الحشرات تزيد معاناة النازحين السوريين في مخيمات إدلب

الحشرات تزيد معاناة النازحين السوريين في مخيمات إدلب

08 يونيو 2020
تعقيم المخيمات وحده لا يكفي لمكافحة الحشرات (Getty)
+ الخط -
يتسبب انتشار الحشرات في مشاكل كثيرة للنازحين المقيمين في مخيمات ريف إدلب، شمال غرب سورية، والتي يعاني كثير منها من غياب الصرف الصحي، إضافة لقربها من مكبات النفايات التي تساهم في زيادة الأمراض التي تنقلها الحشرات.

وقال مدير الدفاع المدني في إدلب مصطفى الحاج يوسف، لـ"العربي الجديد"، إن فرق الدفاع المدني تعمل في الوقت الحالي على حملات لمواجهة إمكانية انتشار فيروس كورونا في المنطقة، وتشمل عمليات تعقيم ونظافة، مشيرا إلى أنه "لا يمكن ردم قنوات الصرف الصحي المكشوفة في الوقت الحالي، لأن الأمر سيتسبب بمشكلة أكبر، إذ لا بديل لها، وينبغي استبدال قنوات الصرف العشوائية بقنوات نظامية، وهذا أكبر من قدراتنا لأننا نعمل وفق الإمكانيات المتاحة".

وقال الناشط أسعد الحمصي لـ"العربي الجديد": "الأمراض التي تنشرها الحشرات تتسبب بمعاناة كبيرة للنازحين، وهناك انتشار لأمراض جلدية كثيرة في المخيمات، والنازحون يحاولون مواجهتها عن طريق النظافة وإزالة القمامة، لكن العائق الأكبر هو غياب الصرف الصحي، وهناك منظمات تعمل على مشاريع صرف صحي في المخيمات، ومخيمات أخرى يستخدم سكانها المبيدات للحد من انتشار الحشرات، رغم غلاء أسعار المبيدات".

داء اللشمانيا المعروف محليا باسم "حبة السنة"، من بين الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، وتنقله ذبابة الرمل التي تجد بيئة ملائمة للتكاثر في البرك الناتجة عن قنوات الصرف الصحي المكشوفة ومكبات النفايات.

في مخيم "كفر روحين"، شمالي إدلب، سجلت نحو 100 إصابة باللشمانيا، وفي منطقة "كفر لوسين" يوجد في محيط مكب النفايات نحو 20 مخيما للنازحين، وتصدر عن المكب روائح كريهة، إضافة إلى الحشرات التي تنتشر بكثافة.

وأوضح مدير فريق منسقو استجابة سورية محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، أن "الحشرات موجودة لأن المخيمات تقع في مناطق مفتوحة ومعرضة لكل الظواهر البيئية، فضلا عن انتشار الأمراض والحرائق وحالات التسمم، وأكدنا في وقت سابق أن المخيمات هي حلول مؤقتة، والنازحون بحاجة إلى نوع آخر من السكن، ويجب أن تدعم المنظمات الإنسانية عمليات التعقيم بالمبيدات الحشرية، وتوفير مستلزمات النظافة العامة".

مخيم السلام بمنطقة قاح، أحد أكثر المخيمات تضررا بسبب انتشار الحشرات في ريف إدلب، وتتسبب قنوات الصرف الصحي المكشوفة فيه بأزمات صحية للنازحين الذين يعاني كثيرون منهم من الأمراض الجلدية.

وقال أحد نازحي المخيم لـ"العربي الجديد"، إن "الحياة لا تحتمل في المخيم، فالبعوض منتشر بكثافة، ولدي فقاعات جلدية في اليدين والقدمين تتسبب لي بألم كبير، ونطالب المنظمات والجهات المحلية بإيجاد حلول لهذه المعاناة".

المساهمون