الدبلوماسي التونسي المحرر: خاطفونا يكفّرون الحكومات

الدبلوماسي التونسي المحرر: خاطفونا يكفّرون الحكومات

05 يوليو 2014
+ الخط -
لا يزال الغموض يلف تفاصيل الأشهر الثلاثة التي قضاها الدبلوماسيان التونسيان، محمد بالشيخ والعروسي القنطاسي، اللذان حُرّرا بعد خطفهما في ليبيا يوم الأحد الماضي، وخصوصاً في ظل شحّ المعلومات المتوافرة عن سير المفاوضات بين الحكومتين الليبية والتونسية لتحرير المخطوفين.

ورجّحت معلومات لـ"العربي الجديد" أنّ شخصيات ليبية "مرموقة" كانت طرفاً أساسياً في حلحلة الأزمة، وتقديم ضمانات كي يكون إطلاق سراح التونسيين من دون عملية تسلّم وتسليم، كما حدث في حالة السفير الأردني فواز العيطان. وتكفلت هذه الشخصيات إدارة المفاوضات بعيداً عن الأضواء، وفي سرّية مطلقة، إلى جانب الحكومة الليبية، التي كانت المفاوض الوحيد للحكومة التونسية في هذه الأزمة.

وفي أول لقاء له بعد تحريره، يكشف الدبلوماسي التونسي، العروسي القنطاسي، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل تلك الأشهر الثلاثة التي قضاها مع الخاطفين في ليبيا، ليزيح بذلك بعض الغموض الذي يلف قضيته. ويقول
"ولدت من جديد، أنا رجل ولدت منذ أربعة أيام بعد لحظات في غاية الصعوبة لا أحب أن أتوقف عندها كثيراً". ويضيف "كانت أصعب اللحظات تلك التي وضعوني فيها في صندوق السيارة الخلفي لتغيير أماكن الاعتقال، لم أعرف إلى أين نذهب وماذا سيفعلون بي، كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر ويحملونني معهم، وأنا معصوب العينين ومقيداً في ظلام كامل، حدث هذا أربع مرات فيما أذكر".
 
لكن، من هم الخاطفون وما هي مطالبهم، وكيف تعاملوا مع بالشيخ والقنطاسي، وخصوصاً أن الدبلوماسيين المحررين تحدثا عن معاملة حسنة لحظة نزولهما في مطار العوينة من الطائرة العسكرية التي ذهبت خصيصاً الى طرابلس للعودة بهم الى تونس؟

يجيب القنطاسي: إنهم ليبيون وتونسيون، وهناك أيضاً جنسيات عربية أخرى، وعدم تعذيبنا جسدياً يمثل بالنسبة لي معاملة حسنة بالفعل، لم أكن أراهم طيلة اليوم إلا بعد صلاة العشاء.
ويضيف "هم من الجماعات الجهادية المتشّددة، عرفت ذلك مع مرور الوقت، إذ نشأت علاقة مختلفة تخللتها بعض الحوارات السياسية بعدما كان حديثهم معي مقتصراً على الإشارات فقط في الفترة الأولى، كانوا يقولون إنّهم يعتبرون الحكومات العربية والعاملين فيها كفاراً حتى يستقيلوا".

ويروي الدبلوماسي التونسي الذي عمل في ليبيا 3 سنوات: مارسوا علي ضغطاً شديداً بعد إطلاق سراح السفير الأردني فواز العيطان، ومقايضته بسجناء إسلاميين في الأردن، كانوا يقولون لي إن الحكومة التونسية أهملتني، وهو ما صدقته بالفعل في تلك اللحظات وانتابتني حالة من اليأس. ويوضح "مع أني كنت أعلم في قرارة نفسي أن هذا مستحيل، وهو ما تبيّن لي اليوم، وقد ذهبت إلى الوزارة وأطلعني الوزير والكاتب العام في الوزارة على كل الوثائق والجهد الذي بذلته خلية الأزمة التي شكّلت من أجل إطلاق سراحنا".

وعن عدم اتخاذ السفارة إجراءات أمنية، وخصوصاً بعد اختطاف بالشيخ، يقول العروسي القنطاسي إنّ "اختطاف محمد بالشيخ أربكنا، واتخذت السفارة بالفعل إجراءات أمنية مشدّدة حول الّسفارة ولكن لم يكن بإمكانها أن تؤمن مقرات إقاماتنا الشخصية، ولم يكن بالإمكان أيضاً أن نتحول للإقامة في السفارة غير المهيئة لذلك، وخصوصاً أننا لا نعرف كم ستدوم هذه الحالة، والسّفارة تلقت العديد من التهديدات ووقع اقتحام القنصلية وكنا مجمعين على ألا نرضخ لطلبات المقايضة من البداية لأن هذا سيفتح باب الاختطاف المتكرر. وحسناً فعلت الحكومة التونسية بعدم السقوط في فخ الابتزاز".


وعن سبب إطلاق سراح الدبلوماسيين من دون أن تسلم السلطات التونسية السجينين الليبيين (حافظ الضبع، المكنى بـ"أبي أيوب"، وعماد اللواج بدر، المكني بـ"أبي جعفر الليبي"، وهما يقضيان حكماً بالسجن لمدة 20 عاماً لكل)، يجيب الدبلوماسي التونسي أن "عملية إطلاق سراحنا قبل أن تسلم تونس السجينين يعود الى الجهد الذي بذله المفاوضون من الجانب الليبي وتقديم ضمانات، بالضرورة، الى الخاطفين، وأنا لا أعرف من هم المفاوضون بصراحة، ولكن تعرفنا إلى العائلة الليبية التي لعبت دور الوسيط ونقلنا الى بيتها، الذي زارنا فيه السفير التونسي إبان تسليمنا قبل أن يتم نقلنا الى المطار مباشرة ومنها إلى تونس".

ويُسهب القنطاسي في الحديث عن لحظات إطلاق سراحه، ويقول "كانت تلك لحظات لا تصدق. أخبرنا الخاطفون بكلمات مقتضبة أنه سيطلق سراحنا بقولهم: جاء الفرج، ثم ذهبنا إلى البيت الذي ذكرت، ولم أكن مرتاحاً، إلا عندما أقلعت الطائرة من طرابلس. فقد سبق أن هوجم المطار من مليشيات مسلّحة أكثر من مرّة، ولم يكن هناك أي ضمان بعدم تغير الموقف. وقد رفضت العائلة الوسيطة والسفير أن نذهب الى السفارة أو إلى بيوتنا لجمع أغراضنا ووثائقنا الشخصية، وذهبوا بنا مباشرة إلى الطائرة. كان الجميع يريدنا أن نغادر بأقصى سرعة إلى تونس".

 

دلالات

ذات صلة

الصورة
جابر حققت العديد من النجاحات في مسيرتها (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكدت التونسية، أنس جابر نجمة التنس العربي والعالمي، أن تراجع نتائجها في المباريات الأخيرة، يعود إلى إصابة قديمة منعتها من تقديم أفضل مستوى لها.

الصورة
يدفع المهاجرون مبالغ أقل للصعود على متن القوارب الحديدية

تحقيقات

بحثاً عن الأرخص، تصنع شبكات تهريب البشر الناشطة في تونس قوارب حديدية من أجل نقل المهاجرين غير الشرعيين عبرها إلى أوروبا بكلفة أقل، إذ تنفق مبالغ بسيطة على بنائه
الصورة
أكد المشاركون أن الثورة شهدت انتكاسة بعد انقلاب قيس سعيد (العربي الجديد)

سياسة

أكدت جبهة الخلاص الوطني، اليوم الأحد، خلال مسيرة حاشدة وسط العاصمة تونس، أن البلاد في مفترق طريق ولا بد من قرارات مصيرية حتى لا تذهب نحو الانهيار.

الصورة
محامو تونس في يوم غضب/سياسة/العربي الجديد

سياسة

أعلن محامو تونس اليوم الخميس دعمهم الكامل لخيار المقاومة بهدف استرداد الحق الفلسطيني، خلال يوم غضب نظموه في محكمة تونس، أبدى المحامون استياءهم من مواقف بعض الحكام العرب الذين يساندون إسرائيل ويتبنون سياسة التطبيع معها. وأشاروا إلى أن التاريخ سيدينهم.