الكاميرات تُحاصر القدس المحتلّة

الكاميرات تُحاصر القدس المحتلّة

16 ابريل 2014
الكاميرات توثق كل شيء تصوير محمد القزاز
+ الخط -

تُحاصرك عدسات الكاميرات في القدس القديمة. هي كثيرة، ترصد عفوية السكان حتى تجردهم منها. هناك كاميرات الاحتلال التي تراقب الأزقَّة والحارات ومداخل البيوت على مدار الساعة، وتلك الخاصة بالسياح، الذين يصرون على توثيق رحلاتهم. يُضاف إلى هؤلاء "هواة التصوير الفوتوغرافي"، الذين تحولوا إلى ظاهرة مؤخراً بعدما أصبحت الكاميرات الرقمية في متناول الجميع، ويُطلق عليهم أيضاً "أبطال الديجتال" أو "السائحون في مُدنهم".

يُبدي صاحب أحد المحال التجارية في سوق خان الزيت انزعاجه من كثرة الكاميرات. يقول: "الجميع يصوّرنا وينتهكون خصوصيتنا". أما أم محمد، التي تبيع النعنع والزعتر عند باب العامود (أحد الأبواب الرئيسة للقدس القديمة)، فتشير إلى أنها اضطرت إلى ضرب أحد السياح بزجاجة زيت زيتون، بعدما لجأ إلى تصويرها خلسة. هكذا انفجرت الزجاجة وتناثر الزيتون المكبوس بالخلّ ليتدخَّل أحد المارّة، ويزيل صور أم محمد عن كاميرا السائح.

من جهتهم، يسعى "أبطال الديجيتال" إلى نقل الحدث، كما يقولون، من دون أن يكون مرحباً بهم بين الناس. من حين إلى آخر، تظهر بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعيّة لتثير جدلاً واسعاً بين السكان. كان آخرها اشتباكٌ بين سيدة وجندي احتلال عند باب العامود. بدا المشهد أقرب إلى حلبة مصارعة؛ السيدة في مواجهة الجنديّ المُدجّج بالسلاح، تمسكه بقوة من بِزَّته العسكريّة وتدفعه إلى الخلف مسافة ثلاثة أمتار، يحيط بهما أكثر من عشرين مُصوِّراً.

أثارت هذه الصورة العالم الافتراضي، وخصوصاً أن "أبطال الديجيتال" لم يتدخلوا لإنقاذ السيدة. فردوا أن وظيفتهم تتمثل في"نقل الحدث". تراهم دائماً حاضرين في "ساحات المواجهة" حيث الحواجز العسكريّة الإسرائيليّة، والقدس القديمة وغيرها.

وتجدر الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من المصورين لا يعملون لصالح وكالات أنباء أو مواقع إخباريّة محددة، وخصوصاً أن الطلب على الصور أقل من العرض بكثير. لذلك يتخذ الهواة من مواقع التواصل الاجتماعية منبراً لصورهم وتعليقاتهم، التي كثيراً ما يستخدمها الاحتلال كدليل إدانة ضد الشباب المشاركين في تظاهرة أو اشتباكٍ ما. 

 

دلالات