الغرب يواصل "معاقبة" روسيا... ولقاء محتمل بين لافروف وكيري

الغرب يواصل "معاقبة" روسيا... ولقاء محتمل بين لافروف وكيري

22 مارس 2014
من مظاهرات اليوم في دونيتسك (Getty)
+ الخط -

تواصل روسيا ابداء استغرابها من العقوبات الغربيّة التي يتوالي فرضها تباعاً على مسؤولين كبار في موسكو، في وقت تعمل سلطات القرم على ترجمة انفصالها عن أوكرانيا دستورياً، يأتي ذلك على وقع مواجهات عسكريّة طفيفة بين جنود أوكرانيين والقوّات الروسيّة التي دخلت شبه الجزيرة، بالتزامن مع مطالبات جديدة بالانضمام إلى روسيا في إقليم دونتيسك شرقي البلاد، وسط أنباء عن لقاء جديد يجمع وزير خارجية روسيا مع نظيره الأميركي.

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولين روس، تمّثل "انفصالاً عن الواقع". وقال المتحدث باسم الوزارة، في بيان نشر على موقع الوزارة على الانترنت، "من المؤسف أن يتخذ المجلس الأوروبي قراراً منفصلاً عن الواقع".

وفي بيان آخر، قالت الوزارة، إن موسكو تأمل أن يساعد قرار إرسال بعثة مراقبة تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا، في حل ما وصفها البيان "بأزمة داخلية أوكرانية".

من جهتهم، اعتبر مسؤولون أميركيون كبار، أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا، الأسبوع الماضي، أعدت بعناية في محاولة لاستهداف الدائرة المقربة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وذلك دون استفزاز موسكو ودفعها للانتقام من شركات أميركية. وقال مسؤول كبير، طلب عدم نشر اسمه، إن المخاوف من احتمال حدوث رد انتقامي من جانب روسيا "ساهمت في بلورة المناقشات الخاصة بالعقوبات المناسبة"، داخل البيت الأبيض و"ثمة إدراك بأنه حتى العقوبات الموجهة قد يكون لها تأثير واسع".

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت، على مراحل، حزمة عقوبات على روسيا، أدت إلى خسائر حادة في البورصة الروسية. وقالت وزارة المالية الروسية إنها قد تضطر لإلغاء خطة الاقتراض من الخارج للعام الحالي.

وفي سياق متصل، أُعلن، اليوم السبت، عن لقاء جديد سيجمع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بنظيره الأميركي، جون كيري. وقال مصدر دبلوماسي روسي إنه من المقرر أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين في لاهاي، حيث يرأس لافروف الوفد الروسي الى مؤتمر حول الأمن النووي المنعقد ما بين 24 و25 مارس /آذار الجاري. وقال المصدر في حديث لوكالة "إيتار- تاس" "يُخطط لعقد هذا اللقاء". وكانت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية، جين بساكي، قد أشارت، في تصريحات للصحفيين يوم أمس الجمعة، إلى هذا اللقاء، ولكنها لم تذكر تاريخه.

في غضون ذلك، تابعت سلطات القرم العمل على الاجراءات الدستوريّة الخاصة بالانضمام إلى روسيا، وأشار رئيس برلمان شبه جزيرة القرم، فلاديمير كونستانتينوف، اليوم السبت، الى احتمال الانتهاء من صياغة الدستور، في غضون أسبوعين، ونقلت وكالة أنباء ايتار تاس الروسية عن كونستانتينوف قوله " نأمل أن ينتهي العمل بشأن صياغة دستور جمهورية القرم في غضون أسبوعين "، مضيفاً أن جميع الأحزاب الروسية الممثلة في مجلس النواب فى البرلمان الروسي "الدوما" ، ستكون ممثلة في برلمان شبه جزيرة القرم.

على صعيد آخر، قال مساعد قائد قاعدة جوية أوكرانية في بلبيك قرب سيفاستوبل، أوليج بودوفالوف، اليوم السبت، إن قوات روسية طوقت القاعدة في القرم ووجهت تحذيرا للقوات بالداخل مطالبة إياها بالاستسلام. وأضاف "القوات الروسية في قاعدتنا منحتنا ساعة للاستسلام وإلا ستبدأ في الاقتحام. لن نذهب إلى أي مكان لنرى ما هذا الاقتحام".

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن أقل من 2000 من أصل 18 ألف عسكري أوكراني في القرم، عبروا عن رغبتهم في العودة إلى أوكرانيا. وأضافت الوزارة أنه تم رفع العلم الروسي في 147 وحدة ومؤسسة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية المرابطة في أراضي شبه جزيرة القرم، وأشارت الى أن علم الأسطول الروسي رُفع على متن 54 من أصل 67 سفينة أوكرانية بما فيها 8 سفن عسكرية وغواصة "زابوروجي".

وفي جديد التحركات الشعبية في أوكرانيا، تظاهر أكثر من خمسة آلاف شخص من المؤيدين لروسيا، اليوم السبت، في مدينة دونيتسك، بشرق أوكرانيا، طلباً لإجراء استفتاء حول الانفصال عن البلاد والانضمام إلى روسيا.

تأتي التظاهرة في دونيتسك بعد أقل من أسبوع من موافقة منطقة القرم الأوكرانية على الانفصال في استفتاء تعتبره الدول الغربية غير شرعي. وبعد الاستفتاء، تدخلت روسيا لضم شبه جزيرة القرم رسميا.

وفي ضوء أن القرم باتت من الناحية الفعلية تحت سيطرة القوات الروسية، التي تحاصر القواعد العسكرية الأوكرانية في شبه الجزيرة الاستراتيجية بالبحر الأسود، تتزايد المخاوف من تطلع مناطق شرق أوكرانيا إلى اتخاذ خطوة مماثلة.

يذكر أن شرق أوكرانيا هو قلب قطاع الصناعات الثقيلة والتعدين ذي الأهمية الحيوية للاقتصاد الأوكراني، كما أنه قاعدة دعم فيكتور يانكوفيتش، الرئيس الأوكراني الذي فر إلى روسيا الشهر الماضي بعد خلعه في أعقاب ثلاثة أشهر من الاحتجاجات في العاصمة كييف.