الحوثيون يفرجون عن 6 من الطائفة البهائية بعد سنوات من الاعتقال

الحوثيون يفرجون عن 6 من الطائفة البهائية بعد سنوات من الاعتقال

30 يوليو 2020
السلطات الحوثية أعلنت عفواً عاماً عن جميع معتقلي الطائفة في مارس (Getty)
+ الخط -
أفرجت جماعة الحوثيين، الخميس، عن زعيم الطائفة البهائية باليمن و5 آخرين، وذلك بعد سنوات من الاعتقال في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.
وأكدت المبادرة اليمنية للدفاع عن البهائيين والجامعة البهائية العالمية، في بيان صحافي، أنه تم الإفراج عن 6 من البهائيين البارزين كانوا معتقلين لدى السلطات الحوثية في صنعاء، وطالبت في الوقت ذاته بإسقاط كافة التهم المنسوبة إليهم.
وطالب البيان السلطات الحوثية "بإعادة أموال وممتلكات أبناء الطائفة البهائية، وحماية حقوق جميع البهائيين في اليمن، لكي يعيشوا وفقا لمعتقداتهم من دون خطر التعرض للاضطهاد".
وذكر ممثل الجامعة البهائية العالمية ديان علاني، في البيان ذاته، أنه "لا يزال هناك قلق بالغ من الاضطهاد"، مطالبا السلطات "بتمكين أبناء الطائفة من ممارسة عقيدتهم بحرية وأمان، أسوة بجميع اليمنيين، وبما يتماشى مع المبادئ العالمية المتعلقة بحرية الدين والمعتقد".
ووفقاً للبيان، فإن البهائيين الستة المفرج عنهم هم: زعيم الطائفة حامد بن حيدرة، والذي كان قد صدر ضده حكم بالإعدام من السلطات الحوثية، مطلع العام الجاري، إضافة إلى وليد عياش، أكرم عياش، كيوان قادري، بديع سناني، وائل العريقي.
وأشار البيان إلى أن "المفرج عنهم كانوا قد سجنوا ظلما في صنعاء لعدة سنوات، بسبب معتقداتهم، ووجه لهم عدد من التهم الباطلة التي لا أساس لها من الصحة".
وتم احتجاز زعيم الطائفة البهائية في عام 2013، وحُكم عليه بالإعدام من قبل محكمة حوثية بتهمة "التجسس والردة" في 2018، وتم تأييده في مارس/آذار الماضي، قبل أن تعلن الجماعة، بعد أيام، وتحديدا في الـ25 من الشهر ذاته، عفوا عاما عن جميع أبناء الطائفة، لكنها لم تنفذ ذلك سوى اليوم.
وفي المقابل، أعلن القيادي الحوثي حسين العزي، في تدوينة على "تويتر"، أن أمر الإفراج عن البهائيين جاء بتوجيهات من رئيس المكتب السياسي للجماعة مهدي المشاط.
واعتبر العزّي، وهو نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، أن إطلاق سراح البهائيين "لفتة كريمة جسدت الطبيعة اليمنية الميّالة للصفح والعفو، والأمل كل الأمل أن يُقابل هذا الموقف النبيل بالمزيد من الالتزام والاحترام التام للقوانين النافذة ومراعاة النظام العام للمجتمع اليمني".
وتشير تصريحات القيادي الحوثي إلى أن الجماعة ربطت الإفراج بتقييد الحريات الدينية للطائفة البهائية ولن تسمح لهم بممارسة معتقداتهم، خصوصا في تلميحه إلى احترام القانونين والنظام العام للمجتمع اليمني.

وبعد ساعات من الإفراج، أكد مصدر حقوقي يمني لـ"العربي الجديد"، أن البهائيين الستة غادروا صنعاء، مساء الخميس، وذلك كشرط حوثي بعدم بقائهم في اليمن.

وقال المصدر إن طائرة أممية قامت بنقل البهائيين الستة إلى إثيوبيا، قبل التوجه إلى أوروبا التي سيقيمون فيها كلاجئين إنسانيين.

وأشار المصدر إلى أن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، هو الذي قام بتسهيل عملية إجلاء البهائيين الستة من صنعاء.

وأكدت رئيسية منظمة "مواطنة" اليمينة لحقوق الإنسان، رضية المتوكل، خبر نفي السلطات الحوثية للبهائيين الستة، واكتفت بوصف خروجهم من اليمن بأنه سيكون "مؤلماً"، دون التطرق للأمر من الناحية القانونية.

وقوبلت عملية نفي البهائيين من صنعاء بسخط واسع من قبل صحافيين وناشطين يمنيين، اعتبروا أن الأمم المتحدة شريكة في تطبيع الأعمال الحوثية المخالفة للقوانين.

وكتب الصحافي خطاب الروحاني، على "تويتر": "لا يجوز بأي حال من الأحوال إبعاد مواطنين يمنيين خارج البلاد. دستور الجمهورية يضمن حقوقهم كمواطنين وكأقلية دينية. ومساهمة الأمم المتحدة في هذه المخالفة تطبيع للأعمال المخالفة للقوانين المحلية والدولية".

وكانت منظمات دولية قد اتهمت، في وقت سابق، الحوثيين بمضايقة أفراد الطائفة البهائية واحتجازهم تعسفاً، وهو ما وصفه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد بأنه "نمط مستمر من الاضطهاد".
ونشأت الطائفة البهائية إبان النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويتبع أفرادها تعاليم بهاء الله، المولود في ايران عام 1817، ويعتبرونه واحدا من رسل الله، لكن طهران تحظر البهائية وتعتبر أتباعها "جواسيس" لإسرائيل، بسبب وجود محج لهم في عكا وحيفا، وطبقت السلطات الحوثية الإجراءات نفسها.