المخرج أحمد شفيق: تدهور الاقتصاد وراء رواج أفلام البلطجة

المخرج أحمد شفيق: تدهور الاقتصاد وراء رواج أفلام البلطجة

20 نوفمبر 2014
أحمد شفيق: تحسن الأوضاع في مصر يتطلب وقتا كثيرا(خاص)
+ الخط -
قال المخرج المصري أحمد شفيق، إن المجال الفني يعاني منذ سنوات، مؤكدا أنه لن يتحسن إلا إذا استقرت مصر أمنياً واقتصادياً. وانتقدت أعمالا تستغل تدهور الحياة المعيشية والأزمات الاقتصادية وتقدم للشباب طرقاً عبقرية لدخول عالم الجريمة والبلطجة، قبل أن تضيف: "هذه كارثة بكل المقاييس".

وإلى نص المقابلة:

*كيف ترى الأوضاع الفنية في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر مؤخراً؟ وهل أدت إلى ضعف الإنتاج الفني أم لا؟

المجال الفني يعاني منذ سنوات، ولن يتحسن إلا إذا استقرت مصر أمنياً واقتصادياً، لأن الفن مرتبط بهذه المجالات، والفنانون جزء لا يتجزأ من المجتمع بكل فئاته، وأثرت التغيرات بشكل واضح على المجال والوسط الفني، وهو ما شعر به كل متابع للفن. يكفي أن تنظر إلى دور العرض السينمائية وتقارن بنفسك ماذا حدث، فمن حيث نوعية وعدد الأعمال المقدمة حالياً لا يمكن مقارنتها بما كان ينتج في الفترات الماضية، ولا سيما قبل ثورة 25 يناير.


*إذن ما هي توقعاتك للمرحلة المقبلة في ظل ما تعانيه المنظومة الفنية؟

أعتقد أن الأمور تحتاج إلى كثير من الوقت، لأن الفن لن يعود إلا بتحسن الأوضاع في مصر، ونحن نمر حالياً بحالة عدم استقرار بعد أن خسرنا كثيرًا في السنوات الأخيرة على جميع الأصعدة، وهذا كله يتطلب منا مجهودًا كبيراً ووقتاً طويلاً لنعوضه، وأتوقع أن نرى ازدهاراً في الفن وإنتاج أعمال جيدة في حالة تغلبنا على التحديات التي تواجهنا.


*هل الأزمات الاقتصادية والمعاناة المعيشية التي مر بها الشعب المصري انعكست على الفن، ومن ثم انتشرت أفلام البلطجة التي يتهمها البعض بأنها الأكثر ضرراً على الشباب؟

عندما نسأل أصحاب هذه الأعمال عن سبب اتجاههم لهذه النوعية تحديدًا من الأعمال يبررون بأن السينما مرآة الواقع، وأنهم ينقلون حقائق عن المجتمع التي لا بد من أن يتحدثوا عنها ويجسدوها في أعمالهم، وأنا مندهش من ذلك لأن الواقع به مئات القضايا يمكن مناقشتها والاستفادة منها، بل وإيجاد حلول لها، وللأسف تدهور الاقتصاد وانتشار البطالة ساهم في رواج أفلام البلطجة.


*ماذا تقصد تحديداً؟

ما أقصده أنه مادام هناك نسبة ولو 1 % من أن يعود العمل بالضرر على المجتمع وينشر أخلاقيات غير جيدة بين الشباب المنوط بهم بناء مستقبل مصر، فمن الأفضل أن يتم الابتعاد عنه، والبحث عن أعمال أخرى تناقش قضايا جادة تفيد الشباب ولا تؤثر سلباً على المجتمع والأجيال القادمة.


*لكن هذه المشاكل موجودة بالفعل حالياً في مجتمعنا، فكيف نسكت عنها؟

لم أقل نسكت عنها، ولكن من الممكن أن تعالج بشكل درامي وسينمائي محبوك يفيد المشاهد، لا أن يوجهه إلى ارتكاب الجريمة.


*وهل تلك الأعمال توجّه الجمهور للجريمة؟

بعض الأعمال تستغل تدهور الحياة المعيشية والأزمات الاقتصادية وتقدم للشباب طرقاً عبقرية لدخول عالم الجريمة والبلطجة، وهذه كارثة بكل المقاييس، فيلعبون على ثغرات ويكشفون نقاطاً مهمة من الممكن أن يتأثر الشباب بها، وعلى سبيل المثال، هناك بعض الأعمال تهتم بالرقص والأغنيات الشبابية الجديدة ونسمعها في الشوارع والسيارات، وهذه صناعة تلك الأفلام، وما خفي كان أعظم.


*لكنك تراهن على أن عودة الاقتصاد المصري سيغير تلك النظرة ويوجه الإنتاج السينمائي لما هو أفضل، فكيف يكون ذلك؟

عندما نتمكن من استعادة التوازن الاقتصادي ستعود الأمور لأفضل مما كانت عليه، وستكون هناك شركات إنتاج منافسة للشركات لبعض الموجودة والتي تقدم مثل هذه الأعمال، وبالتالي ستنتصر الأعمال القيمة والمحترمة والتي تقدم أفكاراً وقضايا تفيد المجتمع والجمهور، وهو ما ننتظره ونتمناه وهو ما أراهن عليه.


*وهل اختفاؤك في الفترة الماضية كان نتيجة إحباط من الظروف والأزمات التي عانى منها الفن؟

لم أختف بشكل كبير، ولكن الأزمات الاقتصادية التي مرت بها مصر، سهلت على البعض أن يقدموا أعمالهم التي أعتبرها دون المستوى، ولن تفيد أحدا، بل من الممكن أن تأخذنا إلى مستقبل مظلم، وهذا لن يحدث، إن شاء الله، لأن مثل هذه الأعمال لن تستمر ويختفي قريباً جدًا.

المساهمون