الحريري في بيروت...العين على رئاسة الجمهورية

الحريري في بيروت...العين على رئاسة الجمهورية

16 فبراير 2016
الحريري يرمّم تحالفاته السياسية (فرانس برس)
+ الخط -
يختصر المقربون من زعيم تيار المستقبل في لبنان، سعد الحريري، العنوان السياسي لزيارته الطويلة إلى بيروت (كما أعلن بنفسه)، بتحريك ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المعلّق منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في مايو/أيار 2014.

فالرئيس الأسبق للحكومة لا يحمل مبادرات سياسيّة جديدة، بل يسعى لتفعيل مبادرته السابقة المتمثلة بدعمه ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للرئاسة. "أصلاً لا مجال لمبادرات إضافية. وكيف يُترجم هذا الأمر؟"، يقول بعض من التقى الحريري إنه يعمل على "سحب الذرائع"، في ملف الرئاسة.

وينقل أحد نواب المستقبل لـ"العربي الجديد"، قناعة الحريري بإمكانيّة إحداث خرق في ملف الرئاسة. وجاء تصريح الحريري، في دردشة مع الصحافيين في السياق عينه، إذ اعتبر أنه "يجب ألا نقول إن الحزب لا يريد رئيساً بل إنه يستمهل، أريد أن أضغط باتجاه مشاركة "حزب الله" في جلسة لانتخاب رئيس".

ورأى الحريري أن "أهم أمر يجب أن نعمل من أجله هو إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن انتخاب الرئيس هو الأمر الوحيد الذي يجعل لبنان يستقيم"، مكرراً كلامه عن أن "لبنان فيه نظام ديمقراطي ولعبة ديمقراطية، وهناك ثلاثة مرشحين وعلينا النزول جميعاً إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، فليربح من يربح من هؤلاء ونحن سنهنئه أياً كان".

ويُشير مصدر "العربي الجيد" في الوقت ذاته إلى أن الأيام ستُثبت أن "حزب الله" لا يُريد رئيساً.

اقرأ أيضاً: الحريري بعد لقائه جعجع: الفراغ الرئاسي كارثة على لبنان

في السياق، يستبشر أحد المسؤولين في تيار المستقبل "خيراً"، من حراك الحريري هذا. إذ يعتبر أنه أفضل من حالة الجمود السياسي التي كانت مهيمنة على المناخ السياسي، قبل مبادرة انتخاب فرنجية. ويُشير هذا المسؤول في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن الحريري سيُشارك في جلسة الثاني من مارس/آذار المقبل، "وبالتالي سيضع فرنجية أمام خيار واضح وهو ضرورة المشاركة في الجلسة، وإلا فإنه سيبدو غير مهتم بانتخابه رئيساً".

ويُدرك المصدر ذاته أن الأمر لا يقتصر على تأمين النصاب القانوني للجلسة، "فتأمين النصاب ممكن، لكن انتخاب الرئيس بدون موافقة حزب الله غير ممكن".

ويكشف أحد نواب "المستقبل" لـ"العربي الجديد" أن الملف الثاني الذي يسعى الحريري لحلّه في هذه الزيارة هو إعادة ترتيب صفوف فريق 14 آذار، وخصوصاً أن علاقته بحليفه المسيحي الأبرز وصلت إلى أسوأ حالاتها في الأسابيع الماضية.

ومرّ "قطوع" انتقاد الحريري لجعجع في ذكرى اغتيال والده، "بصعوبة".

وتابع النائب، استطاعت زيارة الحريري إلى معراب، والتي أكّد جعجع أنها ليست "للاعتذار"، طيّ هذه الصفحة، وإن على مضض. ويُمكن اعتبار حدة الخطاب بين جمهوري المستقبل والقوات اللبنانية على وسائل التواصل الاجتماعي معبراً عن العلاقة المتوترة بين الطرفين.

لكن الحريري "استطاع بزياراته التي قام بها لجعجع أو لرئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، إعادة شدّ عصب فريقه السياسي، وهذا أمر مهم جداً"، حسب نائب "المستقبل".

وفي هذا السياق، جاءت زيارة الوزير أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت للحريري لتكسر حدّة الخلاف بين ريفي والحريري، "والذي ساهم بعض كارهي ريفي في تيار المستقبل في تعزيزه" كما يقول مسؤول في التيار.

ويلفت هذا المسؤول إلى أن الزيارة تؤكّد تجاوز هذا الخلاف "الظرفي"، وأن مشاركة ريفي في ذكرى اغتيال رفيق الحريري، ورد الأخير بإيجابية عبر السلام عليه بـ"حرارة كبيرة"، ساهما في كسر الجليد بشكل كبير.

ويُضيء هذا الأمر على جانب من أهداف زيارة الحريري، وهو إعادة تنظيم تياره السياسي، وحسم خلافات الأجنحة داخله، وخصوصاً أن كل "رئيس جناح" بات يرى نفسه مشروع رئيس حكومة.

ويبدو أن الحريري قادر على تحقيق الهدفين الأخيرين من زيارته، وخصوصاً إذا صدقت المعلومات عن حلّ الأزمة المالية في الأيام المقبلة. أمّا الهدف الأول، أي انتخاب رئيس الجمهورية، فإن السعي إلى "لبننته" يواجه نيراناً إقليميّة آخذة بالاشتعال أكثر وأكثر.

اقرأ أيضاً: الحريري من بيروت: إقامتي ستطول

المساهمون