المناطق منزوعة السلاح في العراق تثير طمع "داعش"

المناطق منزوعة السلاح في العراق تثير طمع "داعش" والجماعات المسلّحة

03 مايو 2018
القوات العراقية نزعت حتى السلاح الفردي (محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -



حمّل أهالي بلدة الطارمية شمالي بغداد، الحكومة العراقية مسؤولية الخرق الأمني الذي وقع في منطقتهم، مؤكدين أنّ نزع سلاح المنطقة من قبل الحكومة جعلها لقمة سائغة لهجمات التنظيمات الإرهابية، مطالبين بالسماح لهم بحيازة السلاح للدفاع عن أنفسهم، أو توفير الحماية الكافية لهم.

وشهدت بلدة الطارمية، ليلة الأربعاء، هجوماً من قبل مسلحين، اخترقوا المنطقة، ما أوقع أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً.

وقال الشيخ عبد الله المشهداني، وهو أحد شيوخ البلدة لـ"العربي الجديد"، إنّ "سبب الهجوم على منطقتنا، هو تجريدها من السلاح بشكل كامل من قبل الحكومة، وعدم توفير الحماية لها"، مبيناً أنّ "داعش والتنظيمات الإرهابية والعصابات، وجدت المنطقة لقمة سهلة لها، فلا يوجد سلاح لدى الأهالي للدفاع عن أنفسهم، ولا توجد قوات أمنية كافية لحمايتهم".



وأضاف أنّ "الأهالي لم يستطيعوا مواجهة الهجوم، وخرجوا على المسلحين بلا سلاح، وتم قتل هذا العدد الكبير منهم"، متسائلاً "كيف ندافع عن أنفسنا، ولا توجد حتى قطعة سلاح واحدة في بيوتنا، ولا توجد قوات لحمايتنا"؟

وأشار إلى أنّ "تنظيم داعش والعصابات المسلحة لديهم معلومات كاملة بحملات نزع سلاح المنطقة من قبل الأجهزة الأمنية، لذا فإنّ المنطقة أثارت طمعهم، وأحسوا بسهولة اختراقها وقتل أبنائها"، محملاً، الحكومة "مسؤولية هذا الخرق الخطير، وعدم اتخاذ الاحتياطات الأمنية الكافية لحماية المنطقة".

وتعدّ بلدة الطارمية (شمالي بغداد) من المناطق المنزوعة السلاح في بغداد، حيث جردت بشكل كامل من أي قطعة سلاح، ومنع الأهالي حتى من الاحتفاظ ولو بقطعة سلاح واحدة للدفاع عن أنفسهم.

من جهته، قال ضابط في قيادة شرطة الطارمية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهجوم على بلدة الطارمية كان هجوماً مباغتاً، وإنّ الإجراءات الأمنية في المنطقة لم تكن بالمستوى المطلوب"، مبيناً أنّ "قرار نزع السلاح، هو قرار جيد، لكن لا يمكن أن يطبق إلّا بعد توفير حماية كاملة للمناطق المنزوعة السلاح".

وأشار إلى أنّ "العناصر الأمنية في الطارمية ليست كافية لحمايتها من الهجمات، كما لا توجد خطة منظمة لانتشار القوات وسد الثغرات في البلدة والتي يستغلها عناصر التنظيم في هجماته"، مشدداً على "ضرورة أخذ الاستعدادات الكافية لحماية المنطقة، وعدم تركها لهجمات داعش".

ووجد الأهالي أنفسهم، عاجزين عن الدفاع ومواجهة المسلحين، الذين استغلوا فرصة عدم وجود سلاح لدى الأهالي.

وقال أبو ياسر، وهو أحد أهالي البلدة لـ"العربي الجديد"، "لم نستطع مواجهة الهجوم، لقد وقفنا عاجزين أمام المسلحين الذين قتلوا كل من رأوه، لقد كان هجوماً مروعاً، فلا يمكن لأعزل أن يواجه مسلحاً".

وأضاف أنّ "الهجوم انتهى ولم يصب أي مسلح، لقد انسحب المهاجمون، ولم تطلق عليهم ولا حتى طلقة واحدة".

يشار إلى أنّ الحكومة كانت قد اتخذت قراراً سابقاً بنزع سلاح بعض مناطق بغداد، ونفذت الأجهزة الأمنية حملات دهم جرّدت تلك المناطق من السلاح بشكل كامل.

المساهمون