العبادي يستنجد بواشنطن لوقف "تسونامي داعش"

العبادي يستنجد بواشنطن لوقف "تسونامي داعش"

08 أكتوبر 2014
أحكم "داعش"سيطرته على 80 في المائة من الرمادي(Getty)
+ الخط -

تعيش المناطق الشمالية والغربية، زلزالاً جديداً شبيها بما جرى عند سقوط الموصل في يونيو/حزيران الماضي، لحظة انفرط عقد جزء كبير من ألوية الجيش العراقي. وتمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" في اليومين الماضيين، من السيطرة على مدن حيوية جديدة بمحافظة الأنبار وسط تأكيدات عن انهيار الجيش وتكهنات بإكمال "داعش" سيطرته على الجزء الغربي من البلاد في غضون أيام قليلة، في ظل اتهامات سياسية للتحالف الدولي بالتسبب في خسارة الجيش معاركه بمحافظة الأنبار، فضلا عن عودة صورة التحشيد العسكري للجيش الأردني على الحدود مع العراق.

وسيطر تنظيم داعش على مدن هيت وكبيس والدولاب والحقلانية والمحمدي والزوية فيما أحكم سيطرته على نحو 80 في المائة من مدينة الرمادي عاصمة المحافظة التي تمثل وحدها ثلث مساحة العراق، بينما تمكن يوم الإثنين من السيطرة على بلدات السور والعلم والجبور والحشمة في صلاح الدين شمال العراق. وانسحبت قوات الجيش، المتمثلة بالفرقة الأولى والسابعة والعاشرة، إلى قواعد عسكرية في صحراء الأنبار وإلى بغداد بشكل غير منظم وسط خسائر كبيرة. وقال العميد الركن فاضل المعيني من الفرقة الأولى في الجيش، إن "داعش" سيطر على مدن جديدة في مناطق أعالي الفرات أقصى غرب العراق المحاذية لسورية والأردن، واحتل ثلاث قواعد عسكرية مهمة للجيش، وأخذ العشرات من الأسرى، وقتل مثلهم، فيما انسحب أفراد الجيش بشكل متفرق إلى مناطق أخرى في عمق الصحراء أو إلى بغداد.

وأوضح المعيني أن "الهجوم المفاجئ والسريع لداعش أفقد قدرة قطعات الجيش على التعامل معه أو احتوائه"، مؤكدا أن "محافظة الأنبار التي تمثل الجزء الغربي من العراق بـ 33 في المائة من مساحة العراق باتت غالبيتها في سيطرة التنظيم ولم يتبق سوى ثلاث قواعد عسكرية للجيش هي محاصرة بشكل كامل". ولفت إلى أن "تحشيدات أردنية عادت مجددا على طول الحدود مع العراق بسبب تلك التطورات وشوهدت مقاتلات ومروحيات أردنية تحلق فوق الشريط الحدودي بين البلدين".

بدوره، قال عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا إن "قوات الجيش انهارت بالكامل بفعل الإدارة السيئة لقائد الجيش الفريق رشيد فليح والجيش يسلم ما تبقى من مدن الأنبار الواحدة تلو الأخرى لداعش". وأضاف الملا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التحالف الدولي لم يفعل شيئاً، وداعش استولى على أسلحة خطيرة خلال هجماته التي نفذها في اليومين الماضيين". وشدد على أن المئات من مقاتلي التنظيم اندفعوا من سورية إلى العراق عبر الأنبار وأضافوا قوة لـ"داعش"، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون بسبب "الضغط الذي يتعرضون له في سورية من غارات التحالف الذي يبدو بالعراق أخف بكثير عليهم".

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حسن سلمان، لـ"العربي الجديد"، إن التحالف الدولي خذل الجنود العراقيين، ولم يقدم أي إسناد جوي لهم خلال هجوم داعش الشامل على مدن الأنبار وصلاح الدين، وهو ما أدى إلى خسارة الجنود العراقيين مواقعهم "لأنهم كانوا يعتمدون على التحالف ويتوقعون تدخله في أي لحظة وصار هناك تواكل أدى إلى تلك الخسارة".

أما العقيد غزوان احمد من شرطة محافظة صلاح الدين، فاعترف، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "داعش هاجم المحور الشمالي لسامراء ونجح في احتلال مناطق لا تبعد سوى 5 كيلومتر عن الضريح المقدس"، في إشارة إلى مرقد الإمامين العسكريين. ويوضح أحمد أن "داعش حقق تقدما كبيرا ولا مجال للحديث عن أي تعاون مع المواطنين بسبب نهج المليشيات التي ترافق الجيش وترتكب جرائم بطابع طائفي".

تطورات دفعت العبادي إلى عقد اجتماع طارئ مع قيادات الجيش لبحث تداعيات التطورات الأخيرة وسبل إيقاف هجمات داعش الجديدة، بحسب ما كشفه مسؤول في هيئة رئاسة أركان الجيش، انتهى بطلب العبادي "من الأميركيين التدخل بشكل عاجل ودعم الجيش". ونوّه المصدر العسكري إلى أن "الآلاف من عناصر المليشيات غادروا البصرة والنجف وكربلاء وجزء من بابل إلى مناطق القتال بناءً على التطورات الحالية أملا بإيقاف هجمات داعش".