المقاومة تباغت إسرائيل ونتنياهو يتوعّد غزّة

المقاومة تباغت إسرائيل ونتنياهو يتوعّد غزّة

13 مارس 2014
عملية كسر الصمت ردا على العدوان الاسرائيلي على غزة
+ الخط -

لاحت نُذُر حرب على قطاع غزة، بعدما باغتت المقاومة إسرائيل، المنشغلة بضيفها الزائر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بهجوم "كسر الصمت" مطلقةً وابلاً من الصواريخ على مستعمراتها الجنوبية، وتوعّد الاحتلال بردٍ قاسٍ قريباً، وسيُعقَد لذلك اجتماع وزاري مصغّر، صباح الخميس. وفيما اعتبرت حكومة حماس المقالة أن من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه، رفضت مصر التوسّط في هدنة جديدة، في حين دافعت واشنطن ولندن عن رد الفعل الإسرائيلي.

وأطلقت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في عملية سمّتها "كسر الصمت"، مساء اليوم الأربعاء، أكثر من 130 صاروخاً على مستعمرات الاحتلال الإسرائيلي في أراضي 1948. وبحسب بيان الجهاد "سقط أكثر من 125 صاروخاً على مستوطنات "نتيفوت"، و"سديروت" و"شاعر هنيغف" و"أشكول". وأوضح البيان "أن عمليات المقاومة جاءت رداً على العدوان الإسرائيلي واغتياله ثلاثة من كوادر الحركة أمس".

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، لـ"العربي الجديد"، أن قصف الذراع العسكري لحركته سرايا القدس المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بنحو 130 صاروخاً وقذيفة حتى الآن، هو ردّ أوليّ على الاعتداءات التي تطال الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس.

وقال شهاب إن القصف الصاروخي رسالة لكسر الصمت، بعدما تنصلت إسرائيل من البند الذي يلزمها بوقف سياسة الاغتيالات في التهدئة التي أبرمت بالقاهرة في نهاية العام 2012، مشيراً إلى أن إسرائيل اخترقت التهدئة 1400 مرة.

وشدد على أنه لا قيمة للتهدئة مع إسرائيل في ظل استمرار الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، ولم يعد مبرراً "التزامنا بضبط النفس"، غير أنه انتقد غياب الوسيط المصري عن إلزام إسرائيل بالتهدئة دون أن يسميه، مشيراً إلى أن الوسيط "غاب عن إلزام العدو بالتهدئة فأخذنا زمام المبادرة".

موقف حماس

وحمّلت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد في القطاع، مؤكدةً أن من حق المقاومة الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الشعب الفلسطيني.

وقال الناطق باسم الحكومة، إيهاب الغصين، في بيان إن "الاحتلال الصهيوني يستفرد بأبناء الشعب الفلسطيني في ظل انشغال عربي بعيداً عن القضية الفلسطينية والمقدسات، ويحاول فرض سياسة جديدة ويقوم منذ فترة بالتصعيد".

وأكد أن الفصائل الفلسطينية فصائل حكيمة، وتبحث عن مصلحة الشعب الفلسطيني وتنطلق في قراراتها من هذا المنطلق وترى أن التهدئة مصلحة والاحتلال يقوم باختراقها، مطالباً الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتحرك للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه.

الرد الإسرائيلي

وجاء الرد الإسرائيلي "متدرّجاً الليلة"، رغم أنه طال 29 هدفاً، بإعلان جيش الاحتلال بأن الرد الكامل سيأتي لاحقاً، وفُسّر الموقف بأنه مرتبط بالأحوال الجوية وبحقيقة وجود رئيس الحكومة البريطانية، دافيد كاميرون، على رأس وفد بريطاني في إسرائيل، إذ ستتجنب إسرائيل الدفع بعملية عسكرية واسعة ضد القطاع في الوقت الذي يوجد فيه الضيف الزائر والذي سيغادر اليوم، الخميس.

وبقيت التعليمات الصادرة من الناطق باسم الجيش، مردخاي أدرعي، "بفتح الملاجئ الآمنة في الجنوب وعدم الابتعاد عن الملاجئ العامة في بلدات الجنوب"، وهو ما من شأنه أن يشي بنوايا إسرائيلية لتوجيه ضربة أكبر، ويتوقع أن ترد عليها المقاومة في القطاع بهجمات صاروخية أكبر أيضاً.

فقد قصفت المدفعية الإسرائيلية والطيران الحربي أكثر من 29 هدفاً في غزة، وسمع، حسب شهود، دويّ انفجار كبير في رفح، في حين قصفت الطائرات مناطق في بيت حانون وخان يونس.

وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدة نجحت في إسقاط ثلاثة صواريخ فلسطينية محلية الصنع، وان الغارات الإسرائيلية في الساعات القليلة الماضية استهدفت مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي ومنصات لإطلاق صواريخ.

وهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، بأنه إذا لم يسُد الهدوء في الجنوب "فستكون هناك ضجة في غزة. الكثير من الضجة، وهذا بأخف تعبير".

ودعا وزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، إلى "إعادة احتلال قطاع غزة كاملاً"، معتبراً أنه لا مفر من ذلك لإخراج مخازن الأسلحة من القطاع، معتبراً أن المركب الرئيسي لأي تسوية مع الفلسطينيين يجب أن يضمن الأمن لمواطني إسرائيل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، بعد اجتماع مع الحكومة وقادة الجيش، إن "إسرائيل تحمّل المسؤولية الكاملة لحركة حماس". وأضاف أنه أمر بإغلاق المعابر البرية بين قطاع غزة وإسرائيل، ووقف الزيارات للأسرى الفلسطينيين.

وتسبّب القصف في قطع الكهرباء عن غالبية قطاع غزة، فيما لم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية.

مصر ترفض التدخل والغرب يدين المقاومة

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر فلسطينية أن جهاز الاستخبارات المصري رفض التدخل لإلزام إسرائيل بالتهدئة التي أبرمت في نهاية العام 2012 برعايته، على اعتبار أن "التهدئة كانت برعاية الرئيس المعزول محمد مرسي وبتوجيهاته، وأنها لم تعد تعنيهم بشيء".

بدوره، هاجم كاميرون من القدس المحتلة، صواريخ المقاومة واعتبرها "هجمات عشوائية تماماً، تستهدف السكان المدنيين، وهذا دليل على مدى همجيتهم".

وأضاف: "يجب أن نكون واضحين تماماً أمام المجتمع الدولي، وكل أصدقاء إسرائيل والشعب الفلسطيني أيضاً، إن العنف لن يؤدي إلى إقامة الدولة".

كما اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، جين بساكي: "ليس هناك مبرر لمثل هذه الهجمات"، في إشارة إلى الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضافت: "ندعو لوقف هذه الهجمات الإرهابية فوراً".

دلالات