اليمن: قتيلان بقمع "مليونية الحسم" في عدن

اليمن: قتيلان بقمع "مليونية الحسم" في عدن

21 فبراير 2014
القوات الأمنةي استخدمت الرصاص والغاز المسيل للدموع
+ الخط -

بينما كان عشرات الآلاف من اليمنيين يخرجون في مسيرات حاشدة في صنعاء وعدد من محافظات الشمال، اليوم الجمعة، تزامناً مع الذكرى الثانية لتولي الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي السلطة، دون أي تدخل من السلطات، كانت قوات الأمن اليمنية تقمع بالقوة المسيرات التي خرجت في جنوب اليمن، وتحديداً في عدن، لتجديد رفض تقسيم الجنوب إلى إقليمين.

وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق تظاهرات دعا إليها الحراك الجنوبي في مدينة عدن جنوب اليمن، ما أدى إلى سقوط قتيل على الأقل وجرح آخرين.
وقال مصدر طبي في عدن، إن حالة وفاة وحيدة إلى مستشفى الجمهورية وعشرات المصابين بينهم 20 حالة اختناق، فيما تفيد مصادر أخرى أن عدد القتلى ارتفع إلى اثنين.
وقال بيان ﺻﺤاﻔﻲ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻ‌ﻋﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻟـ"ﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﻢ"، إن العشرات من القتلى والجرحى سقطوا برصاص قوات الأمن في خور مكسر والمعلا في عدن.
واتهم القوات الأمنية بمداهمة أحد الأسواق ونهبها أثناء تأدية المحتجين ﺻﻼ‌ﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺘﻴﻦ ﺍﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺪﺭﻭﻳﺶ ﻓﻲ ﺧﻮﺭ ﻣﻜﺴﺮ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻼ.
وقالت اللجنة إن السلطات قطعت "ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ (عدن) ﻭﺣﺎﺻﺮﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﻣﻨﻌﺖ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ، ﻛﻤﺎ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺣﺼﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﻧﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﻮﺭ ﻣﻜﺴﺮ، ﻧﺎﺷﺮﺓ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﻭﻣﺪﺭﻋﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭفي ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ﻭفي ﺗﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻕ".
وذكرت اللجنة أن القوات الأمنية أطلقت النار "ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﻮﺭ ﻣﻜﺴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﻼ‌ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﺷﻜﺎ ﻭﻣﻀﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ".
في المقابل، اعتبر مسؤول أمني رفيع المستوى في عدن، تواصلت معه "العربي الجديد"، أن كل ما تريد قوله السلطات الأمنية وارد في البيان الذي أصدرته اللجنة الأمنية في مدينة عدن منذ أمس الخميس.
وكان البيان أكد على رفض اللجنة الأمنية "لأي تجمعات، ولا سيما في مدينة خورمكسر، التي شهدت عدداً من الأعمال الإرهابية التي كان آخرها استهداف مبنى ادارة أمن المحافظة المجاور لساحة العروض، بالإضافة إلى وجود عدد من المصالح الحكومية الهامة فيها أبرزها مطار عدن الدولي وقنصليات عدد من الدول الشقيقة والصديقة ومكاتب المنظمات الدولية".
وفيما أكدت اللجنة الامنية احترامها "حق التعبير السلمي وحمايته"، اعتبرت أن "الأوضاع الأمنية الاستثنائية لا تتيح حالياً اقامة مثل تلك الفعاليات تحسباً لأي أعمال ارهابية"، مرحبةً باقامة "اي انشطة او فعاليات سلمية تتم بالتنسيق مع الاجهزة المختصة بالمحافظة لتوفير الاجواء الملائمة لها".

وفي خطوة مفاجئة، أصدر الرئيس اليمني، قراراً بتعيين مدير أمن جديد في عدن بعد سقوط قتلى أثناء قمع تظاهرات اليوم. واختير العميد مصعب علي سعيد الصوفي مديراً عاماً للأمن في محافظة عدن، خلفاً للعميد نجيب المغلس.

ولا تعد الاشتباكات التي اندلعت اليوم الجمعة في عدن استثناءً، اذ تتكرر المواجهات بين القوات الأمنية وأنصار الحراك.
ومنذ أيام عمدت القوات الأمنية إلى الانتشار بكثافة في محيط ساحة العروض في عدن، التي كان ينوي أنصار الحراك اقامة فعاليتهم فيها، ومنعت الدخول إليها. وجاءت هذه الخطوة بعد مخاوف من تكرر الاشتباكات التي وقعت العام الماضي في الذكرى الأولى لتولي هادي السلطة، بعدما نظمت احتفالية داعمة لهادي في ساحة العروض تطورت إلى اشتباكات بين القوات الأمنية وأنصار الحراك الذين حاولوا الدخول إلى الساحة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٧ أشخاص.
وفي مقابل قمع المسيرات في عدن، شهدت مدن صنعاء وتعز وإب مسيرات حاشدة عقب إقامة صلاة الجمعة، تعددت مطالبها.
وفيما رفع البعض شعارات تطالب باستعادة الأموال المنهوبة وشعارات تؤكد على مواصلة المسير حتى تحقيق أهداف الثورة، خرجت مسيرات تطالب بإسقاط حكومة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة. ولم يسجل في هذه المدن حدوث أي مواجهات مع قوات الأمن.