الفيروس: يوميات الكاونتر سترايك

الفيروس: يوميات الكاونتر سترايك

24 فبراير 2015
كانت لعبتي الإلكترونيّة الأولى (Getty)
+ الخط -
الإرهابيون يحتجزون رهائن ويحملون رشاشات من الطراز الشرقي "كلاشنيكوف" وزيّ الغيريلا أي الثوري الحربيّ. وفي الفريق الآخر، الفرقة العسكرية المتطورة التي تلتحف السواد على أجساد شخصياتها الوهمية. أسلحة هذا الفريق دائماً تكون بين الأميركية والنمساوية (M16، Sniper).

مشهدٌ يشبه أرشيف تلفزيون الجزيرة من حروبٍ عالمية في القرن الواحد والعشرين، عصر الإرهاب والحلم الأميركي بتحرير كل بقاع الأرض من الحرب، باسم الديمقراطية. "مقهى الإنترنت، وهو المكان الوحيد الذي يتأسس فيه الطفل المثالي للألفية الثانية. تسمية هذه الأمكنة يأتي من الغرب والمقولة الأميركية الأصلية، "Web Coffee Shop"". هكذا قال لي صديقي الأميركي عن علاقة الأجيال بالكمبيوتر.

المقهى الذي كنّا نقصده من أجل احتساء القهوة ومشاركة الأصدقاء بالأحاديث، فقد قيمته، ليصبح رصيفاً مزروعاً بطاولات، شاشات، والإنترنت يحيط المكان. نخسر يومياً قيمة الكلام. ننسى أنّ لألسنتنا تقنية فريدة. كانت طفولتي محاطة بالمدخنين وصولاً إلى أول مقهى انترنت وألعاب فيديو كنت أقصده. "الفيروس"، مملكة إلكترونية في شارع الحمرا في بيروت، مكوّنة من 50 شاشة كومبيوتر، أربعون منها كانت تستعمل من قبل القاصرين ليلعبوا، والشاشات العشر المتبقية كانت تستعمل للإنترنت فقط.

الكاونتر سترايك، كانت لعبتي الالكترونيّة الأولى، وتبقى الأفضل. ليس حبّاً بالقتل، لكن من تربّى في دولةٍ لا تعرف السلم، لن يكترث إن قَتل صديقه الذي يلعب ضده وهميّاً. المعركة تبدأ، وتبدأ حفلات السباب بالتوسع في الفيروس. أحياناً ننسى أنّ للأسرى الوهميين في اللعبة وجوداً. فالتوتر دائماً هو المُخرب الأساسي لمبادئ كل لعبة فيديو. ويصبح هدف كل فريق أن يقتل كل أعضاء الفريق الآخر.

في العام 2003، انخفضت يدي لتناول الشيبس وعادت إلى فمي بسيجارةٍ ككل روّاد مقاهي الإنترنت الذين يتطورون من براءة الحلويات واللعب المؤقت إلى مدخنين لا زالوا يمارسون العادة ذاتها. يقتلون الفريق الآخر، يدخنون السجائر، ويشتمون بعضهم بعضاً.

إقرأ أيضاً: العراقيون مصدومون مما يتصفحه أطفالهم

دلالات

المساهمون