المغرب: مطالب بمحاسبة المسؤولين عن تحوّل مصانع بؤرةًَ لكورونا

المغرب: مطالب بمحاسبة المسؤولين عن تحوّل مصانع إلى بؤرة لفيروس كورونا

20 يونيو 2020
تأمين ظروف آمنة لنقل العمّال(فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت مطالب جمعيات حقوقية ونسائية مغربية، السبت، لمحاسبة المسؤولين عن ظهور بؤرة وبائية في أربعة مصانع في منطقة "لالة ميمونة"، في إقليم (محافظة) القنيطرة، بعد تسجيل مئات الإصابات بفيروس كورونا، وذلك بالموازاة مع دعوة أطلقها وزير السياحة السابق، والبرلماني الحالي عن حزب الاستقلال، لحسن حداد، بمساءلة البرلمان لوزراء الصناعة والفلاحة والتشغيل والصحة.

وفي السياق ذاته، طالب "المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان" (مستقل)، باستقالة فورية لكلّ من وزير الشغل والإدماج المهني، الوصي على القطاع، ومندوب وزارة الصحة بالقنيطرة، "لفشلهما الواضح في تدبير تداعيات الوباء".
ودعا المنتدى، في بيان حصل عليه "العربي الجديد"، إلى "ضرورة إقرار سلامة النساء العاملات الفلاحيات والزراعيات، كأولوية على تحقيق الربح المالي والتجاري، وتشديد المراقبة على الوحدات الصناعية والفلاحية بالمنطقة، وتوفير متطلّبات وشروط السلامة الصحية، وتقوية أدوار مفتشيّة الشغل ومفتشية الضمان الاجتماعي".
من جهتها، حمّلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكبر تنظيم حقوقي مستقل في المغرب، المسؤولية للسلطات المحلية والصحية والأمنية، بسبب محاباتها لأرباب الشركات، وغياب الصرامة في فرض الإجراءات الوقائية على الضيعات والوحدات الصناعية المعنية، والسماح لها بالعمل، في ظروف تعرّض العاملين فيها للخطر، ودون تعميم إجراء الفحوص المخبرية عليهم، أو فرض إغلاقها، وكذلك تغاضيها عن الظروف غير الآمنة، لنقل العمّال والعاملات والسكان بالمنطقة.

إلى ذلك، طالبت فيدرالية رابطة حقوق النساء (غير حكومية)، البرلمان بمساءلة الحكومة والقطاعات المختصّة، عن ظروف وملابسات انتشار الفيروس في صفوف العاملات بـ"لالة ميمونة"، مشدّدة على ضرورة ترتيب المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في ذلك.
ودعت المنظمة النسائية، في بيان لها، إلى الكشف عن حقيقة الإجراءات والتدابير التي تتخذها الحكومة، والتي لها علاقة ببعض أرباب الضيعات الفلاحية والوحدات الصناعية، من أجل احترام فعلي لحقوق العاملات وضمان الحماية الصحية والاجتماعية لهن، والقضاء على مظاهر التمييز والعنف ضدّهن، والإجراءات التي ستتّخذها من أجل معالجة واجتثاث ظروف وعوامل الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية، التي تعاني منها النساء بشكل عام، والتي عمّقتها جائحة كورونا، وجعلتها تظهر بشكل جلّي للعلن أكثر من أي وقت مضى.
واليوم السبت، ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 9801 إصابة، بعد تسجيل 188 إصابة جديدة بالفيروس، من بينها 151 إصابة في صفوف العاملات في المصانع الأربعة، ومخالطيهم، خلال الفترة الممتدة بين السادسة من مساء أمس والعاشرة من صباح السبت.
وكان المغرب قد عرف أمس الجمعة، ارتفاعاً قياسياً في عدد الإصابات بكورونا، حيث تم تسجيل 539 إصابة، وهو أكبر معدّل يومي للإصابات منذ ظهور الوباء في 2 مارس/ آذار الماضي، منها 457 إصابة في بؤرة "لالة ميمونة" فقط.

المساهمون