الصين تهدد بالانسحاب من السندات الأميركية

الصين تهدد بالانسحاب من السندات الأميركية

24 مارس 2018
قلق في سوق المال الأميركي من الحرب التجارية (Getty)
+ الخط -






تتزايد الشكوك حول مستقبل النمو الاقتصادي العالمي واستمرار أسواق المال العالمية في الانتعاش، وسط التوتر القائم بين الصين والولايات المتحدة، والذي بدأ بالرسوم على الألمونيوم والصلب ووصل إلى قائمة رسوم على السلع الصينية تصل إلى 60 مليار دولار.

وفي آخر التطورات على رد فعل بكين، أشار السفير الصيني لدى الولايات المتحدة كيو تايانكاي، أن بلاده لا تستبعد خفض حيازتها من سندات الخزينة الأميركية التي تقدر بأكثر من 1.2 تريليون دولار. وفي رده على سؤال من وكالة بلومبيرغ مساء الجمعة، حول ما إذا كانت الصين سوف تخفض حيازتها من سندات الخزانة الأميركية، قال السفير تايانكاي "ننظر في كل الخيارات".

وكان رد بكين الأولي على الرسوم الأميركية رمزياً، إذ لم يتعدّ التهديد بفرض رسوم ثلاثة مليارات دولار على منتجات زراعية ولحوم ونبيذ. ولكن يبدو أن بكين سوف ترد بقوة على الرسوم الأميركية بما في ذلك خفض حيازتها من سندات الدين الأميركية. وهو ما ينذر باحتمال حدوث حرب تجارية، ويهدد أسواق المال ويقلق المستثمرين الذين هربوا بكثافة في تعاملات الأسبوع الماضي من سوق المال العالمية.

وشهدت سوق" وول ستريت" في ختام تعاملات الجمعة أسوأ أسبوع لها منذ أكثر من عامين، وسط الشكوك "الجيوسياسية" والاضطراب داخل الإدارة الأميركية، بعد التغيرات الأخيرة التي وضعت صقور اليمين المتطرف في مناصب رئيسية في الإدارة الأميركية. وتضاف هذه المخاوف إلى نذر الحرب التجارية التي يقرع طبولها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ينوي معاقبة جميع شركائه التجاريين والانقلاب الحادث في أسعار الفائدة المصرفية بعد نحو عقد كامل من الفائدة شبه الصفرية.

وسط هذه الظروف خسر مؤشر (إس آند بي)، أهم مؤشرات السوق الأميركية في ختام تعاملات الجمعة حوالى 2.1% من قيمته، كما خسر مؤشر "داو جونز" 351 نقطة. وأغلق مؤشر ناسداك المجمع منخفضاً 174.01 نقطة، أو حوالى 2.43% من قيمته إلى 6992.67 نقطة. وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي ليغلق منخفضاً 0.9% عند أدنى مستوى منذ فبراير/شباط 2017.
وفي أسواق السلع، هبطت يوم الجمعة أسعار المعادن الصناعية إلى أدنى مستوياتها في بضعة أشهر. وهبطت أسعار النحاس والألومنيوم والزنك في سوق لندن إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول، بينما تراجع النحاس في بورصة شنغهاي إلى مستويات لم يشهدها منذ منتصف 2017، لكنه قلص بعض خسائره قرب نهاية جلسة التداول في آسيا.

وأغلقت عقود النحاس القياسية في بورصة لندن للمعادن منخفضة 0.5% عند 6660 دولارا للطن، بعد أن هوت إلى أدنى مستوى منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول عند 6623.50 دولار.
ويتخوف المستثمرون من حدوث "انقلاب استثماري"، بعد فترة من النمو المتواصل في مؤشرات أسواق المال العالمية، خاصة مؤشر سوق "وول ستريت" التي كسبت نسباً فاقت 20% في المتوسط خلال العام الماضي، وعلى رأسها البورصة الأميركية. فهنالك شبه ذعر بين المستثمرين وسط ارتفاع "مؤشر المخاطر ـ فيكس".

وكان محلل بمصرف "جي بي مورغان" قد حذر الرئيس ترامب من تداعيات الحرب التجارية على مستقبله السياسي ومستقبل الحزب الجمهوري الذي ربما يخسر انتخابات الكونغرس المقبلة.

المساهمون