السلطات الإيرانية تتوعد بمحاسبة المخلين بالأمن بعد احتجاجات "الدراويش"

السلطات الإيرانية تتوعد بمحاسبة المخلين بالأمن بعد احتجاجات "الدراويش"

21 فبراير 2018
+ الخط -
بحث نواب البرلمان الإيراني في جلسة غير علنية عقدت اليوم الأربعاء، التفاصيل المتعلقة بالاحتجاجات التي قام بها أفراد من فرقة الدراويش الغنابادية الصوفية في طهران، والتي تخللتها عمليتا دهس، ما تسبب بوفاة ثلاثة أفراد من الشرطة واثنين من قوات "البسيج" إضافة لوقوع إصابات في صفوف قوات الأمن والمحتجين على حد سواء.

وقال المتحدث باسم الهيئة الرئاسية في البرلمان بهروز نعمتي إن مسببات هذه الأحداث لا ترتبط باحتجاجات أفراد من الفرقة، موضحاً أن ما حدث مساء الاثنين الماضي، جاء إثر إلقاء القبض على عدة متهمين بعملية سرقة، أحدهم من أتباع الفرقة الدرويشية الغنابادية.

وأوضح نعمتي في تقرير أمام النواب، أن بعض أصدقاء المتهم ساعدوه على الفرار بالتزامن وقدوم معترضين من أبناء الطائفة إلى مخفر باسداران، للمطالبة بالإفراج عنه، وهو ما تطور لاحتجاجات بعد إغلاقهم الشوارع، مشيراً أيضاً أن المتهم الذي اعتقلته السلطات بتهمة السرقة هو شقيق محمد ثلاث، الذي دهس عناصر الشرطة بالحافلة، بعد تطور مسار الاحتجاجات قبل يومين.

واتهم نعمتي مجموعة المعترضين هذه بارتباطها بأجهزة أجنبية، مؤكداً بذات الوقت أن قوات الأمن لم تطلق النار نحوهم رغم توتر الأحداث، حسب تعبيره.

من ناحيته، ذكر عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية علي رضا رحيمي أن مجموعة الدراويش هذه قامت بتحركاتها دون تنسيق أو تحريض من زعمائهم وأقطاب وشيوخ فرقهم، ولم يكسبوا دعم هؤلاء، رغم أن بعض أفراد الفرقة متواجدون في المنطقة ذاتها منذ الاحتجاجات الماضية، التي خرجت قبل أسبوعين تقريباً، بذريعة حماية زعيمهم نور علي تابنده الذي يسكن في المحل ذاته، إذ اعتصموا حول منزله حينها اعتراضاً على قرار يقضي باعتقاله بسبب اتهام الدراويش بإحراق مساجد وحسينيات خلال الأحداث والمظاهرات التي خرجت في عدة مناطق إيرانية أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ورفض النائب عن منطقة غناباد حميد بنايي، اعتبار أن كل دراويش منطقته، وهي التي ينسب لها صفة غنابادية، على صلة بما حدث، مشيراً أن كثيراً من دراويش إيران ومن سكان غناباد نفسها غير راضين عما حدث.

أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية علاء الدين بروجردي فذكر أنه "لا يوجد مشكلة بين النظام والدراويش في إيران فهم يمارسون عقائدهم بحرية ويعيشون بشكل طبيعي في المجتمع"، قائلاً إن "أمن زعيم وقطب الفرقة الدرويشية الغنابادية من أمن المجتمع ككل".

وأوضح أن المشكلة ليست مع كل الدراويش وإنما مع فئة منهم قررت التصرف بوحشية، مؤكداً أن التعامل مع أي حركات مماثلة سيكون وفق قرارات حازمة ستتخذها الأجهزة المعنية.

وبعيداً عن البرلمان، اجتمع الرئيس حسن روحاني بأعضاء حكومته اليوم الأربعاء، فقدم وزراء الداخلية والاستخبارات تقاريرهم حول ما جرى. وذكر روحاني أن التصرف بعنف وإهانة الشرطة لن يقبل بأي شكل من الأشكال، مع تأكيده على أن النظام يحترم كافة العقائد والتنوع الفكري والثقافي، حسب وصفه.

أما وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، فقال إن ما قام به بعض الأفراد لا ينطبق على كل الدراويش، ولا يصح تحميل الذنب للجميع، مؤكداً هو الآخر أن قوى الأمن ستتعامل بشكل صارم مع أي مخلين بالنظام.

لكن النائب الإصلاحي في البرلمان محمود صادقي كتب في تغريدة على تويتر إن الأسباب التي دار الحديث عنها حول التوتر مع الدراويش، مازالت غير مفهومة بالنسبة له، داعياً الدراويش لضبط النفس والتنبه من محاولات استغلال ما حدث، كما دعا السلطة القضائية وأجهزة الشرطة والأمن لمراعاة الحقوق المدنية.

فضلاً عن ذلك اعتبر الناشط والصحافي الإصلاحي صادق زيبا كلام أن "فرقة الدراويش الغناباديين لا تختلف عن بقية الفرق الدرويشية الصوفية، وهؤلاء لم يحرضوا على الدعاية ضد النظام، ولم يشوشوا الرأي العام، ولم يقوموا بارتكاب أفعال تجسسية، أو أي فعل يهدد أمن البلاد، لكن ذنبهم الحقيقي وهو أسوأ من كل ما سبق يتعلق بعدم قبول رؤية النظام وتفسيره للمذهب".

الجدير بالذكر أن أتباعاً من الفرقة الدرويشية الغنابادية خرجوا في احتجاجات تطورت لمشهد دموي ليل الاثنين وهو ما أسفر عن اعتقال 360 شخصاً منهم، وذكرت صفحة منسوبة للدراويش على تويتر أن 3 من مصابيهم توفوا في المشفى، فيما نفت وكالة "إيسنا" ذلك.