الشرطة اليونانية تطلق الغاز لتفريق مهاجرين محتجين في ليسبوس

الشرطة اليونانية تطلق الغاز لتفريق مهاجرين في ليسبوس... وغوتيريس يدعو لـ"تضامن أوروبي" بشأن اللاجئين

12 سبتمبر 2020
+ الخط -

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، السبت، دول الاتحاد الأوروبي إلى "التضامن" واستقبال اللاجئين من مخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية، والذي دمره حريق شرّد أكثر من 11 ألف شخص، موضحاً، في مقابلة تلفزيونية،"أنها مأساة هائلة، والحل الوحيد هو نقل اللاجئين إلى الأراضي القارية".

وأضاف غوتيريس: "هناك مبادرة فرنسية وألمانية، لكنني أعتقد أنه يجب الذهاب أبعد من ذلك"، معتبراً أنه "لا يمكننا مطالبة الدولة الواقعة على الحدود بإيجاد حل لكل شيء. يجب أن يكون هناك تقاسم للمسؤولية داخل الاتحاد الأوروبي بأسره".

وأدت حرائق اندلعت الثلاثاء والأربعاء، إلى تدمير مخيم موريا الذي يعيش فيه نحو 12700 شخص، أي أربعة أضعاف طاقته الاستيعابية، مشرّدة عائلات كثيرة، ونحو أربعة آلاف طفل. والجمعة، أعلنت برلين أن عشر دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي ستستقبل حوالى 400 من المهاجرين القصّر غير المرافَقين تم إجلاؤهم من الجزيرة بعد الحريق الهائل.

وذكر غوتيريس: "لقد عايشت أزمة اللاجئين السوريين عندما كنت مفوضاً للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (من 2005 وحتى 2015)، في الواقع، كانت الاستجابة الأوروبية فوضوية كلياً"، مشيراً إلى "عدم قدرة الدول الأوروبية على تحديد منهجية مشتركة لاستقبال اللاجئين وتوزيعهم. الافتقار إلى التنسيق أدى إلى هذه الفوضى التي كان اللاجئون ضحاياها، والتي كانت الشعبوية واليمين المتطرف أبرز من استفاد منها".

في الأثناء، أطلقت شرطة مكافحة الشغب اليونانية الغاز المسيل للدموع لتفريق طالبي لجوء تظاهروا في ليسبوس، السبت، وسط نداءات أطلقها الآلاف للحصول على مساعدات بعدما أصبحوا بلا مأوى من جراء الحريق الذي أتى على أكبر مخيّم للمهاجرين في أوروبا.

ويفترش آلاف من طالبي اللجوء، وبينهم أطفال ومسنّون، الشوارع في ليسبوس، وصباح السبت، وقعت صدامات قرب مخيم موقت جديد أقامته السلطات اليونانية، حيث ألقى المهاجرون الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وقالت الكونغولية زولا حاملة رضيعتها البالغة خمسة أشهر: "كنا نحتج سلمياً على المخيم الجديد، وأطلقت الشرطة علينا الغاز المسيل للدموع. سالت دموع طفلتي من جراء الغاز". وعانى البعض من مشاكل تنفسية، وتم إجلاؤهم بواسطة سيارات الإسعاف، كما أغمي على عدد من الأشخاص، وفق ما أفاد مهاجرون.

الصورة

 

وأكد وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، للصحافيين، أن "إتاحة الوصول إلى الغذاء والمياه والإمدادات الطبية تشكل أولوية"، علماً أنّ منظمات إغاثة اشتكت من صعوبات واجهتها في الوصول إلى اللاجئين.

ولا تزال الجهود متواصلة على مدار الساعة لإيجاد مأوى مؤقت لأكثر من 11 ألف شخص تشرّدوا جرّاء الحريق، لكنها غير كافية حسب مجموعات حقوقية.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، السبت: "في وقت ينام الآلاف في العراء الآن على التلال المحيطة بموريا أو في الشوارع، يزداد التوتر بين السكان المحليين وطالبي اللجوء والشرطة".

وقال ميتاراشي إنه سيتم فتح المخيم الجديد الواقع على بعد بضعة كيلومترات عن موريا على مقربة من البحر، في وقت لاحق السبت، مشيراً إلى أنه يتسع لـ3000 شخص. وأوضح أنه "سيتم إجراء فحوص سريعة لفيروس كورونا عند المدخل".

وأوضح الناطق باسم وزارة الهجرة، ألكساندروس راغافاس، أنه سيتم أولًا إيواء طالبي اللجوء الذين يعدون بين الفئات الأكثر ضعفاً، قائلاً:  "سنمنح أولوية للعائلات. ستضم كل خيمة ستة أشخاص، وسيقسّم المخيم على أساس العرقيات. ستبدأ عملية نقل الناس اليوم".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وواجهت مجموعات محلية من المتطوعين صعوبات في تزويد طالبي اللجوء بالمياه والغذاء، وقالت مجموعة من المهاجرين كانت تقيم في المخيم الذي احترق في منشور على "فيسبوك": "ننام على التراب أو في الشارع في العراء"، مشيرين إلى أن البعض توجهوا للنوم تحت الشجر في مقبرة يونانية.

واستخدم الرجال والنساء والأطفال الذين افترشوا الطرق ومواقف السيارات أي شيء تمكنوا من العثور عليه في الحقول القريبة، فعلّقوا أقمشة مشمّعة على جذوع الأشجار والأعشاب للحصول على بعض الخصوصية وحماية أنفسهم من الشمس.

 

ورفض رئيس بلدية المنطقة جهود بناء مخيّمات موقتة جديدة، معتبراً أنها "غير واقعية" بينما أقام سكان حواجز على الطرق لمنع بناء مخيمات جديدة. واستُخدمت مروحيات تابعة للجيش وجهاز الإطفاء للالتفاف على الحواجز.

وقال رئيس بلدية ميتيليني، عاصمة منطقة ليسبوس، ستراتيس كيتيليس، الجمعة: "يجب التخلي تماماً عن أي فكرة بشأن إعادة بناء منشأة كهذه. لا يمكن لمجتمع الجزيرة تحمّل أكثر من ذلك لأسس تتعلّق بالصحة والتماسك الاجتماعي والأمن القومي".

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة
يدفع المهاجرون مبالغ أقل للصعود على متن القوارب الحديدية

تحقيقات

بحثاً عن الأرخص، تصنع شبكات تهريب البشر الناشطة في تونس قوارب حديدية من أجل نقل المهاجرين غير الشرعيين عبرها إلى أوروبا بكلفة أقل، إذ تنفق مبالغ بسيطة على بنائه
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.
الصورة

مجتمع

يزداد وضع المهاجرين وطالبي اللجوء السودانيين في تونس غموضاً بعد تفاقم الأوضاع في بلادهم، نتيجة تواصل الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ ما يزيد عن 100 يوم، ما أدى إلى تشريد ثلاثة ملايين سوداني.

المساهمون