الكاظمي من البصرة: لا مكان للخائفين بالأجهزة الأمنية

الكاظمي من البصرة: لا مكان للخائفين بالأجهزة الأمنية

23 اغسطس 2020
الكاظمي ترأس اجتماعاً أمنياً رفيعاً (Getty)
+ الخط -

أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اجتماعاً أمنياً رفيعاً في مقر قيادة الجيش بمدينة البصرة جنوبي البلاد، بمشاركة وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني وقائدي الشرطة ومكافحة الإرهاب في المحافظة، فضلاً عن زعيم "الحشد الشعبي"، بحث مواجهة الانفلات الأمني وسلسلة عمليات الاغتيال التي استهدفت الناشطين.

وكان الكاظمي قد وصل إلى البصرة قادماً من بغداد بعد ساعات قليلة من إنهاء زيارته لواشنطن وعودته للعراق، إثر التوتر الأمني الذي دخلته المدينة عقب حوادث الاغتيال وتجدد التظاهرات.

وزار الكاظمي منزل عائلة الناشطة المدنية ريهام يعقوب وقدم التعازي لذويها، وعقد اجتماعاً بحضور وزير الدفاع جمعة عناد، والداخلية عثمان الغانمي، والأمن الوطني عبد الغني الأسدي، وقادة أمن آخرين إضافة إلى زعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض، ومحافظ البصرة أسعد العيداني.

وعلى هامش الاجتماع قال الكاظمي إنه "لم يعد هناك مكان للخائفين من القوات الأمنية"، في إشارة واضحة منه إلى معادلة المليشيات ومنافستها قوات الأمن بالبصرة.

وأضاف أن "وجودنا في البصرة لأمر استثنائي، فالبصرة مهمة لدينا، ولا نقبل بالإخفاقات في حماية أمنها، وجماعات خارجة على القانون تحاول منذ فترة ترهيب أهل البصرة، وهي تشكل تهديداً لهم ولجميع العراقيين. مخاطباً قادة الأمن بالمحافظة: يجب أن تعملوا بكل الإمكانات لتوفير الأمن لأهالي البصرة، وهناك مجرمون يرتكبون عمليات اغتيال، لكن لم نرَ عملاً يوازي خطورة هذه الجريمة.

وشدد الكاظمي على أهمية "استعادة ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية"، مضيفاً "جئت مباشرة من السفر ومعي الوزراء الأمنيون ورؤساء الأجهزة الأمنية لدعم القوات الأمنية ورفع الروح المعنوية، والعمل من أجل استتباب الأمن في المحافظة".

ونوه إلى أن "الإخفاقات التي حصلت يجب تلافيها، وعمليات الاغتيال الأخيرة تشكل خرقاً لا نقبل التهاون إزاءه".

وبين أنه "لا مكان للخائفين داخل الأجهزة الأمنية، ولا مجال للخوف لمن يعمل من أجل العراق"، مؤكداً أن "من يخطئ ومن يخفق لن يبقى في مكانه، وستتم محاسبته وفق القوانين الانضباطية.

كما شدد على أنه "لا يقبل بأي قائد يخفق بعمله، وما حدث في البصرة يجب أن يكون درساً وعبرة"، داعياً القوات الأمنية، إلى "الكشف عن المجرمين بأسرع وقت". كما أكّد رفضه "أي شكل من أشكال التدخلات السياسية في العمل الأمني".

وعلم "العربي الجديد"، أن رئيس الوزراء أصدر جملة قرارات عاجلة تتعلق بالبصرة خلال الاجتماع الأمني، من بينها تنفيذ مذكرات قبض بحق مشتبه بهم في تهديد ناشطين أو استهدافهم، وأوكل المهمة لوزارة الداخلية الاتحادية في بغداد، لمتابعة الملف وتنفيذ أوامر القبض خلال 24 ساعة من تاريخ الاجتماع.

وقالت مصادر في ديوان محافظة البصرة لـ "العربي الجديد"، إن القرارات تضمنت توصية بنقل الضباط الذين وقعت حوادث أمنية في مناطق مسؤوليتهم، وتعزيز قوات الجيش والشرطة في المحافظة، ومنحها صلاحيات واسعة". ووفقاً للمصادر ذاتها؛ فإن الكاظمي "سيتولى مسؤولية متابعة التحقيق في جريمة اغتيال الناشطين".

وعلى صعيد متصل، أطلق ناشطون في البصرة بالتزامن مع زيارة الكاظمي وسماً دعوا فيه إلى إقالة المحافظ أسعد العيداني، متهمين إياه بمحاباة المليشيات المتهم الأول بالوقوف وراء عمليات الاغتيال.

وقال علي ثاني "كعراقي بصري تهجرت وعانيت ولم أتردد لحظة في مساندة مدينتي التي دمرتها أجندات الجار العار، حتى أسميتها ألماً مدينة الموت المليشياوية وكأنني أنا من أُذبح من الشريان للشريان، لهذا أُطالب بما طالب به الشهداء، إقالة المحافظ أسعد العيداني، ومحاكمته، يكفي إسالة لدم البصرة".