المعارضة تتّحد دفاعاً عن معقلها الأخير بريف حماة الشمالي

المعارضة تتّحد دفاعاً عن معقلها الأخير بريف حماة الشمالي

04 نوفمبر 2014
المعارضة تتأهب للدفاع عن كفرزيتا (عبد الغني قاروف/الأناضول)
+ الخط -
تستعدّ قوات النظام السوري مدعومة بمليشيا "الدفاع الوطني" ومجموعات من لبنان وإيران والعراق، إلى التقدم في اتجاه مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي.

وتعتبر المدينة آخر المدن التي تسيطر عليها كتائب المعارضة السورية في ريف حماة الشمالي، وتسعى قوات النظام إلى السيطرة عليها، لتوسيع نطاق المناورة والالتفاف، في حال قررت مهاجمة مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.

وشكّل الانهيار المفاجئ للكتائب التي كانت مرابطة وانسحابها من بلدة مورك، حدثاً كبيراً بالنسبة لباقي الفصائل المرابطة على الجبهات القريبة من البلدة، كمدينتي كفرزيتا وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي. وباتت المدينتان الآن الهدفين المقبلين لقوات النظام، التي استماتت طيلة تسعة أشهر متواصلة، من أجل استعادة السيطرة على مورك، المُشرفة على الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بحلب، مروراً بمدن حمص وحماة وإدلب على التوالي.

ويترقّب المعارضون في كلتا المدينتين حاليّاً الخطوة المقبلة لقوات النظام، التي وبحسب ما ذكر ناشطون سوريون، لم تستطع اقتحام بلدة مورك إلا بعد أن قامت بعمليات نقل وإعادة انتشار قواتها في عدد من مناطق ريف حماة الشمالي والغربي، وذلك بهدف إرباك المعارضة، ووضعها في حالة من التوتر وعدم معرفة نواياها.

وهذا ما حدث بالفعل، إذ قام النظام بإيهام المعارضة بأنه سحب قواته من بعض النقاط في ريف حماة الغربي، بهدف التحضير لاقتحام مناطق في ريف حماة الجنوبي، ولكن ما لبثت تلك القوات أن اتجهت نحو مورك، واقتحمتها من الجهتين الغربية والجنوبية، بينما كانت المعارضة تشتبك مع قوات النظام على الجبهتين الشرقية والشمالية، وهو الأمر الذي أدى إلى انسحابها من البلدة.

لكن الآن وبعد أن سقطت مورك التي كانت تُعتبر خط الدفاع الأول عن مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، وأيضاً عن ريف إدلب الجنوبي، بات مسلّحو المعارضة في تلك المناطق يُعدّون العدة، شأنهم في ذلك شأن قوات النظام، التي ستحاول اقتحام المدينتين، بهدف الوصول إلى معسكرات قواتها المحاصرة في مدينة إدلب منذ أكثر من عامين، وهما معسكرا وادي الضيف والحامدية.

وعلى الرغم من قصف بعض كتائب المعارضة المسلّحة تجمعات قوات النظام بعدد من صواريخ "غراد"، إلا أن شعور الفصائل المرابطة في مدينة كفرزيتا تحديداً، دفعها إلى التوحّد والإعلان عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة، بهدف التحضير والإعداد للمعركة المقبلة ضد قوات النظام في المدينة، التي تُعتبر إحدى أكبر المدن في ريف حماة، التي تحتضن عشرات الآلاف من النازحين السوريين.

ويشدد أحد قادة الفصائل المشاركة في غرفة العمليات الجديدة التي أنشأتها المعارضة في مدينة كفرزيتا، لـ"العربي الجديد"، على "أهمية اتحاد جميع الفصائل في ريف حماة الشمالي، وبالتحديد في كفرزيتا، وذلك عقب ازدياد التهديدات من النظام باقتحام المدينة".

وتتكوّن الغرفة من سبعة فصائل عسكرية مقاتلة في صفوف "ثوار ريف حماة" التي أطلقوا عليها غرفة عمليات "كفرزيتا الصمود"، سعياً للدفاع عن المدينة بعد تهديدات النظام باقتحام المدينة والحشد العسكري الكبير لذلك.

وحسب بيان تأسيس الغرفة، فقد ضمت كلاً من التشكيلات التالية: "الفوج 111"، و"لواء سيف الله"، و"لواء شهداء كفرزيتا"، و"كتيبة أسد الله حمزة"، و"كتيبة الشيخ عبد العزيز بن باز"، و"كتيبة الشهيد الصقر"، و"كتيبة الشهيد حسين الحجي"، فيما يقود غرفة العمليات النقيب طالب الطالب، وقائدها العسكري أنس دياب.

ويقول القائد العسكري، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "غرفة عمليات كفرزيتا الصمود، تأتي لرفع حالة التأهب بين صفوف المعارضين في المنطقة، وإعداد الخطط العسكرية، وذلك بعد تصاعد المخاوف، وسط وعيد قوات النظام باقتحام المدينة، إضافة إلى كونها رسالة ورد فعل على ترك الفصائل المعارضة كافة للمنطقة إلّا ما ندر"، بحسب القائد المعارض.

في غضون ذلك أفاد "مركز حماة الإعلامي" عن حشد النظام قواته ومليشياته في مناطق عدة في ريف حماة الشمالي، لاسيما في حاجزي "المداجن" و"المكاتب"، بغية التجهيز لحملات عسكرية لبدء المعارك في قريتي البويضة ولطمين بهدف السيطرة عليهما ليتابع هجومه على مدينتي كفرزيتا واللطامنة، آخر معاقل المعارضة في ريف حماة الشمالي.

المساهمون