الحب في زمن الإنترنت

الحب في زمن الإنترنت

09 فبراير 2014
+ الخط -
لو قدّر للروائي العالمي غابرييل غارثيا ماركيز أن يعيد كتابة روايته ذائعة الصيت: "الحب في زمن الكوليرا" ليكتب عن الحب هذه الأيام، لاختار عنواناً جديداً هو: "الحب في زمن الإنترنت"، أو في غرف الشات الخاصة، والذي بات ظاهرة تهدّد الأسر وربما الحب نفسه بالضياع. وقد خطفت الكاتبة شيرين فؤاد الأنظار في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ولفتت قراء الكتب من فئة الشباب لكتابها الجديد "الحب الإلكتروني" الذي نظمت حوله ندوة في المعرض أدارتها الروائية المعروفة سهير المصادفة.

يتناول الكتاب العديد من القضايا المرتبطة بتأثيرات الإنترنت ووسائل التواصل الحديثة على الحياة العاطفية والاجتماعية، وبينها "الخيانة الإلكترونية وإدمان السيبرسكس"، واللتان تعدان من أهم القضايا الشائكة التي يتعرض لها المجتمع، وما ينتجه الفضاء الإلكتروني من تفكيك للهوية أو الشخصية، وكيف أثّر ذلك على تحرر رغبات النفس البشرية، والانخراط في الأنشطة الجنسية عبر الإنترنت، وانتشار ثقافة الخيانة أو إدمان الممارسات غير السوية. وترى الكاتبة أن 90 في المئة من المشكلات الأسرية في مصر ترجع الى أسباب تتعلق بالمحادثات عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي باتت خطراً يهدد الاسر المصرية، بحسب الكتاب.

وعن اختيار فكرة الكتاب، تقول الكاتبة شيرين فؤاد: "لم يكن اختياراً بقدر ما شعرت أنه واجب أو مهمة، عندما لاحظت أن نسبة كبيرة جداً من المشكلات أو الخلافات التي تصلني أو التي أصادفها عموماً، كانت بمضمونها تمثل زيادة واضحة في وجود ما يمكن أن نطلق عليه الانفصال عاطفي بين الزوجين، وأن نسبة كبيرة جداً من ذلك الانفصال كان في بعض الحالات نتيجة انخراط أحد الزوجين أو كلاهما بعلاقات سواء صداقة أو حب أو أنشطة جنسية عبر الفضاء الالكتروني، وفي حالات أخرى كانت سبباً للخيانة الالكترونية، وإن ذلك الانخراط بأنشطة الجنس الالكتروني يكون عن طريق برامج الوسائط المتعددة ـ وهذا يشمل الأفلام والألعاب الجنسية، والصور وأقراص مدمجة، أو التفاعل العاطفي عبر الإنترنت".

وفيما تباينت ردود الافعال حوله بين مؤيد ومهاجم، يقول أحمد محمود: "تناول قضية بمضمونها الجنسي هو محاولة للفت الانتباه ومحاولة لعمل "شو" إعلامي، خاصة في مجتمع يبحث فيه الشباب عن أي محتوى جنسي للاطلاع عليه"، بينما يقول حسن عماد: "استطاع الكتاب ان يكشف قضية دفينة وموجودة عند نسبة كبيرة من المجتمع، كما أنه من الأبواب الاولى للكتاب تشعر أنه يتحدث عن عادة داخلية تقوم بممارستها دون ان تعلم أبعادها". ويقول دكتور محمد مصطفى: "أعترف بوجود ما يسمى الحب الإلكتروني وانتشار ظاهرة السيبرسكس، ولكن أعتقد أن النسب والاحصائيات المعلنة مبالغ فيها بنسبة ما عن الواقع".

وأثار الاعلان عن الكتاب، الذي عقدت ندوة خاصة لمناقشته على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، ضجة إعلامية في المواقع والصحف الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناول عدد من المواقع والصحف المصرية خبر إصدار الكتاب بمعرض القاهرة للكتاب في دورته الأخيرة هذا العام.

المساهمون