السيسي بين الفشل والنجاح

السيسي بين الفشل والنجاح

03 اغسطس 2017
+ الخط -
من القول المأثور لعلماء التفسير "لا يمكن توضيح الواضح ولا تفسير المفسر".
ورغما عن ذلك، نجد بعضهم يطالبون بتفسير الواضح في جدل عقيم، لا هدف منه سوى إضاعة الوقت، وتشتيت الفكر، والدفاع عن الخطأ والمخطئ في آن واحد.
لو حاولنا الحديث بهدوء، للرد على هؤلاء، وذكرنا أنّ "الفشل" في أبسط تعريفاته وأوضحها "عكس النجاح"، وتساءلنا:
هل نجح السيسي في رفع المعاناة الاقتصادية اليومية عن المواطن المصري؟ وهل نجح السيسي في حل أزمات مصر القومية كسد النهضة وجزيرتي تيران وصنافير؟ (هذا السؤال بمفرده يكفي لمحاكمة 10 رؤساء بتهمة الخيانة العظمى).
وهل نجح السيسي في تحقيق الأمن الجنائي للمواطن في الشارع، فلم يعد خائفا على نفسه وأولاده وممتلكاته من عصابات الاعتداء والخطف والسرقات اليومية؟ وهل نجح السيسي في خفض (أو على الأقل الحفاظ) الدين الخارجي والداخلي على مصر؟ وهل نجح في القضاء على الإرهاب، وحماية أولادنا في سيناء؟ وهل نجح السيسي في رفع مكانة مصر الدولية عما كانت عليه في فبراير/ شباط 2011؟ (وصل تقدير العالم كله لمصر إلى أعلى معدلاته)، وهل نجح السيسي في تحقيق التقدم الذي وعد به؟ (بكره تشوفوا مصر)
باختصار، هناك إجابة واحدة لكلّ هذه التساؤلات من حرفين، وكما ذكرت، فعكس النجاح هو الفشل، وإذا كانت الإجابة من حرفين، فهل ما زال هناك من يطلب الحوار والإثبات؟
ويندرج تحت كل سؤال من هذه الأسئلة عشرات الأسئلة الفرعية، والتي تؤكد الإجابة نفسها، والغريب أنّ السيسي نفسه لم يجد ما يرد به على أحد هذه الأسئلة، حين سأله مواطن في المؤتمر الأخير سوى بضحكات غريبة مستمرة، لم يفهم منها أحد شيئا! وذلك كله بعيدا عما أسماها النظام المشروعات العملاقة التي أهدرت المليارات، ولم يستفد منها الشعب، كتفريعة القناة والمليون فدان ومشروعات الإسكان وقبلها جهاز كفتة عبد العاطي... إلخ.
وإذا كان الحال كما هو واضح للجميع، فعن أي نجاح يتحدثون، ولأية ولاية ثانية يدعون، وقد أصبح السيسي عنواناً ومثلاً صارخا للفشل، فكما يقال "أبصر من زرقاء اليمامة" و"أكرم من حاتم"، يمكن أن يقال "أفشل من سيسي".
في جميع الدول، وكل أزمنة التاريخ، من يفشل ولا يفي بوعوده يرحل ويحاسب، إلا في مصر التي يطالب فيها بعضهم باستمرار الفاشل والتصفيق والتهليل له، أم أن الفاشل وضع من القوانين والأحكام ما يمنع محاسبته؟ أليس لديكم الحد الأدنى من الإدراك، أم مازلتم متمسكين بالمثل "عنزة ولو طارت"؟
795B9830-8541-444B-B4A4-35AB0D11D51C
795B9830-8541-444B-B4A4-35AB0D11D51C
محمد لطفي (مصر)
محمد لطفي (مصر)