الهجمات متعددة الأطراف تجدد النزوح بديالى العراقية

الهجمات متعددة الأطراف تجدد النزوح بديالى العراقية وإجراءات لاحتواء الموقف

03 سبتمبر 2020
يشتكي الأهالي من إضرابات يتمّ افتعالها بغرض تهجيرهم (Getty)
+ الخط -
على الرغم من العمليات العسكرية التي تعلن عنها القوات العراقية بين الحين والآخر لضبط الأمن في محافظة ديالى، شرقي البلاد، إلا أن بعض المناطق لا تزال تشهد هجمات متكررة بين أسبوع وآخر، بشكل يجعل من صفحة النزوح مستمرة في هذه المحافظة على مستوى قرى وقصبات مختلفة، غالبيتها شمال وشمال شرقي المحافظة الحدودية مع إيران.
وقالت مصادر محلية في محافظة ديالى لـ"العربي الجديد"، إن سكان منطقة الهيتاويين التابعة لبلدة العظيم شمالي المحافظة، اضطروا خلال الأيام الماضية للنزوح إلى مناطق أخرى بالمحافظة على خلفية تعرض الهيتاويين إلى هجمات متكررة، آخرها الأحد الماضي، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، موضحة أن السكان قرروا النزوح بعد أن فقدوا ثقتهم بقوات الأمن التي عجزت عن حمايتهم طيلة السنوات الماضية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الهجمات تضمنت أيضا محاولات تخريب يتضح جليا أن هدفها تهجير السكان ودفعهم للنزوح، مثل تخريب محولات الكهرباء بالمنطقة، وضرب مضخات مياه مختلفة، عدا عن استهدف مواطنين قرويين بالخطف أو بالضرب المبرح، وهو أسلوب تتبعه فصائل مسلحة لها سجل واسع في عمليات التهجير في المحافظة بدوافع طائفية.
الهجمات تضمنت أيضا محاولات تخريب يتضح جليا أن هدفها تهجير السكان ودفعهم للنزوح
وما يزيد من تعقيد المشهد، أن المنطقة ومناطق أخرى ما زالت تشهد هجمات إرهابية لتنظيم "داعش"، يذهب ضحيتها مدنيون وأفراد من الأمن والجيش والحشد الشعبي، وهو ما يضع جميع الهجمات بدون تمييز في خانة الاعتداءات الإرهابية.
 
إلى ذلك، أكد رئيس بلدة العظيم عبد الجبار العبيدي، أن قوات الجيش أطلقت خطة انتشار واسعة في محيط منطقة الهيتاويين الواقعة في أطراف البلدة، قرب الحدود مع محافظة صلاح الدين، مشيرا في تصريح صحافي إلى نشر قوة ثابتة، مع نقاط تفتيش مرابطة متعددة، فضلا عن اعتماد أسلوب الأطواق لتأمينها من كل الجهات.
ولفت إلى أن خطة الانتشار جاءت بعد نزوح أهالي المنطقة أخيرا، إثر تعرضها إلى هجوم قبل أيام أسفر عن مقتل 4 أشخاص، مضيفا أن "خطة إعادة الانتشار ستعقبها خطة إعادة الأسر النازحة بعد تأمين محيط الهيتاويين بالكامل".
وأشار العبيدي إلى أن ملف الهيتاويين يحظى باهتمام من قبل إدارة بلدة العظيم، والقيادات الأمنية.
المتحدث باسم "الحشد الشعبي"، في ديالى، صادق الحسيني، تحدث عن هجمات إرهابية تعرض لها مدنيون عزل، مبينا أن بعض الهجمات نفذت من قبل إرهابيين من تنظيم "داعش"، جاؤوا من خارج المحافظة متسللين عبر الحدود بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، في رد غير مباشر على اتهام المليشيات بتلك الهجمات.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الحسيني قوله إن "ما حدث من جرائم يؤكد محتوى الفكر المتطرف الذي يمثله تنظيم داعش".
في المقابل، فإن زعماء محليين يشيرون إلى وجود جماعات أخرى تنشر العنف في ديالى بالإضافة إلى عناصر "داعش".
وأكد الزعيم القبلي حميد الجبوري أن بعض المليشيات لا تزال تمارس عمليات استهداف وتهديد وتهجير في بعض مناطق ديالى، معربًا، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن استغرابه من استمرار صمت السلطات العراقية عن الجرائم المتكررة التي ترتكبها الفصائل المسلحة، والتي نتج عنها عمليات نزوح فردي من بعض القرى الواقعة في منطقة الوقف وبلدات أخرى بسبب الخوف أو الخضوع للتهديدات المباشرة.
 والشهر الماضي، وجّه العضو السابق في البرلمان العراقي عن محافظة ديالى محمد الدايني اتهامات لجماعات مسلحة وصفها بـ"مليشيات اللادولة" باستهداف المدنيين في المحافظة.
ولفت إلى أن بعض الاعتداءات جرت أمام أنظار القوات الأمنية، مشيرا إلى أن القتل والحرق والتجريف تستهدف مناطق بالمحافظة من أجل تهجير ما تبقى من سكانها.
 

المساهمون