المونديال... أو استراحتنا من أحزاننا الكثيرة

المونديال... أو استراحتنا من أحزاننا الكثيرة

11 يونيو 2014
+ الخط -
يعتبر لبنان، من دون شكّ، من أكثر الدول العربية تشجيعاً لتظاهرة كأس العالم. فقد غزت الأعلام الخاصّة بالدول المشاركة شرفات منازل اللبنانيين ومقاهيهم وسياراتهم.

على الجبهة الفنية، تشير الأجواء إلى معركة باردة بين النجمة نانسي عجرم والنجم محمد عسّاف، اللذين سجّل كلّ منهما أغنية خاصة بالمونديال لهذا الموسم.
عسّاف حاول عبر منفذ إنساني استغلال منصبة كسفير للاجئين الفلسطينيين من قبل الأمم المتحدة، للعبور إلى البرازيل وتقديم أغنيته هناك، لينافس بها الفنانة شاكيرا، التي قدّمت أغنية خاصّة استحوذت على اهتمام المشجعين، واستطاعت أن تتقدّم على غيرها من الأغنيات المتداولة بـ92 مليون مشاهدة على "يوتيوب".
هو سباق من أجل هدف فنّي وسياسي، لا يهتمّ به عشاق المونديال ولا يثنيهم رغم ذلك عن اهتمام الناس الأوحد بـ"طابة مجنونة"، وبترشيح الفريق الذي يفضّل كلّ واحد أن يخطف الكأس.

هكذا يخرج العالم العربي من أزماته معلناً خوضه حرباً جديدة، لا سلاح فيها، هذه المرّة، ولا قتل ولا قصف بالطائرات، مستبشراً بفريق عربي وحيد، هو منتخب الجزائر الوطنيّ. وهو يعلم أنّه قد لا يتأهّل إلى المراكز أو المباريات النهائية. إلا أنّه سعيد حتّى بمشاركة الجزائريين، ولو من بعيد، لعلّ وعسى يقلب هذا الفريق طاولة التوقعات، ويفتتح مساراً كروياً عربياً جديداً، وإن كان التمنّي يدخل في دائرة الأحلام العربية التي لا تتحقّق، في الغالب. تماماً كالذي يشجّع منتخب البرازيل أو منتخب الأرجنتين أو منتخب إيطاليا، لمجرد الإعجاب العابر.

خلال ساعات سنبتعد، نحن العرب، قليلاً، رغم اتساع الموت في العراق وسورية ولبنان، إلى الملعب. لنقول هناك مع شاكيرا: "lalala"، ونردّد مع عسّاف: "يلا شوط"، علّنا نستريح قليلا من الحزن الكبير، وإن بهدف كرة تهزّ شباك يومياتنا بابتسامة وشعور حقيقي بالنصر.

المساهمون