الكوريتان: مناورات حربيّة تعقب نداء طي الانقسام

الكوريتان: مناورات حربيّة تعقب نداء طي الانقسام

18 اغسطس 2014
تظاهرات تندد بالمناورات العسكرية بسيول (جونغ يون جي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
لم يكد البابا فرانسيس، يُنهي صلاته من أجل السلام والمصالحة في شبه الجزيرة الكورية في ختام زيارته لسيول، حتى انطلقت صفارة البداية للمناورات الحربية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، رغم معارضة الجارة الشمالية وتهديدها بردّ قاس.

وترأس البابا فرانسيس قداساً في سيول على نية المصالحة بين الكوريتين، وذلك في اليوم الأخير من زيارته إلى كوريا الجنوبية، والتي استمرت خمسة أيام. ودعا خلالها الكوريتين إلى الاعتراف بأنهما "عائلة واحدة وشعب واحد"، وإلى تبادل "الغفران" لطي صفحة انقسامها المستمر منذ أكثر من 60 عاماً.

وأضاف أن "الغفران هو الباب الذي يؤدي إلى المصالحة"، على الرغم من أنه قد يبدو "مستحيلاً وغير عملي وفي بعض الأحيان منفراً"، مؤكّداً أنه "لهذا السبب نحن نصلي من أجل أن تولد فرص جديدة للحوار واللقاء وتجاوز الاختلافات".

وتزامنت صلاة البابا مع انطلاق المناورات الحربية بين واشنطن وسيول. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنّ "المناورات السنوية التي يطلق عليها اسم "حارس الحرية أولشي" انطلقت صباح الإثنين وتستمر حتى 29 أغسطس/آب".

وعلى الرغم من أنّ هذه التدريبات تجري بشكل كبير على أجهزة الكمبيوتر، غير أنّ عشرات آلاف الجنود الكوريين الجنوبيين والأميركيين يشاركون فيها، وهي تهدف إلى اختبار استعدادات سيول لمواجهة أي غزو من بيونغ يانغ.

وبحسب وزارة الدفاع في سيول، فإنّ هذه التدريبات ستتضمن للمرّة الأولى محاكاة لكيفية التصدي لخطر تعرض البلاد لهجوم نووي، وذلك عبر تطبيق استراتيجية ردع وضعت "خصيصاً" لكوريا الجنوبية خلال محادثات الدفاع السنوية المشتركة بين واشنطن وسيول والتي جرت العام الماضي.

وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، قد نشرت السبت، بياناً للجيش يتهم فيه كلاً من واشنطن وسيول بالتخطيط لتمارين "خطيرة" استعداداً لحرب نووية.

وقال الجيش الكوري الشمالي في بيانه "نعلن مرّة أخرى أننا سنوجه بشدة أقوى ضربة انتقامية في أي وقت نختاره". ولكن سيول حذّرت بيونغ يانغ من مغبة الإقدام على أيّ "استفزاز".
تصريحات الشمال استدعت ردّاً من الجنوب، حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الكورية الجنوبية أن "جنودنا مستعدون لتحويل معاقل العدوان إلى بحر من النار والرماد، وجنودنا سيردّون بقوة على أيّ استفزازات من كوريا الشمالية".