السعودية: جدل حول تعليق الدراسة هرباً من المطر

السعودية: جدل حول تعليق الدراسة هرباً من المطر

26 نوفمبر 2015
سيارات غارقة في أحد شوارع الرياض (فرانس برس)
+ الخط -


تكررت في الآونة الأخيرة، قرارات تعليق الدراسة في السعودية، مع بدء موسم هطول الأمطار، خوفاً من الأضرار المترتبة على ارتفاع منسوب المياه، في ظل تعثر مشروعات صرف مياه السيول، في بعض مدن المملكة.

تتباين عادة ردود الفعل حول القرار، فبعضهم يرى أنه يساعد في تفشي ثقافة عدم الالتزام، ويطالب بتعويض اليوم الذي تم تعليق الدراسة فيه بأحد أيام العطلة الأسبوعية، إلا أن هناك من يرى أن هذا القرار لابد منه، وهو أمر ضروري وليس ترفا.

الوضع يزداد سوءا مع هطول الأمطار، خاصة في بعض المناطق التي يتزامن هطول المطر فيها مع انقطاع الكهرباء، أو تلك التي يخُشى فيها من أخطار قطع السيول للطرق وإغراقها الأنفاق.

وشهد العام الدراسي الحالي، منذ انطلاقه في غرة ذي القعدة الماضي وحتى الآن، 16 حالة تعليق للدراسة، بمختلف مناطق المملكة بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث سجلت الحدود الشمالية؛ المنطقة الأكثر تعليقا للدراسة بواقع 4 مرات منذ بداية السنة الدراسية، تلتها منطقة مكة المكرمة بثلاث حالات تعليق، وكانت معظم الحالات التي تم فيها تعليق الدراسة بسبب الأحوال الجوية، سواء الأمطار أو موجات غبار.

ولما أحدثته كثرة الشائعات حول تعليق الدراسة؛ اعتمدت وزارة التعليم دليلا جديدا لتعليق الدراسة وآلية البلاغات، وحددت الجهات المخولة بالبلاغ والجهات التي يجب أن تتلقى البلاغات حسب الحالات، وذلك من خلال الإدارة العامة للأمن والسلامة المدرسية.

ومثل الدليل الجديد الذي اعتمدته الوزارة صدا للشائعات التي تنتشر قبيل تقلب الأحوال الجوية ورسم البلاغات التي تستدعي تعليق الدراسة، كما حدد الجهات المعنية بالتبليغ بحسب الحالة.

وعبرت التربوية سماح الصويان، وهي أم لثلاثة أطفال، لـ"العربي الجديد" عن مدى أسفها لانتشار ثقافة تعليق الدراسة، لتصبح ثقافة سائدة لدى هذا الجيل، وقالت "هذا مؤشر سلبي للمستقبل، إذ إنه تم زرع ثقافة عدم الالتزام لدى الطلاب، وأصبح موضوع تعليق الدراسة شغل المجتمع الشاغل، فينتظرون خبر التعليق على أحر من الجمر".

وتطالب الصويان بتعويض الطلاب عن الأيام التي تم تعليق الدراسة فيها، حتى يتم زرع ثقافة الالتزام لدى الأجيال "إذا كان لابد فعلاً من تعليق الدراسة، لما له من تبعات، فالواجب إذاً تعويض الأيام التي تم تعليق الدراسة فيها بأيام دوام في عطلة نهاية الأسبوع، حتى يتم زرع ثقافة الالتزام لدى الأجيال الحالية".

وتقترح آليات أخرى لتعليق الدراسة فتقول "من وجهة نظري يجب أن يترك قرار تعليق الدراسة لمديري المدارس، فبدل أن تعلق الدراسة في كافة مدارس المنطقة، يكون لدى المدير مسؤولية اتخاذ هذا القرار، بحيث أن المدرسة التي لا تكون في منطقة "خطر" لا تعلق الدراسة فيها، والعكس صحيح في المدارس التي تكون في خطر. علماً أن بلديات المناطق أصبحت تحدد مناطق الخطر قبل نزول الأمطار، ولذلك يسهل على مدير المدرسة اتخاذ مثل هذا القرار".

وجهة نظر أخرى، تعبر عنها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز، العنود مبيريك، بقولها: "بعيدا عن المثالية، قرار تعليق الدراسة إذا كان بسبب الأمطار فهو أمر إيجابي في جملته، ولكن بصفتي عضو هيئة تدريس، فأمر تعليق الدراسة يتسبب في إرباك العملية التعليمية من ناحية تأخير المنهج أو إلغاء اختبارات محددة مسبقة، مما يجعل الطالبات في حيرة من أمرهم لتحديد الموعد الجديد للاختبار".

"دائما ما يتم إعلان تعليق الدراسة في وقت متأخر من الليل، علما أن حالات الطقس غالبا ما تكون معروفة من قبل فترة أسبوع على الأقل، فلماذا يتم الإعلان عن التعليق في اللحظة الأخيرة".

إلى ذلك، يرى ناصر الخلف، وهو مدرس مرحلة ابتدائية، أن كثرة تعليق الدراسة تسبب إرباكا للعملية التعليمية، لها من سلبيات على المعلم: "يشتت تعليق الدراسة جدول المعلم الخاص بتعليم الطلاب المهارات التي يحتاجونها، مما يجعلها تتراكم، وتسبب ضغطا عليه، كما تصبح ثقيلة على الطالب الذي يشعر بالضغط أيضا من تراكمها".



في حين ترى ابتسام الحسيني، وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، أن تعليق الدراسة خاصة للأطفال في المدرسة أمر معقول، ولا ترى فيه أي سلبية. وتضيف: "ينتابني شعور بالخوف والهلع عندما يهطل المطر وصغاري في المدرسة، الطرق غير مهيئة والمشاريع متعثرة، والوقع يخبرنا أن الوضع يزداد سوءا كلما اشتدت الأمطار".

في المقابل، تعتبر مريم محمد، وهي أم لطفلة في المرحلة الابتدائية أيضاً، أن تعليق الدراسة أمر سلبي ومرفوض، والأوجب أخذ الاحتياطات والاستعداد لاستقبال الأمطار، لا أن تعطل المدارس وتتراكم الدروس على الطلاب.

الطالبة الجامعية حسينة، ترى أن تعليق الدراسة قد يؤثر بالسلب في تعزيز حب الكسل والخمول، وربما يدفع ببعضهم إلى الغياب في اليوم الذي يليه، ولكنها ترى أن هناك جوانب إيجابية للموضوع، فهي: "فترة راحة يوم أو غيره أنجز فيه بعض التكاليف الدراسية وأخفف العبء عن الأيام المقبلة".




اقرأ أيضا:السعودية.. "جدة تغرق" مجددا ووفاة سعوديين

المساهمون