الحزورة المخلوفية

الحزورة المخلوفية

26 مايو 2020
+ الخط -
شغل رامي مخلوف بفيديوهاته الثلاثة، حتى الآن العرب العاربة والمستعربة، ومَن لفّ لفّهم، من الإثنيات الأُخرى. أصبح الجميع يترقّب إطلالاته البهية، ومنطقه الذي يتجاوز منطق رجل الاقتصاد الأول، بعد أن يشرب العصير، ويأكل الحشائش والجرجير، يريد حلاً لمشاكله ومعضلاته، وهذا ليس على الله بكثير!

ترك الجمهور هيفا وما بعد هيفا، ويافا وما بعد يافا، وانكبَّ على إطلالات رامي، وهو يُعلّل النفس بالآمال يرقبها، بما سيكون ما بعد هذه الإطلالات، والنفحات االرمضانية الإيمانية. هل تُؤذن هذه الإطلالات بأفول عهد، وبزوغ فجر طالما راود أحلام الناس المنتوفين القابضين على جمر الغلاء، بفعل اللصوص المخلوفين، وأبناء عمتهم الميامين. يتمنّى الناس ذلك، مع الابتهال والدعاء إلى الله، فقولوا: آمين.

الكلّ يُحلل كلمات رامي، ويسعى إلى أن ينال قصب السبق، في فهم وإدراك أبعاد ما قال رامينا قس بن ساعدة، من الفسابكة المتفسبكين، إلى مُحلّلي (الطرش) الاستراتيجيين. ينافس اليوم رامي قدّس الله سرّه، بعدد المشاهدات، ومَن تنطّع للكتابة عنه نجوم الفوازير والحزازير، من لبلبة وشريهان أيام العز والسؤدد، حيث تخلو الساحات والشوارع من مُرتاديها، يتسمّرون أمام التلفزيون لرؤية ما تقدمانه من حزورة قبيل الإفطار، يرافقها الغناء وحركات الدلع و(الشوئسمو).


بالتأكيد تحمد لبلبة وشريهان ربّهما، لأنه لم توجد لهما فوازير في رمضان الذي انتهى، فمَن كان سيُتابعهما، ويترك المخلوف رامي، وما عنده من تشويق وإثارة و(سسبنس)، ولايخلو حديثه من زهد وورع وتقوى، وهذا ليس موجوداً عند صاحبات الفوازير السافرات، فصاحبنا دين ودنيا.

الكل معارضةً وموالاةً يتحدّث عن لهلوبة الاقتصاد السوري، على مدى عقود من الزمن، وينسى ما قدّم لاقتصاد البلاد، من ازدهار وتطور، طاول حتى مشاريعه في روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن دبي وما أدراك ما دبي، وما له فيها.

حتى صديقي كتب عنه شِعراً، واستغلَّ عدم وجود برنامج الفوازير، لهذا العام، وألّفَ حزورة سمّاها (الحزُّورة المَخلوفية) يقول فيها:
ورامٍ رمى رمياً ويرمي رمايةً
رمانا برميٍ للإله برميهِ

فإنْ كان للرميِ الجميلِ مُسدّداً
إلى أسدٍ ندعو الإلهَ برميِهِ

سدّد الله رمي الشيخ رامي

- السؤال: كم راءً وميماً في البيتين السابقين؟

- الفائز سيحصل على بركات الشيخ رامي، ورصيد مجاني من سيريتل لمدة أسبوع فقط، لأن ميزانية الشركة لا تحتمل أكثر، لأنها تصرف على (الفُقرا).. لا تدعِ الفرصة تفوتك.

هذه الحزُّورة الشِعرية يبدو أنها لم تكن مغرية، بجائزتها السنية، وهي الحصول على بركات الشيخ رامي، ورصيد مجاني، لمدة أسبوع من سيريتل، لأن الذين أجابوا وتفاعلوا قلة.

أرسل أبو أحمد بيطار مثلاً صورةً، لرجل يفكر بعمق ويهرش رأسه، بدون جواب، مما دعا صديقي إلى تغيير السؤال وقال: كأن السؤال صعبٌ قليلاً، ونحن في رمضان الكريم، لذا سأخفف من صعوبته، وأغيّره ليصبح: إذا استطعتَ أن تقرأ البيت الأول فقط ثلاث مرات متواليات، دون خطأ وتلكؤ فأنت الفائز. إذا لم تستطعْ فتأكدْ أن الشيخ رامي منعك.

بعيداً عن حزُّورة صديقي الشعرية، فإن ظهور الشيخ رامي شكّل حزورة الحزازير، وفزورة الفوازير، وذهب مُحلّلونا الأشاوس، وفسابكتنا المُبجلون في التحليل كلَّ مذهب، فمنهم مَن قال بأن الصراع بين قطبي السيادة على الأرض السورية يتمظهر بهذه الفيديوهات، ومنهم مَن قال بأن ظهوره لا يعدو أن يكون مجرد مؤامرة، لإشهار الإفلاس وتهريب ما تبقّى من المال، إلى الخارج، ومنهم مَن تنبّأ بقرب حدوث أمرٍ جللٍ، وتحدّثَ كميشيل حايك، وغيره من المُنجمين، بأنه سيكون خلال ستة أشهر.

على الرغم من كل ذلك، ينتظر الناس إطلالات رامي، ويدعون الله لتستمرّ بقوة وزخم. يقولون بأنها مُسلّية أكثر، من كيس (خيش) من البزر قليل الملوحة، وهي أحلى وأجمل من تنكة الحلاوة، عند أبناء الجزيرة السورية، وأطيب وأشهى من اللزّاقيات عند أهل حوران، والشعيبيات عند الأدالبة.