الغزّيون يواجهون العدوان بمعنويات مرتفعة

الغزّيون يواجهون العدوان بمعنويات مرتفعة

10 يوليو 2014
خلال تشييع أحد الشهداء (أشرف عمرة/الأناضول/Getty)
+ الخط -

تنتفض شوارع وأزقة قطاع غزة، من شمالها إلى جنوبها، فرحاً، عند سماع الصوت العالي، الذي يصدره الصاروخ الفلسطيني، لحظة الانطلاق نحو الأراضي المحتلة. مشهد يتكرر منذ بدء العدوان على القطاع، وتعلو أصوات التكبير والتهليل والأيادي بالدعاء للمقاومين.

وعلى الرغم من شراسة القصف والعدوان، يسعى أهالي القطاع إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي إلى حد ما. يتحدى البعض استهداف منازل المدنيين الآمنة على نحو مباشَر، واستشهاد العشرات منهم، ويخرجون ليبحث كلٌّ عمّـا يسد به رمق أطفاله، بينما يخرج آخرون لتفقد جيرانهم وأقاربهم، الذين تعرضوا للعدوان.

وعلى ناصية أحد شوارع منطقة تل الهوا في غزة، يجلس عدد من الفلسطينيين يراقبون الأحداث وإلى جوارهم أطفالهم، إذ يبدو المشهد وكأنه يرسخ حالة الصمود الشعبي الفلسطيني، أمام جبروت الآلة العسكرية الإسرائيلية، وتحت أزيز طائرات الاستطلاع، والطائرات الحربية، بمختلف أنواعها.

ويقول المواطن، اسماعيل إخزيق، لـ"العربي الجديد":"يظن الكيان الإسرائيلي أننا شعب يخاف، وأننا مرعوبون من قصفه المتواصل، وتخبـّطه في قصف بيوت المدنيين، لكنّ هذا غير صحيح، فنحن نصفق ونطلق الصفارات والتكبيرات حين نسمع إطلاق صاروخ من صواريخ المقاومة محلية الصنع".

ويوضح: "ابنتي الصغيرة، أماني، التي تبلغ تسع سنوات، باتت تفرق بين أنواع الصواريخ، وتعرف أن هذا الصاروخ هو للمقاومة، وأن الآخر هو نتيجة قصف إسرائيلي". ويضيف: "يعكس ذلك حالة الصمود، التي نحياها. نتمنى كل التوفيق للأذرع الفلسطينية المسلحة في الدفاع عن شرف فلسطين، وشرف الأمة العربية والإسلامية".

من جهته، يقول المواطن، هيثم الحساينة، لـ"العربي الجديد": "منذ عشرات السنين وشعبنا الفلسطيني صامد في وجه الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول طمس هويته بمختلف الأشكال والممارسات الإجرامية. ويرجع هذا السر إلى التفاف الشعب الفلسطيني الثائر حول المقاومة واحتضانها".

ويتابع الحساينة، وقد ظهرت علامات الرضا على ملامحه من أداء المقاومة الفلسطينية:"فاجأتنا المقاومة بالعديد من أشكالها النضالية الجديدة، خرجت للعدو من البحر، ومن تحت أقدامه، وأتمنى لها التوفيق، لأنها حصن الفلسطيني، والحائط الأخير في الدفاع عن الكرامة العربية".

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي تهديداته ضد الفلسطينيين، فقد قام في الساعات الأخيرة بتوسيع تلك التهديدات لتطال مناطق حدودية، يخشى أن يُطلبَ من ساكنيها إخلاؤها مقدمة لعملية عسكرية برية، لكن المفاجئ أن من يتلقون التهديدات لم يخرجوا من بيوتهم.

وطالت تهديدات الإخلاء الجماعية مناطق في شمال وشرق وجنوب قطاع غزة، ولا سيما تلك القريبة من الحدود مع الاحتلال ومصر.

ومن مدينة رفح الملاصقة للحدود مع مصر، قالت أم مصطفى عوض، لـ"العربي الجديد"، إنهم تلقوا رسالة صوتية من جيش الاحتلال عبر الهاتف، تقول "يجب على سكان رفح مغادرة الشابورة وتل السلطان إلى الناحية الجنوبية فوراً".

وتضيف: "تعاملنا مع المكالمة المسجلة بسخرية، ولم نقم بترك البيت، ولا سيما أن العديد من الأهالي، الذين تم تهديدهم، لم يغادروا بيوتهم. والمفارقة هنا أن الاحتلال يقصف العديد من البيوت على رؤوس ساكنيها من دون أي تحذير، ويقوم ببث هذه الرسائل والاسطوانات لبث الرعب في صفوف الفلسطينيين".

وفي شمالي القطاع، يوضح المواطن، جميل المجدلاوي أن "جيش الاحتلال يقوم بالاتصال بسكان شمال غزة مطالباً إيّاهم بضرورة إخلاء المنازل، والتوجه إلى غزة وقلب المدينة، وعدم سلك شارع صلاح الدين وشارع البحر، لأن الشارعين مستهدفان ويُمنع التحرك فيهما".

وفي السياق نفسه، يشير المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، إياد البزم، إلى أن "الرسائل الصوتية تأتي لإرهاب الفلسطينيين، وبث الذعر، وإضعاف الجبهة الداخلية في ظل فشل العدو".
ويوضح أن "الاحتلال يقوم باستنساخ أرقام جوالات بعض المواطنين، والاتصال من خلالها بمواطنين آخرين، ويطالبهم بإخلاء منازلهم بهدف خلق البلبلة بين المواطنين في إطار الحرب النفسية التي يشنها".

ويدعو البزم "الفلسطينيين إلى عدم التعاطي مع كل هذه الرسائل الصوتية والاتصالات المشبوهة".