الذباب الإلكتروني يفتح النار على علي جابر: شدّ العصب السعودي

الذباب الإلكتروني يفتح النار على علي جابر: شدّ العصب السعودي

28 اغسطس 2020
يشغل علي جابر منصب مدير مجموعة MBC (فيسبوك)
+ الخط -

فتحت الحملة العنيفة التي شنّها سعوديون، ولبنانيون موالون للمملكة، ضدّ توظيف المراسل اللبناني جاد غصن في قناة "بلومبيرغ الشرق" (تبثّ من دبي)، الباب أمام هجوم سعوديّ آخر على  مدير مجموعة "أم بي سي" اللبناني علي جابر، ومن خلفه كل القيادات غير السعودية في الإعلام التابع للمملكة.

بعدما نجح المغردون السعوديون في إفشال العقد بين جاد غصن وقناة "بولمبيرغ الشرق" المملوكة للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، بعد "نبش" تغريدات لغصن ينتقد فيها السلطات بالمملكة، انطلقت حملة أخرى تطالب بإزاحة علي جابر من منصبه في إدارة أضخم مجموعة إعلامية سعودية، أي مجموعة "أم بي سي".

حملة الذباب الإلكتروني السعودي تزامنت مع تدابير جديدة داخل MBC يقوم بها الرئيس التنفيذ الجديد للمجموعة، الفرنسي مارك أنطوان دالوان Marc Antoine d’Halluin الذي عيّن نهاية عام 2019 في منصبه خلفاً لسام بارنيت، إذ قبل أكثر من شهرين، خرجت أخبار عن عمليات صرف جماعيّ تطاول عاملين في مختلف مكاتب "أم بي سي"، لكن بعد إثارة الضجة إعلامياً تمّ تجميد تلك الخطوة. 

ومنذ استلامه منصبه الجديد، بدأ دالوان بتقليص وتهميش صلاحيات الرجال الأقوياء في المجموعة، وهم في أغلبهم مقربون من رئيس مجلس إدارة "أم بي سي" وليد آل إبراهيم. وأبرز المهمشين اللبناني فضل زهر الدين الذي كان يعتبر الأقرب إلى آل إبراهيم، وكان يمارس مهام متعددة في المجموعة، إلى جانب تقليص صلاحيات ومهام علي جابر. 

هذا الواقع قد يشرح القليل من الخلفيات التي أعطت الحملة الإلكترونية السعودية ضدّ جابر أبعاداً ملموسة على الأرض.

طالب مئات المغردين السعوديين بإقالة جابر، ومعه كل المسؤولين غير السعوديين في وسائل الإعلام السعودية، وتعيين مواطنين مكانهم. وتحوّل هذا الهجوم إلى حملة شدّ عصب وعنصرية سعودية، ضدّ كل اللبنانيين وغير اللبنانيين العاملين في مجموعة "أم بي سي".

 

ويبدو هذه المرة أنّ كل فروض الطاعة التي قدّمها علي جابر مراراً لحكّام الإمارات والسعودية، وآخرها تأييده التطبيع الإمارتي ــ الإسرائيلي، لم تشفع له في وقف الحملة ضدّه، خصوصاً أنّ الرجل يكتسب قوّته من قربه من شيوخ الإمارات تحديداً، إذ سيقت ضده اتهامات لتهميش الوجوه السعودية من المجموعة، وتقديم محتوى "مسيء" للمملكة، وغيرها.

 

ولا تخرج هذه الحملة على غير السعوديين عن الدور الذي يلعبه الذباب الإلكتروني في شدّ العصب السعوديّ، تارة ضد خصوم سياسيين، كالقطريين والأتراك والإيرانيين، وتارة أخرى ضدّ العاملين في المملكة من جنسيات مختلفة. وهي سكّة ارتفعت وتيرتها منذ وصول الأمير محمد بن سلمان إلى ولاية العهد، إذ قام بتأسيس جيش إلكتروني يعمل وفق تعلميات وتوصيات واضحة، وهو ما ظهر في أكثر من مناسبة. وانسحب شدّ العصب هذا على المحتوى الذي بدأ يظهر في الإعلام السعودي المكتوب، أو المرئي من خلال الإنتاجات الفنية الدرامية والغنائية.

حتى الساعة لم يردّ علي جابر على الحملة ضدّه، بل يكتفي بالتغريد عن الشؤون اللبنانية عبر حسابه الرسمي على "تويتر".

المساهمون