النيابة الكويتية تحسم الجدل: الفنان مسافر عبد الكريم تعاون مع العراق

الممثل مسافر عبد الكريم (يوتيوب)
03 يوليو 2020
+ الخط -

لسنوات طويلة رافق الجدل والغموض قضية الممثل مسافر عبد الكريم (1952 ــ 1991) صاحب الأصول العراقية.

عبد الكريم الذي ولد وعاش في الكويت كواحد من البدون (فئة غير محددة الجنسية في البلاد) كان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي نجماً من نجوم الدراما والمسرح. لكن قصة حياته اتخذت منحى أكثر مأساوية، بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990.

الجدل الذي رافق حياته ومماته حسمته النيابة العامة  في الكويت مطلع الأسبوع، بعدما حكمت بأنه كان "متعاوناً" مع الجيش العراقي، بشهادة الشهود والمستندات والوثائق المكتوبة والمرئية.

 ويعود سبب صدور هذا الحكم، إلى قيام حفيدة مسافر عبد الكريم، بتقديم  شكوى ضد 5 مغردين كويتيين، ادعت أنهم أساءوا إلى جدها، ووصفوه بالخائن. وهو ما جعل النياية تفتح تحقيقاً لمدة ستة اشهر  استمعت خلاله إلى أقوال الشهود من زملاء عبد الكريم. وقد أجمع هؤلاء على أنه متعاون مع العراقيين بإرداته ومن دون إكراه، ليتمّ بناءً على ذلك حفظ الشكوى التي قدمتها حفيدته .

مقاومة وعمالة  وهلوسة 

بحسب رواية الممثل الكويتي جاسم النبهان، فإن عبد الكريم  انضم  لصفوف المقاومة الكويتية، وفي ثاني أيام الغزو تم تطويق شقته وإلقاء القبض عليه من قبل فرقة حمورابي العراقية التي لاحقت الفنانين والأدباء، وأجبرتهم على التعاون مع الجيش العراقي. وذكر النبهان  أنه حضر إلى منزل عبد الكريم متخفياً لأنه حاول التواصل معه لإخفاء الأسلحة. لكنه هناك قابل زوجة عبد الكريم التي طلبت منه الهروب والاختفاء حتى لا يتم الإمساك به. واللافت أنّ شهادة نبهان التي أنصفت عبد الكريم في مقابلة تلفزيونية، جاءت متناقضة أمام المحكمة حيثّ أدانته.

 من جهتها، ذكرت عائلة عبد الكريم أنه تم تعذيبه وتهديده باغتصاب زوجته وابنته وقتل ابنه الصغير وتم حفر ثلاثة قبور، رآها ابنه، وقد قيل له "قل لوالدك أن يتعاون معنا وإلا فستدفن أنت وعائلتك هنا". وبحسب العائلة أيضاً فإن عبد الكريم لم يكن وقتها بكامل وعيه إذ كان يتناول نوعاً من أنواع المهلوسات، فأجبر على الظهور في مقابلة تلفزيونية صرح فيها بأنه يؤيد الغزو مهاجماً حكام الكويت.

 

قطع لسانه ورميه في حاوية نفايات

مسافر عبد الكريم الذي ذهب الى العراق ، بعد انتهاء الغزو اختار العودة الى الكويت ليبرئ نفسه ،و تم التحقيق معه بشكل صوري. وبعد ثلاثة أيام من عودته تمّ أخذه إلى مركز للتحقيق، وقد تمّ تطويقه من قبل جماعة ملثمة لم تعرف هويتها، فتعرّض للتعذيب وحكم عليه بالموت من دون محاكمة رسمية وقطع لسانه ورميت جثته في حاوية. وبحسب رواية عائلته والمقربين، ومنهم أخوه الإعلامي المعروف نجم عبد الكريم  الذي قال في لقاء تلفزيوني: " مسافر لم يكن خائناً أو ملازماً في الجيش العراقي أحب الكويت ولم يخنه"، علماً أن شقيقه حصل على الجنسية الكويتية، ولم يعد من البدون.

مسيرة فنية حافلة

مسافر عبد الكريم صاحب مسيرة فنية حافلة تنوعت بين المسرح والتلفزيون والدبلجة والبرامج. درس في معهد الفنون وتتلمذ على يد الراحل صقر الرشود مؤسس المسرح في الكويت  و المنصف السويسي، ومسيرته الفنية حافلة بمئات الأعمال  وكان من نجوم الصف الأول في الكويت والخلبج. تزوج من الصحافية الكويتية فاطمة الصفار وأنجب منها ابنا وابنة.

 

دلالات

المساهمون