#المرأة_الأوركيدية... وسم لدمج النساء المشوهات في المجتمع الفلسطيني

#المرأة_الأوركيدية... وسم لدمج النساء المشوهات في المجتمع الفلسطيني

18 نوفمبر 2019
الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص (أحمد غربلي/فرانس برس)
+ الخط -
"لا تقوى على تسريح شعرها، الطعام يسقط قبل أن يصل إلى فمها"، عبارات كتبت ضمن فيديو عن حياة الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص، التي تعاني من تشوهات وحروق نتيجة انفجار أنبوبة غاز انفجرت داخل سيارتها لحظة اعتقالها.

الفيديو تم نشره ضمن وسم #المرأة_الأوركيدية لدمج النساء المشوهات، في المجتمع، والذي تضمن عدة تغريدات نشرتها نساء فلسطينيات، تحدثن خلالها عن النساء المشوهات نتيجة الحرب أو نتيجة ظروف أخرى، ومعاناتهن المتواصلة، والمتفاقمة يوماً بعد الآخر.

وترغب الناشطات الفلسطينيات اللاتي أطلقن الوسم من قطاع غزة - الأول من نوعه - في تسليط الضوء على تفاصيل حياة النساء المشوهات، وما يتعرضن له من مواقف يومية، إلى جانب التأكيد على حقوقهن في العلاج، وفي حياة كريمة وآمنة.

ويحرص الفريق على إظهار الجوانب الخفية لحياة النساء المشوهات، حيث لا تحظى تلك النساء بالاهتمام المؤسساتي، إلى جانب النفور المجتمعي منهن، وإدراجهن ضمن شريحة ذوي الاعاقة.

واحتوت صفحة المرأة الأوركيدية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مجموعة تصاميم، احتوى جانبها الأيسر على صورة لسيدة مشوهة، بينما احتوى الجانب الأيمن على أسباب التشوهات، إضافة إلى نصائح وإرشادات، لتعامل النساء مع مختلف أشكال التشوهات ومراحلها.

بينما نشرت الصفحة الرئيسية للمبادرة محتوى التغريد، موضحة أن عدد من دخل مجمع الشفاء الطبي نتيجة الحروق، بين عام 2010 إلى أكتوبر عام 2019، "24.185" حالة بواقع "10624" سيدة على مدى عشر سنوات، إلى جانب من دخلن المستشفيات المنتشرة في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه، وقد بينت أن المرأة الفلسطينية في غزة تواجه تحديات عديدة، أبرزها ارتفاع حالة الفقر والبطالة، واستمرار تشرد العائلات المهدمة جراء العدوان.

وقال الناشط محمد مطر عبر تغريدة على وسم #المرأة_الأوركيدية إن "العنف شكل حاجزا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام، وكذلك استيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة". بينما أوضحت الناشطة شيماء مقداد، في تغريدتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن فريق مبادرة المرأة الأوركيدية بحث عن حالات معاناة تحدثت فيها سيدات وفتيات عن المعاناة والظلم الاجتماعي.

أما الناشط وليد الميناوي فقد نَبّه إلى أن حوالي 18 في المائة من الإناث الشابات يرغبن في الهجرة إلى الخارج في قطاع غزة، بسبب سوء الأوضاع المعيشية الاقتصادية والاجتماعية، فيما تعتبر الناشطة روند التتر أن المرأة الفلسطينية في قطاع غزة تتعرض للكثير من العنف أثناء العدوان والنزاعات المسلحة وبعدها، حيث يعتبر القانون الدولي الإنساني قاصرا عن حمايتها.

ووفق رأي الناشطة ميساء أبو علبة، فقد "شكل قرار وضع التحفظات على بعض الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها دولة فلسطين، بما فيها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، صدمة كبيرة للمرأة الفلسطينية".

وتقول المخرجة الفلسطينية سحر فسفوس وهي صاحبة فكرة إطلاق وسم #المرأة_الأوركيدية إنها وزميلاتها صنعن تشويهًا مصطنعًا لوجوههن ونزلن إلى الشارع وعشن ردود فعل الناس على ذلك ليستطعن تمثيل الفتيات بقوة، وشاهدن بأنفسهن كم السخرية والمعاناة التي تعانيها النساء المشوهات، مضيفة: "لذلك قررنا تعريف الجميع بمعاناة تلك المرأة، وحقوقها".

وتبين لـ"العربي الجديد" أن الوسم يتناول قضايا النساء المشوهات في قطاع غزة، سواء نتيجة الحروب أو العيوب الخلقية أو الأمراض أو حتى الأحداث اليومية، مشددة على ضرورة الحد من تكاليف علاجهن وتسهيل عملية خروجهن لتلقي العلاج.

وعن اسم المبادرة تقول: "تعتبر الأوركيد زهرة جميلة وقوية، في إشارة لضرورة تعايش ودمج المرأة التي تعاني من التشوّه في المجتمع"، مضيفة: "هي مبادرة إنسانية تحاول مساعدة السيدات اللواتي يعانين من تشوهات في الوجه أو الجسم سواء كانت خلقية أو بسبب فاعل".







دلالات

المساهمون