبيرة". ويلفت إلى أنّ ذلك يدفع تلاميذ كثيرين إلى "الغش في الامتحانات بمساعدة بعض المسؤولين عن مراقبتهم".



ويؤكد المستشار التربوي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في اليمن، طاهر الشلفي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "وزارة التربية والتعليم عملت في خلال الفترة الماضية على تذليل الصعوبات أمام تلاميذ الثانوية العامة من خلال إجراءات عدّة، أبرزها السماح لتلاميذ المدارس الأهلية بدخول الامتحانات على الرغم من عدم سدادهم رسوم الدراسة". ويدعو الشلفي التلاميذ المتقدّمين للامتحانات النهائية للثانوية العامة إلى "التحلّي بالثقة والابتعاد عن الغش وكل ما يؤثر نفسياً عليهم، لضمان الحصول على أفضل النتائج". كذلك يطالب "القائمين على مراكز الامتحانات بالتعامل بمسؤولية ومهنية وأخلاق وطنية لإنجاح الامتحانات".

المساهمون