المالكي يحذر من حرب أهلية بعد الانتخابات العراقية

المالكي يحذر من حرب أهلية بعد الانتخابات العراقية

09 مايو 2018
المالكي واثق من حصد تحالفه الأغلبية بالانتخابات (تشيب سوموديفيلا/Getty)
+ الخط -
قبل ثلاثة أيام من موعد الانتخابات البرلمانية، المقررة السبت المقبل، أطلق نائب الرئيس العراقي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، تصريحات يحذر فيها من احتمال اندلاع حرب أهلية بعد الانتخابات، عارضاً جملة من المسببات المحتملة.

وقال المالكي، لقناة عراقية محلية، اليوم الأربعاء، إنّ "الحرب الأهلية قد تندلع بعد الانتخابات، إذا لم تكن العملية الانتخابية عادلة"، مطالباً بضمانات لعدم حدوث أي تلاعب.

كما حذر من أنّ إجراء أي إحصاء سكاني في العراق، "قد يتسبب هو الآخر باندلاع حرب أهلية" وسط التعدد الطائفي والعرقي، معتبراً أنّ "نتائج هذا الإحصاء إذا لم تكن مرضية لبعض الجهات التي ستطعن بها، قد تؤدي إلى اندلاع حرب".

ورأى أنّ "تجارب الأمم أثبتت أنّ الحروب الأهلية تأتي بعد الانتخابات"، بحسب رأيه، مضيفاً "أهدّد نفسي وأهدد الجميع بأن لا تتلاعبوا بالانتخابات كي لا تحدث حرب أهلية".

وأعرب المالكي عن ثقته بفوز تحالفه "ائتلاف دولة القانون"، في الانتخابات العراقية، وقال إنّ التحالف "مزهو بالنصر وهو قاب قوسين أو أدنى من حصد الأغلبية السياسية الوطنية".

لكنّه استدرك قائلاً "لن أستبق الأحداث لأقول من معنا ومن ضدنا"، معتبراً أنّ مشاركة "حزب الدعوة" الحاكم بقائمتين في الانتخابات، (واحدة بقيادته والأخرى بقيادة رئيس الحكومة حيدر العبادي)، "يمثل تدبيراً انتخابياً، لكن هذا لا يعني تحديد اسم رئيس الوزراء المقبل".

وذكر أنّ "السنوات الـ15 الماضية كانت كافية لنهوض العراق، لو كانت هناك حكومة حازمة وقوية"، معتبراً أنّ "الموصل سقطت عام 2014 بيد داعش، نتيجة لمؤامرة دولية".

وكان المالكي قد أطلق تصريحات مماثلة قبيل دخول تنظيم "داعش" الإرهابي إلى مدينة الموصل، شمالي العراق، ومناطق أخرى منتصف عام 2014.

وقال في آواخر عام 2013، إنّ "ما يحصل في سورية هو حرب أهلية يخطط لها أن تنتقل إلى العراق"، معتبراً أنّ العراق "يتعرّض لمؤامرة كبيرة تستهدف خلق الفتنة الطائفية".


في المقابل، قال عضو "تحالف القوى الوطنية" محمد المشهداني، اليوم الأربعاء، إنّ "العراقيين اعتادوا تصريحات المالكي التي غالباً ما كانت تنذر بالحرب وتحذر من المؤامرة"، واصفاً، لـ"العربي الجديد"، تصريحات المالكي الجديدة بأنّها "أخطر بكثير من سابقاتها".

وأضاف أنّ "حديث مسؤول عراقي بحجم المالكي عن حرب أهلية، يحمل في طياته كثيراً من المخاطر، ولا سيما أنّ المالكي مرتبط بفصائل مسلحة تعمل ضمن الحشد الشعبي، فضلاً عن تلقي قائمتها دعماً من إيران".

ونبّه المشهداني إلى أنّ "الأخطر من ذلك، أنّ حقبة حكم المالكي (2006 - 2014) شهدت أعواماً من الاقتتال الطائفي بين الشيعة والسنة"، موضحاً أنّ "حرب رئيس الوزراء السابق قد تكون، هذه المرة، ضد كل من لا يؤيد مشروعه لتشكيل حكومة أغلبية سياسية".



بدوره، رأى عضو البرلمان العراقي صادق اللبان، أنّ تشكيل حكومة أغلبية في العراق "هو أمنية لا يمكن أن تتحقق في الوقت الحاضر"، مشيراً، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "قراءة الخارطة السياسية المقبلة غير واضحة، وهذا الأمر سيتحدد وفقاً لنتائج الانتخابات".

وكان المالكي قد طرح، في وقت سابق، مشروع الأغلبية الذي اعتُبر من قبل أطراف سياسية أنّه "محاولة لإقصاء السنة والأكراد عن الحكم".