المواجهة حول أوكرانيا إلى مجلس الأمن واعتراض طائرة أميركية

المواجهة حول أوكرانيا إلى مجلس الأمن واعتراض طائرة أميركية

14 مارس 2014
كيري ولافروف في روما (كيفين لامارك- Getty)
+ الخط -

يستعد مجلس الأمن الدولي للاجتماع، اليوم السبت، في جلسة طارئة للتصويت على مشروع قرار غربي يندد بالاستفتاء المقرر أن يجري غداً الأحد في القرم، وذلك بعد فشل روسيا والولايات المتحدة الأميركية على التوافق حيال الأزمة في أوكرانيا.

وقال مصدر دبلوماسي، إن الاجتماع سيعقد بناء على طلب من الولايات المتحدة، ويتوقع الدبلوماسيون أن تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو) لمنع تمرير مشروع القرار.

وجاء هذا الاعلان بالتزامن مع تأكيد شركة "روستيك" الروسية لصناعة الأسلحة عن الاستيلاء على طائرة استطلاع أميركية بدون طيار فوق شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن الشركة قولها: إن وحدات عسكرية موالية لروسيا تمكنت من الاستيلاء على طائرة من طراز "إم كيو-5 بي" بصورة "شبه سليمة" بعد قيامها بمناورة للتشويش الإلكتروني على ارتفاع أربعة آلاف متر.

وأضافت الوكالة، أن الطائرة بدون طيار تنتمي إلى "لواء الاستطلاع الأميركي رقم 66 المتمركز فى ولاية بافاريا" جنوب ألمانيا.
وكانت  6 ساعات من المحادثات المباشرة بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، في لندن، لم تسفر عن التوصل إلى رؤية مشتركة حيال الأزمة الأوكرانية.

وكان  وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بادر للإعلان عن أنه "لا توجد رؤية مشتركة" بين بلاده والولايات المتحدة حول الوضع في أوكرانيا، مضيفاً أن موسكو "ستحترم رغبة سكان القرم" خلال الاستفتاء المقرر الأحد في هذه المنطقة.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقب اللقاء: "لا توجد لدينا رؤية مشتركة" حول أوكرانيا مع أن "الحوار كان بالفعل بناء"، فيما أعلن أنه ليس لدى موسكو "مخطط لاجتياح جنوب شرق أوكرانيا".

من جهته، أكد كيري على تمسك الولايات المتحدة بموقفها الداعم لأوكرانيا، مشيراً إلى أنه سيكون هناك رد أقوى اذا صعدت روسيا التوتر في أوكرانيا وهددت شعبها.
وبعدما أجرى محادثات "مباشرة وصريحة" مع نظيره الروسي، قال كيري إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يعترفا بنتيجة الاستفتاء الذي تشهده القرم يوم الأحد.
ومضى يقول "لا نحن ولا المجتمع الدولي سيعترف بنتائج هذا الاستفتاء وسنظل دائماً نشعر بقلق بالغ تجاه نشر قوات روسية بإعداد كبير في القرم وعلى طول الحدود الشرقية (لأوكرانيا)."
وفيما أشار إلى أنه طرح عدة أفكار بشأن كيفية احترام السيادة الأوكرانية وعلاج المخاوف الروسية خلال المحادثات في لندن، أوضح أن لافروف أبلغه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن يتخذ أي قرارات إلا بعد استفتاء يوم الأحد. وطلب كيري من روسيا توضيح معنى نشر قواتها قرب أوكرانيا، مشيراً إلى أنه أبدى قلقه من نشر القوات الروسية في أوكرانيا.
وكان الرئيس الروسي رفض اليوم الجمعة، الاتهامات الغربية بأن الاستفتاء على ما اذا كانت منطقة القرم الأوكرانية ستنضم الى روسيا سيكون غير قانوني.وقال الكرملين إن بوتين، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، "أكد أن قرار إجراء (الاستفتاء) يتفق تماماًً مع معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وسيجري في موعده. 
من جهته، أعلن الرئيس الاميركي، باراك اوباما، الجمعة، أنه لا يزال يأمل في التوصل إلى حل سياسي لملف القرم، محذراً في الوقت نفسه من "تداعيات" على روسيا اذا ما فشل الحل الدبلوماسي. 
وقال الرئيس الأميركي، امام الصحافيين لدى استقباله في المكتب البيضاوي رئيس الوزراء الايرلندي اندا كيني، "الولايات المتحدة واوروبا لم تتخذا موقفاً موحداً من سيادة اوكرانيا فحسب، بل تعلنان ايضا انه ستحصل تداعيات اذا ما استمر انتهاك هذه السيادة". 
من جهته، أكد نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، لرئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، استمرار الدعم الأميركي القوي لأوكرانيا فيما ترسم طريقها نحو مستقبل ديموقراطي.
وسبق اللقاءات المباشرة بين كيري ولافروف مواجهة داخل مجلس الأمن الدولي. ودافع السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، عن حق شبه جزيرة القرم في إجراء استفتاء حول الانضمام إلى روسيا، التي أكد انها لا تريد الحرب، فيما توعدت روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) في مواجهة مشروع قرار وزعته الولايات المتحدة، يعلن بطلان الاستفتاء المزمع إجراؤه، الأحد، على استقلال منطقة القرم في أوكرانيا.
وتعليقاً على كلمة رئيس الوزراء الأوكراني الذي ذكر، أمام مجلس الأمن الدولي، أن بلاده تواجه عدواناً عسكرياً من جارتها روسيا، قال تشوركين: إن روسيا لا تريد الحرب. وأضاف "روسيا ليست مسؤولة عن اندلاع العنف خلال الأشهر الأخيرة في أوكرانيا".
وقال تشوركين، إن القرار بشأن الاستفتاء في القرم جاء نتيجة الفراغ القانوني الناجم عن الإطاحة غير الدستورية والعنيفة بالحكومة الشرعية في كييف.
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، قد قالت إن الحل الوحيد للأزمة الأوكرانية لن يتحقق إلّا من خلال الدبلوماسية، مؤكدةً دعم حكومتها لإجراء محادثات مباشرة بين روسيا والحكومة الأوكرانية بمساعدة دولية إذا تطلب الأمر.
وشددت باور على ضرورة التزام كييف وموسكو بالاتفاقات بينهما وعودة القوات الروسية إلى قواعدها، واحترام جميع الدول للسلامة الإقليمية لأوكرانيا وسيادتها.
وأشارت إلى انه "وفق تلك المبادئ، تقترح الولايات المتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن يؤيد الحل السلمي للأزمة الأوكرانية بناء على القانون الدولي وولاية المجلس في التحرك وقت الضرورة لضمان الأمن والسلم الدوليين".
من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، إنه "في ظل المناخ المشحون في أوكرانيا الذي يزيده انعدام الثقة والخوف، فإن احتمالات التصعيد المتعمد أو غير المتعمدة أو الخطأ في الحسابات يعدّ حقيقية واقعة".
وكان رئيس وزراء أوكرانيا، أرسيني ياتسينيوك، قال، من المقعد المخصص لأوكرانيا على طاولة مجلس الأمن الدولي، إن بلاده تواجه عدواناً عسكرياً من جارتها روسيا، وحث موسكو على الانسحاب من شبه جزيرة القرم. وشدد على ان من غير المقبول على الإطلاق أن تحل الخلافات في القرن الـ21 بالدبابات والمدفعية.
وأعرب عن أمله في "أن ينصت الرئيس والحكومة في روسيا إلى رغبات شعبهم وأن نعود إلى الطاولة لننخرط في الحوار لحل هذا الصراع".
وجاءت المحاولات الأميركية والروسية لتخفيف حدة التوتر بينما تتواصل الاستعدادات في شبه جزيرة القرم للاستفتاء المقرر غداً الأحد، فيما تستفيد موسكو في التمسك بموقفها الداعم للاستفاء في القرم من اعتقاد بأن واشنطن لن تذهب بعيداً في تصعيدها، وخصوصاً بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن  نيتها ارسال وجبات غذائية جاهزة إلى أوكرانيا عوضاً عن الطلب الأوكراني الحصول على بعض البنادق والذخيرة والدواء.
يأتي ذلك فيما قتل شخص وجرح 10 آخرون باشتباكات وقعت بين مؤيدين ومعارضين لسلطات كييف في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، وهو ما دفع حاكم منطقة دونيتسك إلى اتهام روسيا بأنها وراء الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين.
ونقلت وسائل إعلام روسية، اليوم الجمعة، عن السلطات المحلية في مدينة دونيتسك، أن شخصاً قتل وأصيب 17 آخرون بجروح خلال صدامات بين متظاهرين مؤيدين لسلطات كييف وآخرين معارضين.
وذكرت أن المئات من مؤيدي السلطة هاجموا، مساء أمس الخميس، تجمعاً شعبياً يرفع شعار "وحدة أوكرانيا" في ميدان بوسط المدينة الصناعية حيث الأغلبية الروسية. ونقلت عن مصادر طبية أن القتيل قضى في المستشفى متأثراً بجراحه بعد طعنه بسكين.