العراق يكافح للحفاظ على أكبر مصفاة نفطية في بيجي

العراق يكافح للحفاظ على أكبر مصفاة نفطية في بيجي

19 يونيو 2014
أزمة وقود بعد إغلاق مصفاة بيجي(وكالة الاناضول/getty)
+ الخط -

لا تزال مصفاة بيجي النفطية التي تبعد 200 كيلومتر شمالي بغداد قرب مدينة تكريت محور اقتتال بين الجيش العراقي، وتنظيمات مسلحة تمكنت من السيطرة خلال الايام الماضية على مناطق واسعة في العراق، أبرزها محافظة الموصل، ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد.

وتحولت مصفاة بيجي الى ساحة اقتتال للسيطرة عليها، مما تسبب في أزمة نفطية في العديد من المناطق العراقية. 

وتم صباح اليوم، إجلاء 250 الى 300 موظف يعملون داخل المصفاة بعد ليلة عنيفة من المعارك، وفيما لا يزال الجيش العراقي يخوض معارك للسيطرة على المصفاة، يترقب رئيس الوزراء نوري المالكي رداً أمريكياً على مناشدته بشن ضربات جوية لدرء الخطر عن بغداد.

ضربات جوية

قدمت الحكومة العراقية طلباً، يوم الأربعاء، الى الولايات المتحدة لشن ضربات جوية بعد عامين ونصف من إنهاء القوات الأمريكية احتلالها العراق، لكن مؤشرات عديدة تشير الى أن واشنطن لا تزال مترددة في شأن مدى الفائدة المرجوة من ذلك، في ضوء احتمالات سقوط قتلى من المدنيين وعدم ترحيب دولي.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس: إن قيام الولايات المتحدة بشن ضربات جوية على المتشددين في العراق، يمكن أن يؤدي الى سقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين، وإن واشنطن لا تحبذ هذه الاستراتيجية.

وقال أردوغان، لدى سؤاله في أنقرة عن احتمال قيام الولايات المتحدة بضربات جوية: إن الولايات المتحدة بموقفها الحالي والتصريحات التي صدرت عنها لا تنظر الى الهجمات من هذا النوع نظرة إيجابية. مضيفاً: هناك عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بين الناس، من شأنه أن يؤدي الى سقوط عدد كبير من القتلى بين المدنيين.

وفي السياق عينه، أشار مصدر سعودي، إلى أن المملكة العربية السعودية، تعتبر أن الحوار السياسي بين العراقيين السبيل لمواجهة الاضطرابات في البلاد بدلاً من التدخل الخارجي، مشيراً الى أن قوى غربية عدة تتفق مع هذا الموقف.

وأضاف المصدر، أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا متفقون على أن الحوار والحل السياسي، السبيل للمضي قدماً في العراق.

بيجي ساحة قتال

تحولت المصفاة النفطية في بيجي على بعد 200 كيلومتر شمالي بغداد قرب تكريت، إلى ساحة قتال، فيما تصدى جنود موالون للحكومة للمسلحين الذين اقتحموا المصفاة قبل ذلك بيوم، مما شكل خطراً على إمدادات النفط الوطنية.
من جهته قال متحدث حكومي: إن القوات الحكومية العراقية، تمكنت ظهر اليوم، من السيطرة الكاملة على مصفاة بيجي، فيما أكد شاهد بأن القتال لا يزال دائراً في المنطقة.

وأغلق العاملون يوم الثلاثاء الماضي، المنشأة التي تنتج معظم الوقود الذي يحتاجه العراقيون في الشمال لوسائل النقل ولتوليد الكهرباء.

وتقدر طاقة مصفاة بيجي بأكثر من ربع قدرات البلاد في تصفية النفط، ويذهب إنتاجها كله للاستهلاك المحلي، في إنتاج البنزين والزيت والوقود للمحطات الأخرى، حيث تؤمن المصفاة يومياً 8.5 مليون لتر من البنزين، و7.5 مليون ليتر من الغاز، و6.5 مليون لتر من النفط الابيض، كما انخفض إنتاج مصفاة الدورة في محافظة بغداد بسبب توقف مصفاة بيجي، ليصبح إنتاجها 30 ألف لتر يومياً بدلاً من 110 آلاف لتر يومياً.

طلب على الغاز

وفي سياق متصل، قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز: إن الطلب الإضافي في العراق على الوقود التركي بسبب الهجوم على مصفاة بيجي من شأنه أن يزيد الضغط على طاقة التصدير المحدودة عبر الحدود بين البلدين.

وقال الوزير للصحافيين خلال زيارته موسكو: إن الطلب العراقي على المنتجات النفطية المكررة التركية قد يسبب اختناقاً عند المعبر الحدودي مع شمال العراق، وإن من غير الواضح ما إذا كان بوسع تركيا تلبية الطلب بالكامل.

وأضاف "هذه الزيادة في الطلب على المنتجات النفطية المكررة من شأنه أن يؤدي إلى تزايد النشاط عبر معبر خابور الحدودي".

وبعيداً عن الازمة في العراق، أعلن يلدز، إنه سيسعى لخفض السعر الذي تدفعه بلاده مقابل إمدادات الغاز الطبيعي اعتباراً من عام 2015 بموجب اتفاق مع روسيا.

 وقال يلدز: إن تركيا ستشتري ثلاثة مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب بلو ستريم بأسعار أقل من الاسعار الحالية. مضيفاً: تركيا ستشتري كميات إضافية من الغاز الطبيعي المسيّل من قطر في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني وفبراير/شباط.

المساهمون