الكاظمي يلتقي رئيس البرلمان الإيراني

الكاظمي يلتقي رئيس البرلمان الإيراني... وظريف يتحدث عن اتفاقيات "جيدة للغاية"

22 يوليو 2020
ظريف: زيارة الكاظمي لإيران تطور دبلوماسي هام (الأناضول)
+ الخط -

في اليوم الثاني لزيارته إلى إيران، التقى رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، ظهر اليوم الأربعاء، رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، محمد باقر قاليباف.

ووفق ما نشرته وكالة أنباء "خانه ملت" التابعة للبرلمان الإيراني عن اللقاء، فإنّ عناوين مباحثات الطرفين، لم تختلف عما دار بين الكاظمي والمسؤولين الإيرانيين، يوم أمس الثلاثاء، إذ تحدث الطرفان عن عمق العلاقات الإيرانية العراقية، ووصفاها بأنها "تاريخية"، فضلاً عن التعاون الاقتصادي وقضايا إقليمية.

وكبقية المسؤولين الإيرانيين، طرح قاليباف في اللقاء، موضوع اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي، أبومهدي المهندس، في يناير/ كانون الثاني الماضي، معتبراً أن الاغتيال "وصمة عار على جبين حكام البيت الأبيض".

 وقال قاليباف إنّ الولايات المتحدة من خلال هذه العملية "انتهكت الأجواء العراقية"، داعياً الكاظمي إلى "ضرورة متابعة هذا الملف الكبير بقوة".

من جهته، كشف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، للتلفزيون الإيراني، التوصل إلى "اتفاقيات جيدة للغاية" مع الحكومة العراقية، أثناء لقاءات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ونائبه إسحاق جهانغيري، من دون أن يكشف عن طبيعة هذه الاتفاقيات.

وأشار ظريف إلى لقاء الكاظمي مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، مساء أمس الثلاثاء، قائلاً إنّ تصريحاته "الواضحة الداعمة للحكومة والسيادة العراقية وحول سياسات الجمهورية الإسلامية تجاه العراق،كانت مفتاح الطريق لرئيس الوزراء العراقي"، معرباً عن أمله في أن يستفيد منها "لاستقرار حكومة قوية" في العراق.

وأكد ظريف أنّ زيارة الكاظمي لطهران "كانت تطوراً دبلوماسياً هاماً"، قائلاً إن بلاده لديها "علاقات جيدة جداً مع جيرانها باستثناء دولتين أو ثلاث"، من دون تسميتها، في إشارة غير مباشرة إلى السعودية والإمارات والبحرين.

وقال ظريف إنّ هذه الدول "اختارت طريقاً آخر وتأمل بتحرك دولة أخرى ضد إيران وأنها تراهن على الآخرين لتوفير أمنها".

وكان رئيس الوزراء العراقي، قد وصل، ظهر الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في أول زيارة خارجية له منذ تسلمه المنصب، في مايو/ أيار  الماضي، رافقه فيها وفد سياسي واقتصادي رفيع يتكون من وزراء الخارجية والنفط والكهرباء والمالية والدفاع والصحة ومستشاره للأمن القومي العراقي.

وأجرى الكاظمي مباحثات مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في "لقاء خاص"، قبل أن يلتقي مع المرشد الإيراني، علي خامنئي، وأمين المجلس الأمن الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، كما أجرى أعضاء وفد العراق لقاءات منفصلة مع نظرائهم الإيرانيين تناولت مجالات اختصاص أعمالهم. 

زيارة روسيا

وعرّج ظريف، خلال حديثه مع وسائل الإعلام على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، اليوم الأربعاء، على زيارته إلى روسيا، أمس الثلاثاء، قائلاً إنه أجرى مباحثات مكثفة مع المسؤولين الروس، استغرقت 4 ساعات ونصف الساعة.

وعن عناوين المباحثات، أشار ظريف إلى أنها تمحورت حول تطوير اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، المبرمة عام 2001 في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي. وقال إنّ هذه الاتفاقية "كانت لعشر سنوات وتم التوصل إليها في عهد حكومة الإصلاحات (حكومة خاتمي)، لكنها مُددت مرتين في كل خمس سنوات، وتنتهي بعد 8 أشهر، لكن في حال عدم معارضة أي من الطرفين، فإنها تتجدد تلقائياً".

وأضاف ظريف: "وجدنا أن الأفضل هو إعداد اتفاقية شاملة استراتيجية طويلة الأمد"، مشيرا إلى أن الاتفاقية بعد التوقيع عليها بين البلدين سترسل إلى البرلمان الإيراني للمصادقة عليها.

يُشار إلى أنّ الاتفاقية التي وقعت عليها موسكو وطهران خلال مارس/آذار 2001 كان لها محوران، هما الطاقة وبيع الأسلحة لإيران، حيث بناء عليها شاركت روسيا في بناء مفاعل "بوشهر" النووي، ووافقت على بيع أسلحة لإيران، بعد توقف دام لست سنوات آنذلك.

تقارير عربية
التحديثات الحية

كما أشار ظريف إلى أنه ناقش قضايا ثنائية أخرى ومسائل إقليمية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، لافتا إلى أنه تحدث لمدة ساعة عبر "هاتف آمن" من موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبلغا إياه رسالة نصية خاصة من الرئيس الإيراني، حسن روحاني.

وعن فحوى رسالة روحاني، تجنب ظريف الكشف عن تفاصيلها، لكنه قال إنها كانت مرتبطة "بالاتفاق النووي وقضايا ثانية" بين إيران وروسيا. وكان ظريف قد قال، أمس الثلاثاء، في تغريدة عبر "تويتر"، إن رسالة روحاني "كانت هامة". 

الاتفاقية مع الصين

وفيما تسعى إيران إلى تطوير اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع روسيا، تتفاوض مع الصين، لإبرام اتفاقية استراتيجية شاملة لربع قرن في مختلف المجالات، لاسيما المجال الاقتصادي.

وأثارت هذه الاتفاقية مع الصين ضجة في أوساط إيرانية بعد رواج أنباء عن تسليم إيران جزراً لبكين، وامتيازات هائلة أخرى، لكن وزير الخارجية الإيراني، نفى اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، صحة هذه الأنباء، مؤكداً أنه لن يتم تسليم شبر  واحد من الأراضي الإيرانية لأحد.

ونفى ظريف التوقيع على الاتفاقية مع الصين، قائلاً إن المباحثات بشأنها مستمرة و"لم تبدأ بعد المباحثات النهائية الحضورية بسبب كورونا"، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن الطرفين "قريبان جداً للاتفاق".

وتوقع الوزير الإيراني إكمال الاتفاقية والتوقيع عليها بعد أشهر، مضيفا أنه "لا يوجد ما هو مستور وسيعلن عن كل شيء للرأي العام".

وتشير تقارير إعلامية غربية إلى أن برنامج التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين يتضمن استثمارات صينية هائلة في إيران، تقدر قيمتها بـ400 مليار دولار على مدى 25 عاما، منها 280 مليار دولار حجم الاستثمارات المتوقعة في قطاعي الغاز والنفط الإيرانيين، و120 مليار دولار في شبكة الطرقات والمطارات والسكك الحديدية. ​