المالكي بجنيف لحثّ الصليب الأحمر على إنقاذ حياة الأسرى

المالكي بجنيف لحثّ الصليب الأحمر على إنقاذ حياة الأسرى

02 مايو 2017
التدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى (Getty/الأناضول)
+ الخط -
قررت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، تكليف رياض المالكي، وزير الشؤون الخارجية، بالسفر فوراً إلى جنيف، للقاء رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي، لحث المنظمة على الاطلاع بمسؤولياتها والتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين، وإلزام إسرائيل بالاستجابة لمطالبهم العادلة، وبالمواثيق والمعاهدات الدولية تجاههم. لافتة إلى أن ذلك يأتي في إطار جهود القيادة والحكومة الفلسطينية، وبتعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويواصل نحو 1800 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي إضراباً مفتوحاً عن الطعام، منذ أكثر من أسبوعين، من أجل تحقيق مطالب حياتية تتعلق بحياتهم المعيشية داخل سجون الاحتلال، في ظل تصاعد الفعاليات التضامنية معهم.

وطالبت الحكومة الفلسطينية، في بيان لها أعقب جلستها الأسبوعية في مدينة رام الله اليوم، برئاسة رامي الحمد الله، العالم أجمع، بالانتصار للمدافعين عن الحرية، وإجبار إسرائيل على الاستجابة لمطالب الأسرى الإنسانية العادلة، وإطلاق سراحهم جميعاً من دون استثناء.

إلى ذلك، حيّت حكومة فلسطين كافة الفعاليات والأنشطة والتحركات الجماهيرية الواسعة المساندة للأسرى التي تشهدها محافظات الوطن، والتي تثبت للعالم أجمع، وبشكل دائم، أن قضية الأسرى هي قضية كل فلسطيني وكل مؤمن بالحرية والعدالة في العالم. موجهة التحية لحملات التضامن مع الأسرى التي تقام في كل أنحاء المعمورة، ومحملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الأبطال، وعن كل ما يمكن أن يمسّ أوضاعهم بكافة الأشكال.



وفي السياق، حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، في تصريح له خلال اجتماع الحكومة الفلسطينية اليوم، حكومة إسرائيل، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، ودعا المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية وكل أحرار العالم، إلى التدخل العاجل الذي لا يحتمل التأخير، لإنقاذ حياة الأسرى والانتصار لحريتهم وكرامتهم وحقوقهم العادلة.

وقال الحمد الله: "لن نتخلى عنكم أسرانا الأبطال، ولن يخذلكم شعبنا العظيم، فأنتم تستحقون وفاء شعبكم، وصوتكم الأعلى وصل إلى العالم بأسره، بهمّتكم وبهمّة شعبكم وقيادتكم. وقد فشلت حكومة إسرائيل في طمس صوت جوعكم، وهدير مجدكم، وعزة شموخكم، وشمس حريتكم الساطعة، رغم ظلام السجن، وجدران الزنازين. لن نتراجع وسنبقى على العهد معكم حكومةً وشعباً، بقيادة الأخ الرئيس القائد أبو مازن، رئيس دولة فلسطين، حتى تحقيق مطالبكم العادلة، فلا خيار غير الكرامة والانتصار، والمجد للشهداء، والحرية لكم، والنصر لفلسطين".

 وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن الأسرى الأبطال في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي يمثلون اليوم رمزاً عالمياً للكفاح والنضال في سبيل حرية الإنسان وكرامته. واستهجن حالة الصمت الدولي من قبل المظلة الدولية والهيئات واللجان ذات الصلة والاختصاص، تجاه الانتهاك الصارخ للقانون الدولي والإنساني، وتجاه الجرائم والممارسات العنصرية التي تقترفها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين الأبطال.

وأكد الحمد الله أن غرور سلطات الاحتلال وتعنّتها تجاه المطالب الأساسية للأسرى، نابعان من صمت ومحاباة المجتمع الدولي تجاه إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه إسرائيل، متسائلاً عن مهمة ومسؤولية مختلف الهيئات الحقوقية والإنسانية والطبية الدولية التي تقف عاجزة عن كبح ممارسات إسرائيل وجرائمها وإجراءاتها وقوانينها العنصرية، وتقف مشلولة أمام محاسبتها عن جرائمها البشعة وانتهاكاتها الصارخة.

وفي السياق، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، اليوم، بأشد العبارات، سياسة التجاهل والتسويف والاستفراد، وعمليات القمع والعزل، ونشر الأخبار الكاذبة، وفرض العقوبات الجماعية، التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الأسرى المضربين عن الطعام، في محاولة يائسة لكسر صمودهم ووحدتهم وتمسّكهم بمطالبهم الإنسانية العادلة.


واعتبرت الوزارة هذه السياسة القديمة الجديدة امتدادا لإيديولوجيا ظلامية يحكم بها اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل، تقوم على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني، وممارسة أبشع أشكال العنصرية بحقه، وهي الإيديولوجيا ذاتها التي دفعت عصابة من المستوطنين الإرهابيين إلى تنظيم حفل شواء على باب سجن عوفر، في تجسيد وقح لغياب الإنسانية، وانعدام الأخلاق، وإمعان في التحريض على الفلسطينيين والاستهتار بحياتهم، في انعكاس واضح لسياسة الكراهية والعنصرية، والتحدي المطلق للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، وللشرائع السماوية نفسها".

وقالت خارجية فلسطين إنها "تواصل استنفار الدبلوماسية الفلسطينية بجميع أشكال العمل الدبلوماسي، من أجل فضح الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى عامة، والمضربين عن الطعام خاصة، وأن الوزارة والسفارات وبعثات فلسطين لدى الأمم المتحدة وهيئاتها المختصة، تواصل العمل الدؤوب لحشد الدعم والإسناد الدولي لمطالب الأسرى، ولتجنيد أوسع ضغط دولي على حكومة الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى العادلة،  وقبل فوات الأوان.