الخطف والاغتيال يقلقان أهالي درعا... واتهامات للنظام بالمسؤولية

جرائم الخطف والاغتيال تقلق أهالي درعا... واتهامات للنظام بالمسؤولية

20 يناير 2020
الأوضاع الأمنية في درعا متدهورة (أحمد المسلم/فرانس برس)
+ الخط -

تدهور الوضع الأمني في كثير من مناطق محافظة درعا، بعد ارتفاع وتيرة جرائم الاغتيال والخطف، ما يجعل الأهالي يخشون على حياتهم ومستقبل أسرهم، خصوصا أن الاعتقالات متواصلة لأسباب مختلفة.

وقال أبو محمد الحريري من ريف درعا لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع يتدهور بشكل يومي، ولا نعرف متى يمكن أن تنفجر عبوة ناسفة هنا أو هناك، أو يتم إطلاق النار على أحدهم في الشارع أمام الناس. المشكلة الأكبر أن أحدا لا يعرف من ينفذ جرائم الاغتيال والخطف، ما جعل الناس تحجم عن الاقتراب من الحواجز الأمنية أو الذهاب إلى المناطق المتطرفة، ويخشى الجميع الحركة خلال ساعات الليل".
وقال الناشط أبو أيهم السعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "جرائم الخطف أصبحت شبه يومية، والأسباب متعددة، فالبعض يتم خطفهم لأنهم كانوا سابقا عناصر في الجيش الحر، أو لكونهم حاليا يعملون مع قوات النظام، وآخرون يتم استهدافهم بسبب التسويات مع النظام، وغالبية الناس تعاني من هذا، ومع غياب الشمس تلتزم الناس منازلها، ويتحمل النظام المسؤولية عن استهداف عناصر المعارضة".
وأضاف السعدي أن "الميثاق الذي تم توقيعه مؤخرا موجه إلى النظام وجماعة التسويات، وهم من خطفوا شبابا مؤخرا وعذبوهم وقتلوهم، وهو نوع من التكافل بين الأهالي للوقوف بوجه هذه الجرائم، سواء الخطف بقصد القتل، أو الخطف المضاد بين درعا والسويداء بهدف طلب الفدية".
وأوضح أن "النظام يميل إلى إحداث انفجار، لكن الروس يمنعون ذلك، والمجتمع أصبح الحلقة الأضعف بسبب الاعتقالات المستمرة، فهناك أكثر من ألف معتقل منذ بدء التسوية، فضلا عن الغلاء الفاحش الذي قد يفجر الوضع".
وقال الناشط أبو عبد الله الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "الاغتيالات كانت تستهدف عملاء النظام وحزب الله، وتجار المخدرات، ولكنها اليوم وصلت إلى شركاء الثورة، وبالأمس تم اغتيال طبيب في بلدة بصر الحرير، والناس تحاول الابتعاد عن حواجز التفتيش بسبب الاعتقالات الواسعة للمدنيين، لكن ظاهرة الاغتيال أكبر بكثير من ظاهرة الخطف، والفاعل مجهول".

ولفت الحوراني إلى أن "حالة من التوتر تسود المنطقة، سواء لمن قبلوا بالتسويات، أو من لم يرضخوا لها، وبشكل عام لا أحد يتجول ليلا، وعمليات الخطف والاغتيال جزء من حالة الصراع، والهدف عادة ليس الفدية أو السلب، والوضع بشكل عام غامض، فالنظام يضمر الانتقام من درعا، وحتى اليوم لم يطلق سراح المعتقلين الذين قضوا سنوات في سجونه، والمصالحة المزعومة لم تكن سوى عملية تخدير، فالاعتقالات لم تتوقف، ولم تتم إزالة الحواجز الأمنية، والروس في موقف الصامت".
وأصدر عدد من عشائر درعا، أمس الأول السبت، بيانا مشتركا، جاء فيه: "نعلن أننا عائلة واحدة تجمعنا وحدة الدم والمصير، ونعلن أننا لن نقبل بالظلم أو الفساد، وسنكون يدا واحدة لمعالجة واستئصال الفساد بكافة أشكاله، ومحاسبة كل من تورط وتوغل في دم أبنائنا".