الشبكات الاجتماعية..تعزيز الشعور بالوحدة

الشبكات الاجتماعية..تعزيز الشعور بالوحدة

31 مارس 2017
(شبكات التواصل الاجتماعي، الصورة: كريستوفر كور)
+ الخط -


الشبكات الاجتماعية يمكن أن تعزز الشعور بالوحدة
وفقًا لباحثين أميركيين، يتعرّض الشباب الذين يستخدمون الفيسبوك والشبكات الاجتماعية بشكل أكثر إلى خطر الشعور بالوحدة.

إلا أن الباحثين عجزوا عن الإجابة عن سؤالٍ هامٍ: هل استخدام الشباب للشبكات الاجتماعية لوقتٍ طويل، جيّد أم سيئ؟

باحثون من جامعة بيتسبرغ في بنسلفانيا أجابوا عن هذا السؤال، لكن هذه الإجابة أصبحت محطّ اختلاف وجدل.

أظهر باحثون في المجلة الأميركية للطب الوقائي، أن الشباب يشعرون بوحدةٍ أكثر كلّما أمضوا وقتًا أكبر في استخدام الشبكات الاجتماعية. هنا، لا يؤثّر فقط الوقت الذي يقضيه الشباب في استخدام الإنترنت على الشعور بالوحدة فحسب، بل أيضًا الزيارة المتكرّرة للشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك ويوتيوب وسنابشات.


العزلة الاجتماعية وارتفاع معدّل الوفيات
توصف العزلة الاجتماعية بأنها حالةٌ يفتقد فيها المرء للشعور بالانتماء إلى الآخرين، وإلى العلاقات الاجتماعية المتبادلة معهم، ما يعزّز خطر الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية، وحتى أنه يؤدي إلى ارتفاع معدّل الوفيات.

كان الأمل المعقود على الشبكات الاجتماعية أن تعزّز التواصل الحقيقي، عن طريق سُبل التواصل الافتراضي غير المرتبطة بالمكان، إلا أن الدراسات الحالية تؤكّد أن الأثر كان عكسيًا.

قام باحثون بإجراء دراسة بحثية حول استخدام الشبكات الاجتماعية كتويتر، فيسبوك، يوتيوب، وإنستغرام، وعلاقتها بالشعور بالوحدة. خضع للدراسة 1787 مستخدمًا أميركيًا، تراوح أعمارهم بين 19-32 سنة.


معضلة البيضة والدجاجة
أظهرت نتائج الدراسة أن المستخدمين الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا في استخدام الشبكات الاجتماعية يتعرضون لخطر مضاعف من الشعور بالوحدة أكثر من المستخدمين الذين يقضون أقل من نصف ساعة يوميًا.

كما أن من يزور الشبكات الاجتماعية أكثر من 58 مرّة أسبوعيًا معرّض لخطر أكبر بثلاث مرّات ممن يزور الشبكات الاجتماعية 8 مرات أسبوعيًا.

واجه الباحثون هنا مشكلة البيضة والدجاجة: ما هو الشيء الذي حدث أولًا، هل هو استخدام الشبكات الاجتماعية أم الشعور بالوحدة؟ تعتقد الباحثة إليزابيت ميلر، أن الشعور بالوحدة ربّما يدفع الشباب إلى استخدام أكبر للشبكات الاجتماعية، أو أن الاستخدام الكبير للشبكات الاجتماعية هو المسبّب للشعور بالوحدة والانعزال عن الواقع الحقيقي، أو ربّما يكون السبب مزيجًا منهما.


العلاقات الافتراضية تكبت العلاقات الحقيقية
يضع باحثون في المجلة الأميركية للطب الوقائي، نظرياتٍ عديدةٍ للعلاقة بين الشعور بالوحدة واستخدام الشبكات الاجتماعية، حيث يمكن مثلًا أن يقلّل الوقت الذي يقضيه المرء في الواقع الافتراضي من الوقت اللازم للاندماج الحقيقي في المجتمع، كما أن صور الآخرين التي تعرض حياتهم "المثالية" على الشبكات الاجتماعية يمكن أن تقود إلى الحسد والغيرة وإلى الشعور الخاطئ بأن الآخرين سعداء ويعيشون حياةً ناجحة.

هذه الدراسة ليست الدراسة الأولى التي تظهر التأثيرات السلبية للإنترنت، ففي عام 2015 أظهر استطلاع قام به قسم الأمراض النفسية الجسدية في جامعة ماينز أن الشباب الذين يقضون وقتًا أكبر في استخدام الألعاب الإلكترونية أو تصفح المواقع الإباحية لديهم ارتباط أقل مع أصدقائهم، وتواصل أقل، وشعور أكبر بالعزلة. كما حذّرت دراسة صادرة عام 2015 عن جامعة زوريخ من خطر إدمان الإنترنت والأجهزة الذكيّة خصوصًا لدى الشباب.


فوائد الشبكات الاجتماعية
يؤكّد الباحثون أن الاستخدام المكثف للشبكات الاجتماعية يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الحالات، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة، فحينها يمكنهم تبادل المعلومات مع بعضهم البعض.

ويمكن للبعض إذا استخدموا شبكات اجتماعية معينة، وبطريقة معينة أن يجدوا علاقاتٍ اجتماعية آمنة.

يشير الباحثون في النهاية إلى أن الاستخدام المفرط للشبكات الاجتماعية، يعزّز ولا يقلّل من الشعور بالوحدة الاجتماعية.

المساهمون